أبرز الأخبارسياسة عربية

القوات العراقية تقاتل لاقتحام المطار وإخلاء الطريق إلى غرب الموصل

تاونسند: القوات المدعومة من اميركا ستستعيد السيطرة معقلي «داعش» الموصل والرقة بحلول منتصف 2017

استعدت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تضيق الخناق على الشطر الغربي الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل يوم الثلاثاء لاقتحام المطار وقاعدة عسكرية قريبة على مشارفها الجنوبية لبناء قاعدة للتوغل في المدينة.

ومنذ طرد التنظيم المتشدد من شرق الموصل الشهر الماضي تقدمت القوات العراقية في مناطق نائية ذات كثافة سكانية منخفضة لكن القتال سيشتد مع اقترابها من المناطق الداخلية في غرب الموصل وستزيد المخاطر التي تحدق بنحو 750 ألف مدني هناك.
وعبر قائد القوات الأميركية في العراق عن اعتقاده بأن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستستعيد المعقلين الكبيرين للدولة الإسلامية وهما الموصل في العراق والرقة في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة الأمر الذي سيقضي على طموح المتشددين في حكم أراض بعد ثلاثة سنوات من إعلانهم دولة الخلافة.

تقدم سريع صوب غرب الموصل
وحققت قوات الشرطة الاتحادية ووحدات من وزارة الداخلية تعرف باسم قوة الرد السريع تقدماً سريعاً صوب غرب الموصل في اجتياح من الجنوب عبر الأراضي الصحراوية منذ بدء المرحلة الثانية من العملية يوم الأحد.
وذكر مراسل لرويترز من المنطقة أنه بعد أن شقت طريقها مستعينة بطائرات هليكوبتر هجومية ومدافع رشاشة وقاذفات صاروخية إلى قرية البوسيف يوم الاثنين تعزز القوات العراقية مواقعها في القرية الجبلية المطلة على المطار وعلى غرب الموصل.
وشوهدت جثة لأحد مقاتلي الدولة الإسلامية مبتورة الساق في أحد شوارع البوسيف.
وقال الجيش إن القوات العراقية وصلت إلى محيط مطار الموصل الدولي يوم الاثنين. وذكر متحدث باسم قوة الرد السريع أنه بمجرد استعادة المطار فسيتم استخدامه كقاعدة دعم للهجوم على غرب ثاني أكبر مدينة بالعراق.
وستحتاج القوات العراقية لتأمين مجمع الغزلاني العسكري الذي يضم ثكنات ومناطق للتدريب ويمتد عبر المنطقة بين المطار ونهاية طريق بغداد-الموصل السريع.
وقال مسؤول عراقي كبير إن المطار وقاعدة الغزلاني تعرضا لدمار كبير بسبب الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة لاستنزاف متشددي الدولة الإسلامية قبل الهجوم. وذكر أن القوات العراقية لا تتوقع مقاومة شديدة في المطار أو القاعدة ولا سيما وأن المنطقة مكشوفة أمام الضربات الجوية والقصف المدفعي.
وقال النقيب محمد علي محسن من قوة الرد السريع من داخل منزل كتب على جدرانه شعار الدولة الإسلامية «دولة الإسلام باقية» إن الخطوة المقبلة هي التقدم صوب قاعدة الغزلاني.
ومن المتوقع أن تتقدم قوات جهاز مكافحة الإرهاب – المؤلفة من وحدات عراقية تلقت تدريبا من الولايات المتحدة على حرب المدن وقادت مرحلة استعادة شرق الموصل – إلى غرب المدينة بمجرد أن تطهر القوات النظامية نقاط الدخول.

معركة غرب الموصل أصعب من شرقها
ويتوقع قادة عراقيون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها لأن الدبابات والمدرعات لا يمكنها التحرك في الشوارع والأزقة الضيقة.
ويقول سكان إن المتشددين أقاموا أيضاً شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين والاختفاء بعد تنفيذ عمليات كر وفر وتعقب تحركات القوات الحكومية.
وقال القائد العسكري الأميركي في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند خلال مؤتمر صحفي في بغداد يوم الاثنين إنه ينشر المستشارين العسكريين الأميركيين أقرب إلى خطوط القتال الأمامية في الموصل.
وفي حديث مع الصحفيين في واشنطن يوم الثلاثاء قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيز إن القوات العراقية استعادت أكثر من 125 كيلومتراً مربعاً من الدولة الإسلامية منذ يوم الأحد.
وذكر ديفيز أن الوزارة ستقدم للبيت الأبيض في الأسبوع المقبل خطة أولية لتسريع وتيرة المعركة ضد الدولة الإسلامية. وقال إن الخطة لن تتناول وجود التنظيم في العراق وسوريا فحسب بل وفي مناطق أخرى ظهر فيها أيضاً.
ومقاتلو الدولة الإسلامية محاصرون فعلياً في غرب الموصل بعد طردهم من شرق المدينة في المرحلة الأولى من الهجوم التي اختتمت الشهر الماضي بعد 100 يوم من القتال.
ومنع التنظيم السكان من الرحيل لكن خلال أول شهرين من الحملة – في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) – أجبر التنظيم آلافا من القرويين على السير إلى جوار مقاتليه الهاربين كدروع بشرية ضد الضربات الجوية.

«خيار قاتم للأطفال»
وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في بيان «الأطفال في غرب الموصل يواجهون خياراً قاتماً الآن: القنابل والنيران المتقاطعة والجوع إذا ظلوا (في المدينة) أو الإعدام والقناصة إذا حاولوا الفرار» مضيفة أن الأطفال يشكلون نحو نصف السكان المحاصرين في المدينة.
ووفقاً للأمم المتحدة فإن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم فيما يعاني سكان غرب الموصل من نقص الغذاء والوقود والأسواق مغلقة.
ويضم غرب الموصل مركز المدينة القديمة بأسواقها العتيقة إضافة إلى المباني الحكومية الإدارية والجامع الذي أعلن منه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قيام دولة الخلافة على مناطق من سوريا والعراق بعد الهجوم الخاطف الذي نفذه التنظيم في 2014.
والموصل هي أكبر مركز حضري يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في الدولتين. ومثلما هو الحال في الرقة فرض التنظيم المتشدد تفسيره المتطرف للشريعة الإسلامية في الموصل من خلال فرض حظر للسجائر ومشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو وأجبر الرجال على إطلاق اللحى والنساء على ارتداء النقاب. ويخاطر من يخالف التعليمات بالتعرض للقتل.
وقال تاونسند إنه يعتقد أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستستعيد السيطرة على الموصل والرقة في سوريا بحلول منتصف 2017.
لكن حتى من دون أراض فإن من المرجح أن يواصل المتشددون حملة التفجيرات الانتحارية والهجمات الفردية في الخارج.
ووفقاً لتقديرات الجيش العراقي من المعتقد أن الدولة الإسلامية كان لديها نحو ستة آلاف مقاتل في الموصل عندما بدأ الهجوم في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) قتل منهم أكثر من ألف حتى الآن.
ويواجه الباقون قوات قوامها 100 ألف جندي مؤلفة من وحدات من القوات المسلحة العراقية وقوات خاصة وقوات شرطة وقوات كردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية.
وكانت قوات الحشد الشعبي قد قطعت الطريق المتجه غرباً الذي يربط المدينة بسوريا في تشرين الثاني (نوفمبر) لكن المتشددين ما زالوا يسيطرون على طريق يربط الموصل بتلعفر وهي مدينة يسيطرون عليها وتقع على بعد 60 كيلومتراً إلى الغرب قرب الحدود السورية.
وتقود الولايات المتحدة – التي نشرت أكثر من خمسة آلاف جندي في المعركة – تحالفاً دولياً يقدم دعماً جوياً وبرياً مهماً للقوات العراقية والكردية.
ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن نحو 160 ألف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم في تشرين الأول (أكتوبر). وتقدر وكالات طبية وإنسانية أن العدد الإجمالي للقتلى والمصابين من المدنيين والعسكريين يصل إلى آلاف عدة.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق