أبرز الأخبارسياسة عربية

اليوم الثاني من معركة الحسم لاستعادة الجزء الغربي من الموصل من داعش

واصلت القوات العراقية الاثنين لليوم الثاني عمليتها لاستعادة القسم الغربي من مدينة الموصل من المسلحين الجهاديين غداة سيطرتها الاحد على مواقع في جنوب المدينة الواقعة في شمال العراق.
وكانت القوات العراقية بدأت الاحد هذه العملية التي يتوقع ان تكون الاشرس في اطار المواجهات التي بدأت منذ اربعة اشهر لاستعادة ثاني المدن العراقية واخر اكبر معاقل الجهاديين في البلاد.
وذكر قادة ميدانيون ان القوات العراقية استعادت 15 قرية في جنوب الموصل على الطريق المؤدي الى المطار الذي يشكل احد اهدافها الرئيسية.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلن الأحد بدء العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية. وقال «نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات «قادمون يا نينوى» لتحرير الجانب الأيمن من الموصل».
والموصل التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في حزيران (يونيو) 2014 هي آخر معقل لهذا التنظيم المتطرف في العراق. ومنها اعلن زعيمه ابو بكر البغدادي دولة «الخلافة» في العام نفسه.
وقال العميد عباس الجبوري قائد قوة الرد السريع لصحافيين من فرانس برس «حققنا اهدافنا حتى الان ونتجه ناحية المطار»، بينما اوضح قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله في بيان ان الحشد الشعبي ساهم ايضا في التقدم نحو الموصل.
من جهته، قال احد عناصر فرقة الرد السريع انه يتوقع ان يضاعف الجهاديون العمليات الانتحارية «لايقاع افدح الخسائر كونهم يعرفون انهم سيموتون بكل الاحوال»، بينما اكد آخر ان «الجهاديين يتملكهم اليأس».
وتحدث مراسل وكالة فرانس برس عن دوي قصف مدفعي وجوي عنيف من تلال البوسيف قرب خط الجبهة على مسافة خمسة كلم من المطار. وغطت سماء الموصل سحابة دخان اسود كثيف، في حين كانت القوافل المدرعة متجهة الى المطار.
وتحذر منظمات اغاثية من تدهور الظروف المعيشية في الجانب الغربي من الموصل، حيث يحتجز تنظيم الدولة الاسلامية نحو 750 ألف مدني.
وقال المجلس النروجي للاجئين ان نجاح الحملة لن يكون متعلقاً «بعدد القطاعات التي ستتم استعادتها بل بقدرة القوات العراقية وقوات التحالف على حماية المدنيين».
ونبهت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» غير الحكومية البريطانية الأحد إلى أن نحو 350 ألف طفل عالقون في القسم الغربي من المدينة، داعية القوات العراقية وحلفاءها إلى «بذل كل ما في وسعهم لحمايتهم».
ويتعرض الجهاديون حالياً لحصار شبه كامل في المدينة، إذ أن خطوط إمدادهم مع سوريا من الغرب قطعت من قبل قوات الحشد الشعبي.
ومسلحو الدولة الإسلامية محاصرون في غرب الموصل مع ما يقدر بنحو 650 ألف مدني بعد أن أجبروا على الخروج من شرق المدينة في المرحلة الأولى من الهجوم التي اختتمت الشهر الماضي بعد 100 يوم من القتال.
وقالت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لرويترز يوم السبت إن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم فيما يعاني سكان غرب الموصل من نقص في الغذاء والوقود وإغلاق الأسواق.
وتقود وحدات من الشرطة الاتحادية العراقية تقدماً باتجاه الشمال نحو أحياء الموصل الواقعة غرب نهر دجلة بهدف السيطرة على مطار الموصل الذي يقع على الطرف الجنوبي للمدينة وفقا لبيانات من القيادة المشتركة للقوات المسلحة.
وأضافت البيانات أن القوات سيطرت على عدد من القرى ووصلت إلى قرية الزكروطية التي تقع على بعد خمسة كيلومترات جنوبي المطار بحلول نهاية يوم الاحد وسيطرت على محطة لتوزيع الكهرباء وقتلت عددا من المتشددين من بينهم قناصة.
وتتقدم وحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية إلى جانب الشرطة الاتحادية وسيطرت على عدد من القرى قال ضابط إنها مهجورة إلى حد بعيد.
وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند قائد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بيان «الموصل ستكون معركة صعبة لأي جيش في العالم».
ونفذ التحالف حتى الآن أكثر من 10 آلاف ضربة جوية ضد أهداف للتنظيم المتشدد في العراق ودرب أكثر من 70 ألفاً من القوات العراقية وزودهم بالعتاد.
وصعدت الدولة الإسلامية من هجماتها رداً على هزائمها أمام قوات الجيش التي أجبرتها على مدى العام الماضي على الخروج من أغلب المدن العراقية التي سيطرت عليها في 2014 و2015.
وقالت مصادر أمنية إن انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما في شرق الموصل يوم الأحد فقتلا ثلاثة جنود واثنين من المدنيين وأصابا 12 شخصاً.

منشورات
قالت وزارة الدفاع العراقية يوم السبت إن طائرات عراقية أسقطت ملايين المنشورات على غرب الموصل لتحذير السكان من أن معركة طرد مقاتلي الدولة الإسلامية باتت وشيكة فيما حذرت المنشورات المتشددين بأنهم سيواجهون نهاية مميتة إذا لم يستسلموا.
ويتوقع قادة عسكريون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها لأن الدبابات والمدرعات لا يمكنها التحرك في الشوارع الضيقة والأزقة.
ويقول سكان إن المتشددين أقاموا أيضاً شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين والاختفاء بعد تنفيذ عمليات خاطفة وتعقب تحركات قوات الحكومة.
ويضم غرب الموصل المدينة القديمة بأسواقها العتيقة والجامع الكبير وأغلب المباني الحكومية الإدارية.
وكان زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قد أعلن دولة «الخلافة» على أجزاء من سوريا والعراق في 2014 من على منبر جامع الموصل الكبير.
والموصل – ثاني أكبر مدن العراق – هي أكبر مركز حضري تسيطر عليه الدولة الإسلامية وهي المعقل الأساسي في العراق فيما يقع المعقل الأساسي للتنظيم في سوريا في مدينة الرقة.
ووفقاً لتقديرات عراقية يعتقد أن الدولة الإسلامية كان لديها نحو ستة آلاف مقاتل في الموصل عندما بدأ الهجوم في منتصف تشرين الأول (اكتوبر) ومن بينهم أكثر من ألف قتلوا حتى الآن.
ويواجه الباقون قوات قوامها 100 ألف جندي مؤلفة من وحدات من القوات المسلحة العراقية وقوات خاصة وقوات شرطة وقوات كردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية.
وكانت قوات الحشد الشعبي قد قطعت الطريق المؤدي غرباً الذي يربط المدينة بسوريا في تشرين الثاني (نوفمبر) لكن المتشددين لا يزالون يسيطرون على طريق يربط الموصل بتلعفر وهي مدينة يسيطرون عليها وتقع على بعد 60 كيلومتراً إلى الغرب.

حياة المدنيين
وواصلت طائرات التحالف ومدفعيته قصف أهداف في الغرب خلال الفترة التي توقف فيها القتال بعد السيطرة على شرق الموصل.
وتقود الولايات المتحدة – التي نشرت أكثر من خمسة آلاف جندي في المعركة – تحالفاً دولياً يقدم دعماً جوياً وبرياً مهماً للقوات العراقية والكردية ومن بين ذلك القصف المدفعي.
وفرض التنظيم السني المتشدد تفسيره المتطرف للشريعة الإسلامية في الموصل من خلال فرض حظر على السجائر ومشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو وأجبر الرجال على إطلاق اللحى والنساء على ارتداء النقاب. ويخاطر من يخالف التعليمات بالتعرض للقتل.
واستعادة السيطرة على المدينة سيقضي عملياً على طموح المتشددين في السيطرة على مساحة من الأراضي في العراق لكن من المتوقع أن يواصلوا تنفيذ تفجيرات انتحارية والإيعاز للمتعاطفين معهم بشن هجمات في الخارج.
ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة إن نحو 160 ألف مدني نزحوا منذ بدء العملية في تشرين الأول (اكتوبر). وتقدر وكالات طبية وإنسانية أن العدد الإجمالي للقتلى والمصابين من المدنيين والعسكريين يصل إلى آلاف عدة.
وقال فولفغانغ غريسمان المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين في العراق “سيتم الحكم على النجاح النهائي للهجوم ليس وفقاً لعدد المناطق والقرى التي تنتزع بل بكفاءة القوات العراقية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة في حماية المدنيين في الأسابيع والشهور المقبلة.
«إن حياة مئات الآلاف من المدنيين في خطر».

رويترز
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق