دولياترئيسيسياسة عربية

ترامب يثير الجدل مجدداً حول غزو العراق، اللاجئين و«بريكست» والسلاح النووي والناتو…

عرض اميركي لبوتين: رفع العقوبات مقابل خفض السلاح النووي

أطلق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تصريحات مثيرة للجدل خلال مقابلة أجراها مع صحيفتي «تايمز» البريطانية و«بيلد» الألمانية الصادرتين الأحد، إذ اعتبر ان قرار غزو العراق عام 2003 «قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق» وأن المستشارة الألمانية ميركل ارتكبت «خطأ كارثياً» بفتح حدود بلادها أمام اللاجئين، وتوقع نجاح «بريكست»، كما أثار احتمال رفع العقوبات عن موسكو مقابل تقليص الأسلحة النووية، ووصف الناتو بأنها منظمة «عفا عليها الزمن».

خلال مقابلة مع صحيفتي «تايمز» البريطانية و«بيلد» الألمانية الصادرتين الأحد، أثار الرئيس الأميركي المنتخب الكثير من الجدل بتصريحاته حول قضايا غزو العراق عام 2003 واستقبال اللاجئين و«حلف شمال الأطلسي» والأسلحة النووية و«بريكست».

غزو العراق «قد يكون أسوأ قرار» في تاريخ اميركا
في سياق حديثه عن أهداف سياسته الخارجية للصحيفتين، أدان ترامب قرار غزو العراق في عام 2003 واصفاً إياه بأنه «قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق».
وقال الرئيس الأميركي المنتخب إن الهجوم على العراق ما كان يجب ان يحصل في المقام الاول وإن «كل ذلك ما كان يجب أن يحدث»، مشدداً على القول إنه «كان واحداً من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا على الاطلاق».
وأضاف ترامب «لقد اطلقنا العنان… إنه اشبه برمي احجار على خلية نحل. إنها واحدة من (لحظات) الفوضى العارمة في التاريخ».
وبشأن الصراع السوري، دعا ترامب إلى إقامة مناطق آمنة داخل سوريا على أن تدفع الأموال اللازمة لتأسيسها دول الخليج الحليفة للولايات المتحدة، التي وصفها بأنها «تمتلك أموالاً لا يمتلكها أحد».
وأوضح ترامب أن ذلك الحل «سيكون أقل تكلفة مما تعانيه ألمانيا الآن من صدمة» بسبب زخم المهاجرين جراء الصراع السوري.

ميركل ارتكبت «خطأ كارثياً» في ملف اللاجئين
واعتبر دونالد ترامب أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ارتكبت «خطأ كارثياً» بفتح حدود بلادها أمام اللاجئين، وقال «أعتقد أنها (ميركل) ارتكبت خطأ كارثياً يتمثل باستقبال جميع اللاجئين غير الشرعيين وجميع الناس من أينما أتوا».
وأضاف أن ألمانيا «شعرت بوضوح» في الآونة الأخيرة بعواقب سياسة استقبال اللاجئين، في إشارة إلى الاعتداء بالشاحنة داخل سوق لعيد الميلاد ببرلين في 19 كانون الأول (ديسمبر)، والذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبذلك، يكون الرئيس الأميركي المنتخب قد أعاد، ولو بشكل جزئي، تكرار الاتهام الذي وجهه اليمين الشعبوي الألماني لميركل. فبعد اعتداء برلين الذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً، كتب ماركوس بريتزل، أحد مسؤولي حزب «البديل لألمانيا» اليميني على تويتر «إنهم ضحايا ميركل».
وكانت المستشارة الألمانية قررت في أيلول (سبتمبر) 2015 فتح حدود بلادها أمام عشرات الآلاف من المهاجرين، بينهم أشخاص فروا من الحرب الأهلية في سوريا، وكانوا يتكدسون على أبواب ألمانيا التي وصلوا اليها عبر طريق البلقان.
كما اعتبر ترامب أن برلين بدلاً من استضافة اللاجئين، كان يستحسن أن تدفع بشكل أكبر للتوصل إلى إنشاء مناطق حظر الطيران في سوريا لحماية السكان المحليين من القصف، وقال إنه «كان يجب أن تدفع البلدان الخليجية الكلفة (المادية لإنشائها)، إذ إنها تملك المال أكثر من سواها».
واتهم ترامب أيضاً ألمانيا بالهيمنة على الاتحاد الاوروبي، معتبراً أن الاتحاد «هو (…) أداة لألمانيا. ولهذا السبب أعتقد أن بريطانيا كانت محقة بالخروج منه».
لكن على الرغم من كل ذلك شدد ترامب على أنه يكن «الكثير من الاحترام» لميركل، إذ أنها بنظره «(…) واحدة من قادة الحكومات الأكثر أهمية» على حد تعبيره.
وتابع «أنا أحترمها وأقدرها لكنني لا أعرفها، وبالتالي لا يمكنني أن أقول من سأدعم، في حال دعمت أحداً» خلال الانتخابات التشريعية الألمانية المرتقبة مبدئيا في نهاية أيلول (سبتمبر)».

احتمال رفع العقوبات عن موسكو
كما أثار الرئيس الأميركي المنتخب إمكان التوصل الى اتفاق مع موسكو لتقليص الأسلحة النووية، مقابل رفع العقوبات عن روسيا.
وقال ترامب إن «هناك عقوبات ضد روسيا. لنر إذا كان بالإمكان القيام باتفاقيات جيدة مع موسكو. أعتقد أنه يجب تقليص الأسلحة النووية بشكل ملحوظ».
وأضاف الرئيس المنتخب، الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «العقوبات سيئة للغاية بالنسبة إلى روسيا، لكن أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما يكون مفيدا لكثيرين».
وفي آواخر كانون الأول (ديسمبر)، أكد ترامب أنه لا يخشى سباقاً جديداً على التسلح، محذراً من أن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية من دون أن ترد بالمثل.

توقع نجاح «بريكست»
وتوقع ترامب نجاح عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، معرباً عن رغبته في أن يوقع اتفاقاً تجارياً مع لندن بشكل سريع.
وقال ترامب «سنعمل بجهد كبير لتوقيع (مثل هذا الاتفاق التجاري) بشكل سريع وفي إطار القوانين، (بحيث يكون) جيدا للطرفين».
وتتناقض تصريحات ترامب مع سلفه باراك أوباما، الذي اعتبر سابقاً أنه إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي فستجد نفسها «في آخر الصف»، قبل أن تتمكن من توقيع اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة.
كما أعلن ترامب أنه سيلتقي «على عجل»، بعد تسلمه مهامه الجمعة المقبل، برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، كاشفا أنها بعثت إليه رسالة تطلب فيها لقاءه، وأنها أرسلت له هدية هي نسخة من خطاب ونستون تشرشل إلى الشعب الأميركي بعد الهجوم الياباني على «بيرل هاربور».
وخلال اللقاء الصحافي الذي استمر على مدى ساعة في برج ترامب، قال الرئيس الأميركي المنتخب «أنا أحب بريطانيا»، مذكراً بأن والدته تتحدر من إسكتلندا.
واعتبر ترامب أن «بلدانا أخرى ستغادر» الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة الهجرة، لتسير بذلك على خطى بريطانيا.
وأوضح «أعتقد حقاً أنه لو لم تكن (بلدان الاتحاد الأوروبي) مجبرة على استقبال جميع اللاجئين، مع كل المشاكل التي رافقت ذلك، لما كان بريكست ليحصل».
وتعليقاً منه على تصويت بريطانيا لصالح بريكست، قال «الشعوب والناس يريدون هوياتهم، وبريطانيا أرادت هويتها الخاصة».
ويقيم الرئيس الأميركي المنتخب علاقات ممتازة مع زعيم حزب يوكيب البريطاني المعادي لأوروبا نايجل فاراج، الذي كان أحد المسوقين لبريكست. وكان فاراج قدم الدعم لترامب خلال حملته الانتخابية.

«الناتو» منظمة «عفا عليها الزمن»
واعتبر دونالد ترامب أن حلف شمال الأطلسي منظمة «عفا عليها الزمن»، متهماً دولاً أعضاء في الحلف بأنها لا تدفع حصتها في إطار عملية الدفاع المشتركة، وبالاتكال على الولايات المتحدة.
وأوضح ترامب «لقد قلت منذ زمن بعيد إن الأطلسي لديه مشاكل. هو (منظمة) عفا عليها الزمن لأنها أنشئت بالدرجة الأولى منذ سنوات». أضاف «وبالدرجة الثانية فإن الدول (الأعضاء في الحلف) لا تدفع ما يتوجب عليها».
وتابع «يجب أن نقوم بحماية هذه الدول، لكن بلداناً كثيرة من بينها لا تدفع ما يتوجب عليها وهذا غير عادل بحق الولايات المتحدة إلى حد كبير».
وأردف ترامب «ليس هناك سوى 5 بلدان تدفع ما يتوجب عليها، وخمسة ليس عدداً كبيراً».
كما أشار إلى أن وصفه الأطلسي بأنه منظمة عفا عليها الزمن، مرده إلى أن الحلف «لم يهتم (بموضوع) الإرهاب».
لكن ترامب قال لصحيفة «بيلد» إنه إذا تم استثناء كل مكامن الضعف هذه، فإن الأطلسي «يبقى في نظري مهماً جداً»، على حد تعبيره.
وهذه الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي للأطلسي من شأنها تعزيز مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من السياسة التي ستعتمدها واشنطن من الآن فصاعدا.
وكان ترامب قد أثار في السابق القلق من أن الضمانات الدفاعية التي تقدمها واشنطن لأوروبا منذ نحو 70 عاماً قد لا تستمر، عندما قال خلال حملته الانتخابية أنه سيفكر مرتين قبل مساعدة حلفاء بلاده في الحلف الأطلسي الذين لا يدفعون كلفة الدفاع عنهم.
كما تدعو واشنطن، التي تسهم بنحو 70% من نفقات الدفاع السنوية للدول الأعضاء في الحلف، حلفاءها إلى فعل المزيد.

أ ف ب/بي بي سي
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق