رئيسيسياسة عربية

قمة الاردن: النزاعات والارهاب تتصدر جدول أعمال القادة العرب

يعقد القادة العرب اليوم قمة الاربعاء في منطقة السويمة على شاطىء البحر الميت غرب عمان تتصدرها ملفات ساخنة كالنزاعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن والتصدي للارهاب والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

وعلى الرغم من التحديات التي تمثلها هذه الملفات، لا يتوقع صدور قرارات استثنائية عن القادة العرب المنقسمين حول العديد من القضايا.
ويقول مدير مركز القدس للدراسات الاستراتيجية عريب الرنتاوي لوكالة فرانس برس «اعتقد ان هذه القمة لا تختلف عن القمم العربية السابقة، النظام العربي نظام ضعيف ومتفسخ ويشكو خللاً منذ سنوات طويلة».
ويضيف «القمة ستعقد بمشاركة اكبر عدد من الملوك والرؤساء قياساً بالقمم الفائتة، ويمكن ان تعقد في مناخات شبه تصالحية»، لكن «من غير المتوقع ان يكون هناك أي اختراق».
وتوافد الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومة العرب الثلاثاء الى عمان.
ويتوقع ان يشدد الزعماء العرب في ختام قمتهم على أهمية التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري الدامي المستمر منذ ست سنوات.
وتبنى وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم التمهيدي للقمة الاثنين مشروع قرار جددوا فيه «التزامهم الكامل بالوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة، وحقه الثابت في اختيار نظام الحكم الذي يحقق آماله ويلبي طموحاته في إرساء الأمن والسلم في مختلف أرجاء سوريا».
واكدوا ان «الحل الوحيد الممكن للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي القائم على مشاركة جميع الأطراف السورية»، بحسب نص المشروع الذي اطلعت عليه فرانس برس.
ويأتي ذلك بينما تنعقد في جنيف الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية برعاية الامم المتحدة، من دون ان يرشح عنها اي تقدم يذكر.
وتنعقد القمة في غياب ممثلين عن الحكومة السورية. إذ ان جامعة الدول العربية علقت منذ 2011 عضوية سوريا، رداً على القمع الذي مارسته السلطات السورية في مواجهة الانتفاضة الشعبية ضد النظام.
وتسبب النزاع السوري منذ آذار (مارس) 2011 بمقتل اكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح او لجوء اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وكان الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط شدد الاثنين على انه «لا يصح ان يبقى النظام العربي بعيداً عن الازمة السورية (…) تديرها الاطراف الدولية والاقليمية كيفما شاءوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم».
وتدعم السعودية ودول الخليج إجمالاً المعارضة السورية. وتبدو مواقف عدد من الدول العربية رمادية او متقلبة او مترددة في النزاع السوري تبعا لحسابات ومصالح متناقضة.
ويحظى النظام السوري بدعم من روسيا ومن ايران، الخصم اللدود للسعودية.
ويدين مشروع القرار «التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية»، مطالباً اياها بـ «الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة».
وتندد دول الخليج بالدور الايراني في سوريا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن والمعارضة البحرينية، وتنتقدها لتسليح حزب الله في لبنان.
ويؤكد مشروع القرار على «دعم ومساندة الشرعية الدستورية» في اليمن المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.
من جهة اخرى، يتضمن النص إدانة لـ «كل أشكال العمليات الإجرامية التي تشنها المنظمات الإرهابية في الدول العربية وعلى المستوى الدولي»، و«الأنشطة التي تمارسها التنظيمات والحركات المسلحة المتطرفة التي ترفع شعارات دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية».
ويتوقع أن يشارك 17 من قادة الدول العربية في القمة.
ووصل حتى الان زعماء السعودية ومصر والعراق والسودان وتونس وقطر ولبنان واليمن والكويت وموريتانيا وجيبوتي وليبيا ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما سيحضر اجتماع القمة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والمبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا ومندوبون من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
ودعا غوتيريش الثلاثاء القادة العرب الى «التضامن» لمواجهة الارهاب وأزمات المنطقة.
وكالعادة، ستكون القضية الفلسطينية بنداً بارزاً على جدوال اعمال القمة، لا سيما انها من المواضيع التي يجمع عليها العرب.
وتبنى وزراء الخارجية مشروع قرار تقدمت به السلطة الوطنية الفلسطينية يؤكد على حل الدولتين في تسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
ويدعو «جميع الدول التي تؤيد حل الدولتين ولم تعترف بدولة فلسطين لا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الامن ودول الاتحاد الاوروبي الى سرعة الاعتراف بدولة فلسطين كمساهمة لتحقيق السلام من خلال حل الدولتين».
كما يطالب القرار، الذي اطلعت عليه فرانس برس، جميع الدول الى «عدم انشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس او نقل تلك البعثات اليها».
وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان (أبريل) 2014.
واثارت التصريحات الاميركية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا حول احتمال نقل السفارة الاميركية الى القدس، تنديدا في الدول العربية ومخاوف من تأزم في النزاع.
وقال وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي الذي تترأس بلاده القمة الاثنين ان القمة «فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات».
ورأى الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي لصحافيين الثلاثاء أن القمة «إيجابية ويمكن أن تشهد أيضاً قدراً من التفاهمات بين القادة العرب وازالة الفتور بين بعض الدول العربية».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق