دولياتعالم

منفذ اعتداء لندن يدعى خالد مسعود وهو بريطاني المولد وذو شبهة تطرف

قالت الشرطة البريطانية إن المهاجم الذي دهس عدداً من الأشخاص بسيارة ثم طعن شرطيا أمام البرلمان البريطاني يدعى خالد مسعود وهو بريطاني المولد حقق ضباط جهاز المخابرات (إم.آي5) في أمره ذات يوم بسبب مخاوف تتعلق بأنشطة تطرف.
وارتفع العدد الإجمالي لقتلى الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء في قلب العاصمة البريطانية إلى خمسة بعد أن قالت الشرطة إن أحد المصابين وهو رجل يبلغ من العمر 75 عاماً توفي في المستشفى. ويشمل العدد مسعود، 52 عاماً، الذي قتلته الشرطة بالرصاص.
والهجوم هو الأعنف منذ عام 2005 عندما قتل مفجرون انتحاريون 52 شخصاً في شبكة النقل العام في لندن.
وجاء الهجوم بعد سلسلة عمليات لمتشددين إسلاميين أدت إلى مقتل نحو 280 شخصاً في فرنسا وبلجيكا وألمانيا خلال عامين فقط وهو المرة الثالثة التي يستخدم فيها مهاجم منفرد سيارة كسلاح.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم في بيان نشرته وكالة أعماق المرتبطة بالتنظيم لكن البيان لم يذكر اسم مسعود أو تفاصيل ولم يتضح ما إذا كانت للمهاجم صلة مباشرة بالتنظيم.
وقالت شرطة لندن إن مسعود ولد في كنت في جنوب شرق انكلترا وكان يقيم في الآونة الأخيرة في منطقة ويست ميدلاندز بوسط انكلترا.
وقالت في بيان «مسعود لم يكن مشمولاً في أي تحقيقات جارية ولم تكن هناك معلومات مخابراتية من قبل عن اعتزامه تنفيذ هجوم إرهابي».
وأضاف البيان «لكنه كان معروفاً للشرطة وله عدد من الإدانات السابقة باعتداءات تشمل الإيذاء الجسدي البالغ وحيازة أسلحة هجومية وجرائم ضد النظام العام».
وقالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي للبرلمان يوم الخميس إن جهاز المخابرات (إم.آي5) حقق مع المهاجم من قبل في ما يتعلق بمخاوف من نشاط متطرف.
وقال مصدر بالحكومة الأميركية إن مسعود كانت له صلات مع أشخاص لهم اهتمام بالانضمام لجماعات جهادية في الخارج لكن لا يوجد أي دليل على أنه فعل ذلك شخصياً.
وأضاف المصدر «الأشخاص الذين تعرف عليهم كان بينهم أناس يشتبه في اهتمامهم بالسفر للانضمام إلى جماعات جهادية في الخارج لكن المهاجم نفسه لم يفعل ذلك قط».
وقالت الشرطة إن مسعود لم يدان من قبل في أي هجوم إرهابي. وكانت إدانته الأولى في عام 1983 بتهمة التسبب بأضرار عامة أما إدانته الأخيرة فكانت في كانون الأول (ديسمبر) 2003 بتهمة حيازة سلاح أبيض.
وخلال خمس دقائق وفي قلب لندن يوم الأربعاء قاد مسعود سيارة بسرعة على جسر وستمنستر ودهس عدداً من المارة ثم نزل وركض باتجاه البرلمان وعبر البوابات وطعن شرطيا أعزل يدعى كيث بالمر قبل أن تطلق الشرطة النار عليه.
وقالت عائلة الشرطي القتيل في بيان «سنفتقده بشدة، نحبه كثيراً».
والشرطي القتيل (48 عاماً) متزوج وله ابنة عمرها خمسة أعوام. وأصيب نحو 40 شخصاً في الهجوم بعضهم في حالة حرجة.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء إن ماي زارت بعض المصابين في المستشفى.
واعتقلت الشرطة ثمانية أشخاص في ستة مواقع في لندن وبرمنغهام في إطار التحقيقات في الهجوم الذي قالت ماي إنه منبثق عن فكر إسلامي مشوه. وأكدت الشرطة في وقت لاحق أن جميع المتهمين يشتبه في أنهم كانوا يخططون لأعمال إرهابية.
وقالت شركة (ذا انتربرايز) لتأجير السيارات إن السيارة المستخدمة في الهجوم استؤجرت من فرعها في سبرينغ هيل في برمنغهام الواقعة في منطقة ويست ميدلاندز.
وقع الهجوم في الذكرى الأولى لهجمات أودت بحياة 32 شخصاً في بروكسل.
ونظمت وقفات صمت لمدة دقيقة حدادا في البرلمان وأمام مقار الشرطة في الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش في إشارة احترام لرقم الزي الرسمي للشرطي القتيل الذي كان رقمه 933.
وعندما حل الليل تجمع مئات الأشخاص في ميدان الطرف الأغر في أمسية لتأبين الضحايا.
ومتحدثاً أثناء زيارة إلى الأمم المتحدة حث وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مزودي الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي على عمل المزيد للحد من دعاية التطرف.
وقال «عليهم أن يفحصوا المحتوى الذي يظهر على مواقعهم وعليهم أن يتخذوا خطوات لمراقبته وملاحقته حيثما يمكنهم ذلك».
وقالت ماي إن من بين المصابين 12 بريطانياً وثلاثة تلاميذ فرنسيين ورومانيين اثنين وأربعة كوريين جنوبيين وألمانيا وبولنديا وصينياً وأميركياً ويونانيين.
وقالت الملكة إليزابيث في رسالة «صلواتي وأعمق مشاعر التعاطف مع كل من تأثروا بالعنف المروع الذي وقع أمس (يوم الأربعاء)».
وأعلنت أسرة سائح أميركي يدعى كيرت كوران على فايسبوك أنه بين القتلى وقالت إن زوجته في المستشفى لكن إصابتها ليست خطيرة.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر كوران بأنه «أميركي عظيم» وعبر عن تعازيه لأسرته وأصدقائه.
وصدم البريطانيون بحقيقة أن المهاجم تمكن من إحداث كل تلك البلبلة في قلب العاصمة بأدوات لا تتجاوز سيارة مستأجرة وسكيناً.
وقال وزير الدفاع مايكل فالون «الشرطة والوكالات التي نعتمد عليها في أمننا أحبطت عدداً كبيراً من الهجمات على هذه الشاكلة في الأعوام الأخيرة، أكثر من 12 هجوماً العام الماضي».

رويترز
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق