أبرز الأخباردوليات

ترامب يأمر بإقامة «مناطق آمنة» في سوريا ويوقع مرسوم بناء جدار مع المكسيك

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه «سيقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا» لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك.
وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه محطة (إيه.بي.سي نيوز) يوم الأربعاء إن أوروبا ارتكبت خطأ جسيماً باستقبال ملايين اللاجئين من سوريا ومناطق اضطراب أخرى بالشرق الأوسط. وأضاف «لا أود أن يحدث ذلك هنا».
وتابع «سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا للأشخاص (الفارين من العنف)». لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
وطبقاً لوثيقة اطلعت عليها رويترز يوم الأربعاء فمن المتوقع أن يأمر ترامب وزارتي الدفاع والخارجية في الأيام المقبلة بوضع خطة لإقامة «المناطق الآمنة» في تحرك قد يخاطر بزيادة التدخل العسكري الأميركي في الصراع السوري.
وتشير مسودة الأمر التنفيذي التي تنتظر توقيع ترامب إلى أن الإدارة الجديدة تقدم على خطوة عارضها طويلاً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خشية الانجرار بشكل أكبر في الصراع وخطر اندلاع اشتباكات بين الطائرات الحربية الأميركية والروسية فوق سوريا.
وتقول المسودة «توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون 90 يوماً من تاريخ هذا الأمر بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سوريا وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث».
وإقامة مناطق آمنة قد تزيد من التدخل العسكري الأميركي في سوريا وتمثل انحرافاً كبيراً عن نهج أوباما. وإذا قرر ترامب فرض قيود «على الطيران» فوق هذه المناطق فقد يتطلب زيادة في حجم القوة الجوية الأميركية أو القوة الجوية للتحالف. وقد يتطلب هذا أيضاً نشر قوات برية لتوفير الأمن.
لكن الوثيقة لم تقدم أي تفاصيل بشأن تلك المناطق الآمنة وأين ستقام على وجه التحديد ومن سيتولى حمايتها. ويستضيف بالفعل الأردن وتركيا ولبنان ودول أخرى مجاورة ملايين اللاجئين السوريين.
ويحذر مسؤولون عسكريون أميركيون منذ وقت طويل من أن إقامة مناطق حظر طيران داخل سوريا ستتطلب عدداً كبيراً من الموارد الإضافية بخلاف القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وسيكون من الصعب ضمان أن المتشددين لا يخترقون تلك المناطق.
ويؤيد أعضاء جمهوريون بالكونغرس إقامة مثل هذه المناطق خصوصاً لحماية المدنيين الفارين من الصراع من هجمات القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
كان ترامب دعا خلال حملته الرئاسية إلى إقامة مناطق حظر طيران لتوفير المأوى للاجئين كبديل عن السماح لهم بدخول الولايات المتحدة. واتهم ترامب إدارة أوباما بالفشل في إجراء عمليات فحص مناسبة للاجئين السوريين الذين يدخلون الولايات المتحدة لضمان عدم وجود أي صلات لهم بالمتشددين.

جدار مع المكسيك
من جهة اخرى وقع ترامب الاربعاء مرسوماً يطلق مشروع بناء الجدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، الوعد الاكثر رمزية ابان حملته الانتخابية.
وبعد خمسة ايام من توليه منصبه، وقع الرئيس الجمهوري ايضاً مرسوماً آخر حول التطبيق الصارم لقوانين الهجرة يتضمن خصوصاً تدابير ضد «مدن الملجأ» التي تؤوي المهاجرين غير الشرعيين.
واعلن البيت الابيض ان ترامب سيزور مقر وزارة الامن الداخلي بعد ظهر الاربعاء حيث سيوقع سلسلة مراسيم متعلقة بالهجرة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر «بناء هذا الجدار ليس مجرد وعد انتحابي، انه خطوة اولى من الحس السليم لتأمين الحدود التي يسهل اختراقها اليوم».
واعلن انشاء مزيد من مراكز الاحتجاز على طول الحدود لجعل احتجاز واعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الاصلية «اكثر سهولة واقل كلفة».
ووصل وفد رسمي مكسيكي الى واشنطن للشروع في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة النافتا (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك). لكن وزير الاقتصاد الديفونسو غوجاردو حذر بوضوح من وجود «خطوط حمر» لا يمكن تجاوزها.
ويهدف هذا الاجتماع الأول بين الولايات المتحدة والمكسيك للتحضير للاجتماع بين الرئيس الجديد ونظيره المكسيكي انريكي بينيا نييتو في 31 كانون الثاني (يناير) في واشنطن.
ورداً على سؤال لتلفزيون «ايه بي سي» اكد في وقت سابق ترامب ان هذا الجدار الذي ينبغي ان يبدأ تشييده «في الاشهر المقبلة»، ستموله المسكيك في نهاية المطاف.
واضاف «سنسترد مستحقاتنا لاحقاً من خلال التعاملات مع المكسيك».
واجاب رداً على سؤال حول تأكيد الرئيس المكسيكي عدم دفع الاموال لهذا الغرض «انه مرغم على قول ذلك».
واضاف «لكنني اقول انه سيكون هناك دفع اموال، حتى لو ان ذلك قد يكون معقداً».
وقد كتب ترامب في تغريدة مساء الثلاثاء «يوم عظيم غداً حول الامن الوطني. من بين امور عديدة، سنبني الجدار».

وقف تدفق المهاجرين
ووقف تدفق المهاجرين الى الولايات المتحدة كان ابرز مواضيع حملة ترامب الانتخابية التي اعلن خلالها رغبته في بناء جدار بطول 3200 كلم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وبعض الحدود مغلقة، لكن ترامب قال انه يجب بناء جدار لوقف دخول المهاجرين غير الشرعيين من دول اميركا اللاتينية.
وعبر خبراء عن شكوك فعلية حول فاعلية الجدار في وقف الهجرة غير الشرعية، او ما اذا كان المشروع يستحق عناء استثمار مليارات الدولارات فيما هناك وسائل اخرى اقل كلفة لتحقيق النتائج عينها.
لكن المسألة اصبحت من ابرز مطالب اليمين الاميركي الذي يشكل قاعدة ترامب الناخبة.
وتعهد ترامب خلال الحملة الانتخابية طرد مرتكبي الجنح من المهاجرين السريين من الولايات المتحدة وبناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
لكن مشروع الجدار يصطدم باجراءات عدة يجب اتخاذها مسبقاً، فالكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون يجب ان يؤمن اموالاً جديدة عند اقتراب المشروع من التنفيذ فيما امضى حزب ترامب سنوات طويلة يدعو الى ضبط الميزانية.
كما ان قسماً كبيراً من الاراضي المطلوبة لبناء الجدار تعود لجهات خاصة ما يعني اجراءات قانونية طويلة ونفقات استملاك ومعارضة سياسية.
وكان ترامب وعد بجعل المكسيك تدفع تكاليف الجدار وبدأ مساعدو الرئيس الاميركي النظر برفع تعرفات عبور الحدود ضمن سبل «تدفيع المكسيك».

حظر دخول مسلمين؟
وكان ترامب تحدث ايضاً خلال الحملة الانتخابية عن حظر دخول مسلمين الى الولايات المتحدة.
واشارت معلومات الى انه ينظر في خطوات لوقف او ابطاء تدفق المهاجرين وخصوصاً من سوريا ودول اخرى ذات غالبية مسلمة.
وفر حوالي 4،8 ملايين سوري الى الدول المجاورة لسوريا وفقاً للامم المتحدة.
ووصل نحو 18 الف سوري الى الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون سابقون ان ترامب يمكن ان يبطىء العملية عبر وقف حصص المهاجرين والبرامج المتعلقة بتلك المسالة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان المراسيم التي سيوقعها تحد من هجرة اللاجئين والحاصلين على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة من العراق وايران وليبيا والسودان والصومال وسوريا واليمن.
ويواجه مواطنو هذه الدول عراقيل كبرى في الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة.
لكن هذه الخطوة اثارت تنديداً حتى قبل اعلانها.
وقال تريتا بارسي من المجلس الوطني الايراني الاميركي ان «دونالد ترامب يؤدي عملاً جيداً في الوعود المعيبة والتمييزية التي قطعها خلال حملته الانتخابية».
واضاف «دعا الى حظر دخول المسلمين والان يتخذ اولى الخطوات لتطبيق ذلك. هذا الامر لن ينجح. الشعب الاميركي افضل من هذا».

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق