سياسة لبنانية

انفراط عقد الجلسة النيابية لمناقشة السلسلة ومكاري والحريري يحملان المتضررين مسؤولية ضربها وسامي الجميل يرد

انفرط عقد الجلسة النيابية التي تناقش سلسلة الرتب والرواتب بسبب عدم اكتمال النصاب، وحمل نائب رئيس المجلس فريد مكاري كتلة الكتائب والنائب سامي الجميل المسؤولية من خلال الشائعات التي اطلقت عن زيادات غير صحيحة، وتوتير الاجواء خلال الجلسة، وكان من المقرر ان تعقد الجلسة عند الخامسة من بعد الظهر، وبعد انتظار نحو 40 دقيقة لم يحضر 60 نائباً.
وقال النائب علي عمار «ان هناك تسريبات على وسائل التواصل ان الضرائب فرضت على ربطة الخبز ومعيشة المواطن وهذا كذب، ولا بد من توضيح الامر.
ثم خرج نائب رئيس المجلس ورئيس الحكومة سعد الحريري والنواب من كل الكتل الى غرفة الصحافة، حيث عقد مكاري والحريري مؤتمراً صحافياً بحضور عدد من النواب».
وقال مكاري «بعد جهد طويل قامت به اللجان النيابية وبمشاركة مختلف الكتل النيابية والنواب، وبعد انعقاد الهيئة العامة للمجلس في جلسة 14 ايار 2014، حيث تم اقرار الايرادات المتعلقة بالسلسلة، وبعد انقضاء 19 عاماً على اخر مراجعة شاملة وجدية لرواتب القطاع العام وبعد التوصل الى صيغة لا تلبي طموحات مختلف هذه الشرائح، انما تراعي مبدأ الامكانات مقابل النفقات، وتترافق مع مجموعة من البنود الاصلاحية، التي من شأنها اذا ما اقترنت بإصلاح مالي جذري، يبدأ من الموازنة مرورا بوقف الهدر ووضع حد للانفاق المتفلت وتعزيز اجهزة الرقابة وارساء مبدأ المحاسبة، ان تؤدي الى اصطلاح الوضع المالي العام.
اضاف: وبعدما كانت السلسلة محور البحث والاهتمام، تفاجأنا بحملة مبرمجة وممنهجة وشعبوية تطال الايرادات التي سبق واقرت في الهيئة العامة، حملة لا تمت الى واقع الارقام والحقائق بشيء، تستهدف ظاهريا الايرادات المقررة، بينما هي فعليا تنسف الحقوق التي تؤمنها السلسلة، وتخلق واقعاً يستحيل القبول به. وهو واقع يحاول وضع الناس في مواجهة الضرائب, بينما الحقيقة المرة ان من يقوم بهذه الحركة المبرمجة هو الذي يضع الناس في وسط ضوضائية تؤدي عمليا الى نسف السلسلة من اساسها».
وتابع مكاري: «وكما وعدت ان اسمي الامور بأسمائها، فإنني احمل المزايدين والمعرقلين، وفي مقدمتهم النائب سامي الجميل وكتلة حزب الكتائب مسؤولية الالتفاف على السلسلة، وبالتالي الى الغائها بما تضيع حقوق اكثر من 250 الف عائلة تنتظر منذ عقدين من الزمن الوصول الى بعض حقوقها، وذلك بحجة تأمين موارد من خارج سياق الايرادات المقترحة، دون تقديم اي طرح بديل واقعي، غير شعارات محاربة الفساد والهدر، ومن دون المشاركة بأي عمل جدي لوقف هذا الهدر،لا بل على العكس، اذ ان الموافقة على خطة النفايات ومعارضتها لاحقاً ونتائجها الكارثية لا تزال ماثلة في اكياس النفايات المرمية على الطرقات حتى الان. ولذلك فإنني ارفض الاستمرار بتغطية هذه المسرحية، وارفع الجلسة الى موعد لاحق، وليتحمل المعرقلون مسؤولية اعمالهم».
سئل: هل حزب الكتائب وحده يكفي للتعطيل؟
أجاب مكاري: مواقع حزب الكتائب تحدثت عن زيادات غير موجودة مثل زيادة 500 ليرة على ربطة الخبز و3500 ليرة على البنزين و5000 ليرة على المازوت و25 الفاً على المياه و 300 ليرة على الميكانيك،  وهذا غير موجود، معتبراً ان هناك رغبة من هذا الفريق بتعطيل السلسلة بل هم يتحملون وعلى رأسهم سامي الجميل».
اضاف «بالنسبة الى المجتمع المدني اهتمامنا بالناس اكثر من الاخرين نحن همنا الناس وهم همهم تطويل اللسان، وهناك من يحمل لافتات تنال من النواب ومجلس النواب، وندعو وزارة العدل ووزير الداخلية للتحرك».
ورداً على سؤال قال «نواب الكتائب اعطيتهم الكلام دائماً وكانوا يشيعون جواً معيناً».
وعن انعكاس ذلك على السلسلة قال «لن نتخلى عن السلسلة وستقر بوجود الرئيس نبيه بري وبعد التفاهمات».
وسئل عن مطالبة النائب عقاب صقر يعقد جلسة خاصة لكشف المرتكبين، قال مكاري عند عقد هيئة مكتب المجلس سأطرح ذلك.
سئل «هل وحدهم الكتائب عطلوا»؟ قال «لا، ولكن سميت الاكثر ضرراً».
قيل له النائب الجميل يعبر عن نبض الشارع فقال مكاري «الذي يعبر عن نبض الشارع لا يضع ارقاماً غير صحيحة».

الحريري
ثم تحدث رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في مجلس النواب، عقب رفع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الجلسة النيابية العامة، وتناول الشائعات التي ترددت وقال: «من المؤسف أننا كنا قد أتينا بروح إيجابية لإقرار سلسلة الرتب والرواتب لأن الناس بحاجة إليها، واليوم البعض يعرف أننا كفريق سياسي كنا متحفظين، ولكن سررنا بها لأننا رأينا أن هذه مصلحة الناس ولا بد أن تحصل، وقد تمت دراسة هذا الموضوع، والحكومة ووزير المالية عملا ليلاً نهاراً لتوفير المداخيل».
أضاف: «نحن نريد أن نكون صادقين مع الناس ومع انفسنا، واجبنا كحكومة وكمجلس نواب، ان نؤمن الإيرادات قبل الصرف، لأننا لا نريد وضع الناس في موقف شبيه بالذي حصل في اليونان و دول عدة أخرى أعلنت إفلاسها، يعني أن الليرة اصبحت 3000 و4000 و5000 و7000. نحن نريد إقرار السلسلة التي يحتاج اليها الناس، ولكن علينا ان نحمي كل اللبنانيين بمن فيهم من تطالهم السلسلة، ونحن لا نضيف ضرائب لاننا نحب ذلك، بل لنحمي من نعطيهم السلسلة ولأن هذا هو التوافق السياسي الذي توصلنا اليه».
وتابع: «سأقول لوزيري العدل والداخلية ان هناك مجموعة من الاكاذيب تم ترويجها على وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كنا نلقي القبض على الإرهابيين، فإني أؤكد لكم اننا سنلقي القبض على الذين قاموا بنشر هذه الاكاذيب وسنسميهم بأسمائهم، واذا اعتقد احد ان القانون لا يطاله، فإن القانون سيطاله، واذا كان أحد النواب فيمكننا نحن في مجلس النواب ان نطرح رفع الحصانة عنه. نحن اطلقنا عنوان اعادة الثقة عند الناس وسنعيدها، انا كرئيس حكومة، وكذلك الرئيس بري والرئيس عون مصرون على اعادة ثقة الناس بالحكومة».
وأردف: «نحن كلنا هنا، مجلس نواب وحكومة. اذا اردنا ان نعمل بشعبوية اظن أنه يمكننا ان نوصل السلسلة الى 10 الاف مليون، ولكن نكون بذلك قد خربنا بيوتكم انتم وبيوت اولادكم. ما حصل معيب والرئيس مكاري حاول مرات عدة جاهداً أن يدير هذه الجلسة وصبر، واتفقنا جميعاً. نحن نزلنا الى اللجان وتوافقنا، قد تكون ما زالت هناك بعض الشوائب، وهذا كان يقال بروح إيجابية. بالامس كان هناك أناس يريدون ان ترفع الضريبة على الاسمنت وناس لا تريد، وبالنهاية زدنا، لم يغضب احد ولم يصرح ولم يخون، وهذا هو العمل البرلماني. اقول للناس وللمجتمع المدني إن الكلام البذيء، الذي يوجه الينا برأيي يهينهم هم، فالمجتمع المدني يفترض ان يجعلنا نرتقي الى مستواه لا الى مستوى الكلام البذيء الذي نسمعه».
وختم: «في ما يخص سلسلة الرتب والرواتب، فنحن مصرون عليها، كنت متحفظاً عليها سابقاً، ولكن الان أنا مصر على ان تصدر اكثر بمليون مرة، اشكر كل النواب ودولة الرئيس ونحن كحكومة ستقوم بواجبها، وان شاء الله الرئيس بري سيدعو الى جلسة قريبا، وأقول للناس الذين انتظروا أننا سنقر السلسلة أننا متفقون جميعاً وسيكون الجميع مرتاحاً وفرحاً. أما في شأن الشائعات التي صدرت حول اننا رفعنا الضرائب على الخبز والبنزين، فإني أقول إننا اذا اردنا ان نرفع الضرائب فسنعلن ذلك، ولكن ما يجري كذب وافتراء على مجلس النواب والحكومة، لماذا؟ هناك محاولة حقيقية لضرب سلسلة الرتب والرواتب، اليوم العائلات التي كانت تنتظر ان تصدر السلسلة هي في ذمة من سرب هذه الشائعات. فليكذبوا، ونحن ان شاء الله عندما يدعو الرئيس بري إلى جلسة سنرى من يكذب ومن الصادق، ونراكم قريباً».
ورداً على سؤال، قال الرئيس الحريري: «كل القوى السياسية هنا، كلنا نريد السلسلة، نحن لا نتحمل مسؤولية تأخيرها، هناك الشائعات واختلاق اكاذيب غير صحيحة».
أضاف: «الجو الذي حصل في البلد هو الذي اثر على كل هذه الحركة. ولذلك، نحمل الجميع مسؤوليته».

الجميل
بعده، عقد النائب سامي الجميل مؤتمراً صحافياً، بحضور نواب الحزب ايلي ماروني، نديم الجميل وسامر سعادة، فقال: «اول مرة نسمع عن تعطيل جلسة بسبب شائعات، ونحن لسنا مسؤولين عنها، ويمكن الدخول الى مواقعنا للتأكد من ذلك، من حقنا المطالبة بعدم وضع ضرائب على الشعب اللبناني، الا يحق لنا المطالبة؟ هل نحن في دولة ديكتاتورية؟».
اضاف: «نحن كنا في الجلسة والكل يعرف اذا كنا نحن من عطل هذه الجلسة، كنا مع اقرار السلسلة اولاً قبل الضرائب، فلنر من النواب الذين عطلوا اقرار السلسلة، نحن كنا نعترض ولكن المواد كانت تقر، ومداخلاتنا كانت لبضع دقائق لنعبر عن رأينا لاننا ديمقراطيون، وهناك اكثرية من 123 نائباً لم يستطيعوا اقرار السلسلة».
وتابع: «اذا كان هناك مشكلة على الزيادة على الدخان وقامت القيامة داخل السلطة فلا يرموا المسؤولية علينا، والضريبة على الدخان هي الضريبة الصحيحة التي اقرت بسبب اضرارها، وهي ايضاً الضريبة الوحيدة التي اعترض عليها وزير المال».
وقال: «قلنا وحذرنا من الفساد وكلفنا موقفنا من الفساد، الخروج من السلطة لاننا اعترضنا على الفساد وخرجنا، وحذرنا من النفايات. هناك 123 نائباً فليقرروا، ونحن من حقنا ان نعترض، وما زالت الامور على هذا المنحى، سأقول خلال وجودنا في الحكومة عرض على طاولة مجلس الوزراء مرسوم اعفاء 8 شركات كبيرة من غرامات التأخير لانهم لم يدفعوا الضرائب، وقيمة هذا القرار 66،5 مليار ليرة، اعترضنا عليه 4 مرات وعندما خرجت الكتائب من الحكومة اعفيت هذه الشركات من 44 مليون دولار وكذلك اعترضنا على سوكلين واعترضنا على السدود لانه لا توجد اموال، وأمس اقرينا قرضاً بقيمة 465 مليون دولار اي نصف السلسلة، فلماذا نفرض الضرائب، نحن من حقنا الاعتراض، نحن لا نستغبي الناس، بل نفعل ما نقوم به حتى لا يتم استغباء الناس، ومن بيته من حجر يفعل ما نفعله نحن، ولم يمنعهم احد من اقرار السلسلة وليتحمل مسؤولية تعطيل الجلسة من غاب عنها».
ودعا الجميل إلى «مراقبة مداخيل الدولة وتوظيف 300 شاب من خريجي الجامعة كمراقبين في المرفأ والمطار لوقف الهدر ولن نحتاج الى ضرائب».
سئل: ماذا ستقول لمن ينتظر السلسلة؟
اجاب: «السلسلة محقة، وتصرف اموال هائلة وطلبنا عرض السلسلة اولاً قبل الضرائب، وكما يؤمنون الاموال لمشاريعهم فليؤمنوا الاموال لتغطية السلسلة».
اضاف: «اذا ارادوا السلسلة نحن جاهزون من الغد وتأمين وارداتها يكون من تحسين الجباية ومنع التهرب من الضريبة الذي يكلف نحو 4،6 مليار دولار، واذا كانوا يريدون أن لا نحضر، لن نحضر وما نريد قوله في الداخل نقوله في الخارج، وليتحملوا المسؤولية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق