تيلرسون وفالون يحملان روسيا مسؤولية الهجوم الكيميائي على خان شيخون
تساءل وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الاحد، قبل يومين من زيارته موسكو، عن النوايا الفعلية لروسيا في سوريا معتبراً انها بدت «غير مؤهلة» للاشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية لنظام الرئيس بشار الاسد.
وقال تيلرسون في مقابلة مع شبكة ايه بي سي «هذا سيكون جزءاً من المباحثات التي سنجريها حين أصل الى موسكو هذا الاسبوع. ساطلب من وزير الخارجية (سيرغي) لافروف والحكومة الروسية ان يفيا بالتزاماتهما حيال المجتمع الدولي حين وافقا على ضمان التخلص من الاسلحة الكيميائية».
واضاف «لماذا لم تكن روسيا قادرة على الاضطلاع بهذه المهمة؟ هذا ليس واضحاً بالنسبة الي. لا أريد ان أستخلص أنهم كانوا متواطئين، لكن من الواضح انهم كانوا غير مؤهلين وقد يكون السوريون تلاعبوا بهم».
واتهم المجتمع الدولي النظام السوري بشن هجوم كيميائي الثلاثاء في محافظة ادلب خلف 87 قتيلاً.
وردا على ذلك، وجهت واشطن ضربة صاروخية الى قاعدة الشعيرات الجوية السورية في اول تدخل مباشر لها ضد النظام السوري.
وتابع تيلرسون عن الروس «من الواضح انهم حلفاء بشار الاسد. ينبغي ان يؤثروا عليه في شكل كبير ويدفعوه الى الكف عن استخدام الاسلحة الكيميائية».
ونفت دمشق اتهامها بشن هجوم كيميائي فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرد الاميركي «عدواناً على دولة سيدة».
وقال تيلرسون ايضاً «لا اعتقد ان الروس يريدون تدهوراً للعلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن ينبغي اجراء مباحثات كثيفة لنفهم في شكل أفضل طبيعة العلاقة التي تريد روسيا ان تقيمها معنا».
واضاف «آمل بان نجري محادثات بناءة مع الحكومة الروسية ووزير الخارجية لافروف لتدعم روسيا عملية تفضي الى سوريا مستقرة».
من جهتها، قالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي لشبكة ان بي سي «كان ينبغي القيام بشيء ما»، لافتة الى «تعالي» النظام السوري. واضافت «كان ينبغي القول للاسد «كفى» وكان ينبغي الاظهار لروسيا اننا لن نغطي النظام بعد اليوم».
وفي السياق نفسه، صرح مستشار الامن القومي الجنرال اتش. آر. ماك ماستر لشبكة فوكس «علينا ان نسأل روسيا: كيف يحدث ان لديكم مستشارين في هذه القاعدة الجوية ولم تعلموا بان القوات الجوية السورية كانت تعد لهجوم دمار شامل بواسطة اسلحة كيميائية؟».
واضاف «انها فرصة ممتازة للقادة الروس لاعادة تقويم مواقفهم. في امكان روسيا ان تكون جزءاً من الحل»، ولكن «حتى الان الجميع ينظر الى روسيا بوصفها جزءاً من المشكلة».
اتهم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الأحد روسيا بانها مسؤولة «بالوكالة» عن مقتل 87 مدنياً الاسبوع الماضي في هجوم بالاسلحة الكيميائية في مدينة خان شيخون في شمال غرب سوريا.
وكتب فالون في مقالة نشرتها صحيفة صنداي تايمز «روسيا هي الداعم الرئيسي للأسد، وهي مسؤولة بالوكالة عن مقتل كل مدني الاسبوع الماضي».
وأضاف في مقالته «اذا ارادت روسيا ان تعفي نفسها من المسؤولية عن اي هجمات مستقبلية، على فلاديمير بوتين ان يفي الالتزامات بالتخلص من ترسانة أسلحة الاسد الكيميائية بشكل نهائي، وان ينخرط بشكل كامل في جهود الامم المتحدة للسلام».
وكرر فالون موقف بريطانيا لجهة وجوب رحيل الاسد.
وكتب «من يستخدم البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية لقتل شعبه لا يمكن ببساطة ان يكون القائد المستقبلي لسوريا».
والدور المستقبلي للأسد هو نقطة خلاف رئيسية، فالمعارضون وداعموهم الدوليون يصرون على وجوب رحيله.
وتابع وزير الدفاع البريطاني «ندعو اليوم كل الاطراف الى أن تعود الى الطاولة من اجل التوصل الى اتفاق».
وشدد على ان «الاتفاق يجب ان يوصل الى حكومة لا دور فيها للاسد».
وجدد فالون دعم بريطانيا لقرار الولايات المتحدة الجمعة استهداف مطار الشعيرات قرب حمص بـ 59 صاروخ توماهوك بعد ان اتهمت نظام الاسد بالوقوف وراء هجوم خان شيخون.
وقال «بالنظر الى الفيتو الروسي المتكرر في مجلس الأمن، كانت الولايات المتحدة مصممة على التحرك».
واضاف ان الرئيس ترامب قام «بالرد المناسب باللجوء الى ضربة عسكرية حذرة وشديدة التركيز».
وكانت روسيا قد انتقدت التدخل الاميركي العسكري ووصفته بأنه «انتهاك سافر للقانون الدولي».
كما انتقدت بريطانيا اثر الغاء وزير خارجيتها بوريس جونسون زيارته لموسكو، واعتبر بيان للخارجية الروسية ان البريطانيين «لا يملكون تأثيراً حقيقياً» على الساحة الدولية.
وألغى جونسون الاثنين زيارته لموسكو معرباً عن أسفه «لدفاع روسيا المستمر عن نظام الاسد».
واعتبر ان من الافضل ان يوجه وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون «رسالة واضحة ومنسقة» للروس خلال زيارته لموسكو الاسبوع المقبل.
ا ف ب