أبرز الأخبارسياسة عربية

وزراء الخارجية العرب يعدون ملفات القمة وفلسطين في الطليعة ويدينون تدخلات ايران

ابو الغيط يدعو الى وقف نزيف الدم في سوريا

عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم يوم الاثنين في البحر الميت للتحضير لمشاريع القرارات التي ستقدم للقادة العرب لإقرارها.
وتحتل القضية الفلسطينية إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بالوضع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا الجانب الأكبر من أعمال القمة.
وقال رياض المالكي وزير خارجية فلسطين يوم الاثنين إن مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى القمة العربية سيكتفي بمطالبة جميع الدول بعدم نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس دون الإشارة إلى دولة بعينها.
وأضاف المالكي في مقابلة مع رويترز «نحن نعالج المبدأ. هو واضح في بند مشروع القرار الذي يقول كيفية التصرف مع الدول التي تفكر في نقل بعثتها أو سفارتها من تل أبيب إلى القدس وبالتالي قد لا تكون الأمور منحصرة في دولة بعينها».
ويرى المالكي الذي يشارك يوم الاثنين في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين المنعقدة في البحر الميت أنه لن يتم الإشارة إلى الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها خلال حملته الانتخابية عن نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وقال «من المهم بمكان أن يصدر عن القمة بيان واضح بخصوص هذا الموضوع لكي يصل إلى كل عواصم الدول فكرت أو قد تفكر في نقل سفاراتها».
وقال مايك بنس نائب الرئيس الأميركي في كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، وهي جماعة ضغط أميركية قوية موالية لإسرائيل، يوم الأحد «بعد عقود من الحديث عنه فقط، يدرس رئيس الولايات المتحدة بجدية مسألة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس».
وينص مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى القمة العربية على «مطالبة جميع الدول بالالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980 اللذين يعتبران أن القانون الإسرائيلي بضم القدس الشرقية المحتلة لاغ وباطل».
ويطالب مشروع القرار الذي حصلت رويترز على نسخة منه جميع الدول «بعدم إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس أو نقل تلك البعثات إليها».
ويدعو مشروع القرار «الدول الأعضاء والأمين العام لجامعة الدول العربية ومجالس السفراء العرب وبعثات الجامعة بالعمل على متابعة أي توجه لخرق قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي في هذا الشأن والتصدي له بفاعلية».
وقال المالكي «هناك مبعوث للرئيس الأميركي ترامب سيحضر القمة وهذا مهم ليستمع إلى مدخلات القادة العرب».
وأضاف أن «المبعوث الأميركي سيخرج بانطباع واحد أن الدول العربية متمسكة بالقضية الفلسطينية ومركزيتها وتريد أن ترى حلاً عادلاً لهذه القضية، حلاً يسمح للشعب الفلسطيني أن يعيش بحرية واستقلال في دولته على حدود عام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها».
وأعاد الفلسطينيون في مشروع القرار المقدم إلى القمة حول القضية الفلسطينية التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية كما صدرت في العام 2002 وعدم القبول بإجراء أي تعديل عليها.
وقال المالكي لرويترز بعد انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب إنه تم الإتفاق على جميع مشاريع القرارات المقدمة الى الوزراء.
وأضاف «الملف الليبي أخذ بعض الوقت في النقاش ولكن في النهاية تم الاتفاق على مشروع القرار المتعلق في ليبيا بعد إجراء بعض التعديلات عليه».
وجاء في نص القرار المتعلق بليبيا «التأكيد مجدداً على الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعلى رفض التدخل الخارجي أياً كان نوعه ما لم يكن بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وبالتنسيق معه».
وأعرب وزراء الخارجية العرب في قرارهم الذي اطلعت رويترز على نسخة منه «عن القلق إزاء تمدد أعمال الجماعات الإرهابية في ليبيا».
وأقر وزراء الخارجية إضافة الى مشاريع القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية “التأكيد على الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية».
وأكد القرار المتعلق بسوريا والذي اطلعت رويترز على نسخة منه «على الموقف الثابت بأن الحل الوحيد الممكن للأزمة في سوريا يتمثل في الحل السياسي القائم على مشاركة جميع الأطراف السورية بما يلبي تطلعات الشعب السوري».
وجدد وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم يوم الاثنين «التأكيد على أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه والتأكيد على دعم ومساندة الشرعية متمثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية».
وأدان وزراء الخارجية العرب في قرارتهم التي سترفع إلى القادة العرب لإقرارها في إجتماعهم المقرر يوم الأربعاء «استمرار التدخلات الإيرانية التي تنتهك أمن واستقرار وسيادة الجمهورية اليمنية».
وكرر وزراء الخارجية العرب «التأكيد المطلق على سيادة دولة الأمارات العربية المتحدة الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وتأييد جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث».
وأكد الوزراء في قرارتهم «على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها».
واتفق وزراء الخارجية على «دعوة الدول الأعضاء الطلب من الحكومة التركية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق… وسحب قواتها فوراً دون قيد أو شرط بإعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديداً للامن القومي العربي».
وتناولت قرارات وزراء الخارجية الأوضاع في عدد من الدول العربية منها لبنان والسودان وجزر القمر وغيرها إضافة إلى عدد من القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وقال مصدر دبلوماسي لرويترز أنه سيصدر في نهاية القمة بيان تحت إسم «إعلان عمان».
وأضاف أنه اطلع على مسودة الإعلان والذي سيكون تلخيصا لمشاريع القرارات التي أقرها وزارء الخارجية وستحتل القضية الفلسطينية القسم الأكبر منه.
وأنهى المندوبون الدائمون في الجامعة العربية يوم الأحد تحضير مشاريع القرارات التي سيتم تقديمها لوزراء الخارجية لمناقشتها يوم الاثنين ورفعها إلى اجتماع القادة العرب.
وقال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية إن هناك توافقاً على معظم مشاريع القرارات المقدمة إلى القمة وبقي هناك خلاف حول مشروع القرار المتعلق بليبيا الذي تمت إحالته إلى لجنة مشكلة من دول الجوار.
ومن المقرر أن يشارك في هذه القمة يوم الأربعاء عدد كبير من الزعماء والرؤساء العرب من بينهم العاهل السعودي والملك المغربي وأمير قطر والرئيس الفلسطيني والرئيس اللبناني وغيرهم.

أبو الغيط وقف نزيف الدم
وكان أمين عام جامعة الدول العربية احمد أبو الغيط قد افتتح الاجتماع ودعا الى وقف نزيف الدم في سوريا وانهاء الحرب، مؤكداً انه يجب الا يبقى العرب بعيدين عن «أكبر أزمة تشهدها المنطقة».
ودعا ابو الغيط الدول العربية الى «العمل بكل سبيل ممكن من اجل تفعيل الحضور العربي في الازمات الكبرى سواء في سوريا او في البؤر الاخرى للصراعات في اليمن وليبيا، فهذه الازمات جميعاً تشكل تهديدات خطيرة للامن القومي العربي».
واضاف «لا يصح في رأيي ان يبقى النظام العربي بعيداً عن اكبر ازمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث واعني بذلك المأساة السورية، لايصح ان ترحل هذه الازمة الخطيرة الى الاطراف الدولية والاقليمية يديرونها كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم».
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال ابو الغيط ان «الاجماع الدولي على حل الدولتين واضح وراسخ».
وكان دي ميستورا وصل الى المملكة قادما من جنيف حيث تنعقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة برعاية الامم المتحدة بين ممثلي الحكومة السورية واطراف المعارضة، وتتمحور حول المرحلة الانتقالية في سوريا ومكافحة الارهاب. الا انه لا يوجد أي مؤشر على صعيد إحراز تقدم نحو حل النزاع الدامي المستمر منذ ست سنوات.
من جانبه، قال أيمن الصفدي وزير خارجية الاردن في كلمة بعد تسلم بلاده رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب «نمتلك اليوم، ونحن نجتمع فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات».
واضاف «صحيح أن بيننا اختلافات في الرؤى والسياسات. لكن تجمعنا أيضاً توافقات (…) فنحن نتفق على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين شرط لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين».
واضاف «ونتفق أن الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سوريا وتماسكها واستقلالها وسيادتها ونريد حلاً في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ونسعى لاستعادة السلام في ليبيا وفق حل سياسي يستند إلى اتفاق الصخيرات، ويحقق المصالحة الوطنية».
ومن جانب، آخر قدم المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا شرحا للوزراء العرب حول مفاوضات جنيف، بحسب مصادر دبلوماسية عربية.
كما ألتقى دي ميستورا على انفراد بأمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق