تقريرسياسة عربية

قوات النظام تعلن السيطرة على كامل منطقة وادي بردى في سوريا

بعد يوم من سيطرتها على مدينة عين الفيجة التي تضم منشأة تغذي العاصمة بالمياه. أعلنت قوات النظام السوري السيطرة بالكامل على منطقة وادي بردى التي تعد خزان مياه دمشق، وبهذا تخسر الفصائل المعارضة أحد أهم معاقلها في محافظة ريف دمشق، وأصبح وجودها يقتصر على بعض المناطق في الغوطة الشرقية أهمها مدينتا دوما وعربين.
 
سيطرت قوات النظام السوري الأحد، وبعد معارك دامت أكثر من شهر على منطقة وادي بردى قرب دمشق، والتي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة، في خسارة جديدة للفصائل المعارضة.
وبات يقتصر وجود الفصائل المعارضة في ريف دمشق بشكل أساسي على بعض مناطق الغوطة الشرقية التي يتقدم فيها الجيش الحكومي أكثر فأكثر.
وأعلن جيش النظام السوري في بيان نقله التلفزيون الرسمي السوري «أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة».
ويأتي البيان غداة دخول قوات النظام إلى منشأة نبع عين الفيجة، تنفيذاً لاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة يقضي بخروج المئات من المقاتلين غير الراغبين بالتسوية من منطقة وادي بردى (15 كيلومتراً شمال غرب دمشق) إلى محافظة إدلب (شمال غرب).
وتضم عين الفيجة المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 كانون الأول (ديسمبر) بصورة تامة عن معظم أحياء العاصمة جراء المعارك بين الجيش الحكومي وفصائل معارضة وإسلامية.
وبدأت أعمال الصيانة الأحد في منشأة عين الفيجة بهدف إعادة ضخ المياه إلى دمشق.
وعرضت صور بثها التلفزيون السوري مباشرة من منشأة عين الفيجة مدى الأضرار، إذ أظهرت أنبوب مياه حجرياً مدمر تماماً وقد سقطت أجزاء منه في المياه.
وقال محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم خلال تواجده في بلدة عين الفيجة للتلفزيون الرسمي السوري «دخلت ورشات الصيانة إلى المنشأة لتقويم الأضرار» التي وصفها بـ «الكبيرة»، مشيراً إلى أن أعمال الصيانة بدأت و«سيبدأ ضخ المياه قريباً».
وكانت دمشق قد اتهمت الفصائل المعارضة والإسلامية بقطع المياه عن دمشق بعد يومين من اندلاع المعارك، في حين أكدت الفصائل أن قصف جيش النظام أدى إلى تضرر مضخة المياه الرئيسية في عين الفيجة.

«انتهاء حلم الدخول إلى دمشق»
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد ظهر الأحد، ببدء خروج حافلات تقل مئات المقاتلين وعائلاتهم من منطقة وادي بردى باتجاه إدلب التي باتت الوجهة الأساسية لمقاتلي المعارضة والمدنيين الذين يتم إجلاؤهم من مناطق سيطرتهم.
وتأتي خسارة وادي بردى بعد أكثر من شهر على خسارة الفصائل المعارضة الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وبات وجودها يقتصر إلى جانب محافظة إدلب على بعض المناطق في درعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط) وفي محافظة حلب، وفي ريف دمشق حيث تراجعت الفصائل أيضا مع خسارة اثنين من معاقلها هما داريا ومعضمية الشام.
ولم يبق لدى الفصائل المعارضة بشكل أساسي قرب دمشق سوى بعض المناطق في الغوطة الشرقية بينها مدينتا دوما وعربين، وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن.
وتعد الغوطة الشرقية منذ العام 2012 الذي تحولت خلاله الاحتجاجات في سوريا إلى نزاع مسلح، معقلاً للفصائل المعارضة قرب العاصمة، إلا أن النظام السوري يوسع منذ أشهر عدة عملياته العسكرية فيها.
وأوضح عبد الرحمن «تواصل قوات النظام منذ أشهر عدة قضم الغوطة الشرقية وتسيطر تباعاً على قرى وبلدات فيها»، مشيراً إلى أن «النظام يسعى إلى السيطرة على ريف دمشق بالكامل إن كان عبر العمليات العسكرية أو اتفاقات المصالحة».
أما الفصائل المعارضة، وفق عبد الرحمن، «فهي تخسر تدريجياً في ريف دمشق، وقد انتهى بالنسبة اليها حلم الدخول إلى العاصمة».
ولا يتجه مقاتلو الفصائل المعارضة إلى منطقة هادئة، إذ تشهد محافظة إدلب منذ أسبوع توتراً متصاعداً تطور إلى معارك غير مسبوقة بين الفصائل الإسلامية والجهادية تقودها كل من حركة أحرار الشام من جهة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة ثانية.
ورداً على تلك التطورات، أعلنت فصائل عدة بينها «صقور الشام» و«جيش المجاهدين» الانضمام إلى حركة أحرار الشام، فيما اختارت خمسة فصائل أخرى بينها جبهة فتح الشام وحركة نور الدين زنكي أن تحل نفسها لتندمج سويا تحت مسمى «هيئة تحرير الشام».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق