دولياترئيسي

فرنسا: القنب الهندي واللاجئون يشعلان المناظرة الثانية بين مرشحي اليسار للانتخابات التمهيدية

انتعش الحوار بين مرشحي اليسار للانتخابات التمهيدية خلال المناظرة التلفزيونية الثانية التي جرت الأحد. وكان القنب الهندي ومسألة اللاجئين من بين المواضيع التي استحوذت على قسط كبير من الوقت. فيما أظهرت المناظرة الانقسامات بين غالبية المرشحين.

تعهد مرشحو السيار السبعة الذين يخوضون غمار الانتخابات التمهيدية خلال المناظرة التلفزيونية الثانية التي جرت أمس الأحد على قناتي «بي إيف إيم» و«إل سي إي» باحترام نتائج هذه الانتخابات ومساندة المرشح الذي سيفوز بها.
وقال مانويل فالس، أحد المرشحين البارزين بقليل من السخرية: «طبعاً سأحترم نتائج الانتخابات التمهيدية. ولهذا السبب بالذات أريد أن أفوز بها».
من ناحيته، أكد أرنو مونتبور، المرشح البارز الثاني، أنه «سيحترم نتيجة الانتخابات»، مضيفاً: «في الحقيقة لا أملك خياراً ثانياً سوى الفوز»
باقي المرشحين تعهدوا أيضاً باحترام نتائج الانتخابات ودعم المرشح الفائز الذي سيمثل «التحالف الشعبي الجميل» الذي يضم أحزاباً يسارية عدة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) 2017.

اختلاف حول مسألة استقبال اللاجئين
هذا، وعرفت المناظرة الثانية إثارة أكثر مقارنة بالأولى التي نظمت يوم الأربعاء 12 كانون الثاني (يناير)، حيث ظهرت خلافات كثيرة بين المرشحين على غرار الخلاف حول استقبال المهاجرين.
بنوا هامون كان أول من انتقد السياسة التي اتبعتها فرنسا فيما يخص استقبال المهاجرين مقارنة بما قامت به ألمانيا والدول المجاورة لسوريا. وقال في هذا الشأن: «إنه لشرف لفرنسا عندما تحترم مبادئها وقيمها كاستقبال اللاجئين والمهاجرين».
بعبارة أخرى أراد أن يقول هامون إن بلاده لم تكن في المستوى المطلوب في ما يتعلق بمشكلة المهاجرين.
وأضاف فانسان بيون منتقداً سياسة هولاند وفالس تجاه اللاجئين: «أشعر بأن الفرنسيين أكثر كرماً من حكامهم»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «من بين 30 ألف لاجىء كان من المفترض أن تستقبلهم فرنسا، 5000 ألاف فقط تمكنوا من الدخول إليها».
الانتقادات هذه أزعجت كثيراً مانويل فالس الذي دافع بقوة عن السياسة التي انتهجتها حكومته.

هامون يقترح منح «تأشيرات إنسانية» للاجئين
وقال فالس: «استقبال أعداد غير محددة من اللاجئين أمر غير ممكن. أتحمل كل ما قلته في الخطاب الذي ألقيته في مدينة ميونيخ الألمانية في 2016. أعتقد أن سياستنا تجاه اللاجئين كانت على صواب، والزمن أظهر صحة ما فعلناه». وواصل: «يجب احترام حق اللجوء السياسي وهو عادة فرنسية. فكل لاجىء يستحق اللجوء السياسي هو مرحب به».
واقترح هامون منح ما سماه بـ «تأشيرات إنسانية» لكل اللاجئين الذين يودون المجيء لفرنسا هرباً من الحروب والعنف. لكن هذا الاقتراح لم يلق مساندة من طرف المرشحين الأخرين.
أما الموضوع الثاني الذي انقسم عليه المرشحون فيتعلق بتشريع تناول القنب الهندي كما اقترحه بنوا هامون.
وزير التربية السابق في حكومة جان مارك إيرولت (2012-2014) شرح أن التشريع «سيجفف منابع العنف وينهي تبييض الأموال».

مانويل فالس ضد فكرة تشريع القنب الهندي
وشاطر جان لوك بنحمياس منافسه هامون هذا الاقتراح وذهب به بعيداً قائلاً إن «القنب الهندي يستخدم حالياً في بعض الوصفات العلاجية لتخفيف الآلام، وبالتالي يجب تشريعه كما هو الحال في البرتغال وبعض دول أميركا اللاتينية وبعض الولايات الأميركية».
بالمقابل، أكد مانويل فالس معارضته القوية لفكرة تشريع القنب مفسراً: «هناك قواعد تسير المجتمع يجب احترامها. وهناك ممنوعات يجب عدم تجاوزها. فإذا قمنا بتشريع تناول القنب الهندي، فبدون شك سيتم بيع مواد جديدة وخطيرة أخرى في السوق السوداء. لكل هذه الأسباب أنا ضد هذه الفكرة تماماً».
ولم يعارض فانسان بيون فكرة تشريع القنب الهندي، لكنه اشترط قبل ذلك تنظيم حوار وطني شامل لمعرفة موقف الفرنسيين من هذه المسألة. فيما دعا فرانسوا دو روجي بالقيام بتجارب خلال خمس سنوات لاستخلاص العبر من هذه التجارب.

لا يوجد مرشح «طبيعي» لليسار حسب هامون
وفي معرض الإجابة على سؤال: كيف تودون أن تحكموا البلاد في حال توليتم منصب الرئيس؟ اختلفت الإجابات وفق اختلاف المواقف السياسية.
فمانويل فالس قال إنه يريد أن يجسد تاريخ وثقافة فرنسا، ويكون مرآة صادقة لما تملكه فرنسا من قيم ومبادىء. وقال في هذا الموضوع: «يجب أن نشعر بالاعتزاز عندما نتولى منصب رئيس فرنسا. بين اليسار وفرنسا قصة مشتركة يجب كتابتها مرة أخرى». ودافع عن حصيلة هولاند وعن قراره عدم الترشح لولاية ثانية.
أما بنوا هامون، فاعتبر أنه لا يوجد شخصية طبيعية أو كتب عليها أن تتولى منصب رئيس فرنسا (وهنا يقصد مانويل فالس). فكل مرشحي اليسار لهم حظوظ متساوية والفرنسيون هم الذين سيختارون في نهاية المطاف.
ودعا هامون إلى المرور إلى الجمهورية السادسة وإصلاح مؤسسات الدولة لإعطاء الكلمة حقا للشعب عبر قانون 3/49 مدني، يسمح بإلغاء القوانين التي صادق عليها البرلمان بمجرد جمع ما بين 450 إلى 500 ألف توقيع.

مناظرة ثالثة وأخيرة الخميس المقبل
أما أرنو منتبور فهو يريد «فرنسا مستقلة من جميع القوى وتتحكم في مصيرها وعلى رأسها رئيس يدافع عن مصالح الفرنسيين». وانتقد بعض الرأسماليين الذين يملكون وسائل الإعلام والبنوك والشركات الرقمية الكبيرة والتي تحقق كلها أرباحاً باهظه على ظهر الفرنسيين والموظفين البسطاء والعمال.
مواضيع أخرى مثل الحفاظ على البيئة والسياسة الأميركية ومستقبل الاتحاد الأوروبي إضافة إلى العلمانية ونظام التعليم تمت إثارتها خلال المناظرة الثانية التي أظهرت مدى تباين المواقف لدى بعض المرشحين، على غرار مانويل فالس وبنوا هامون أو فانسان بيون.
لكن كل المشاركين اتفقوا أن المناظرة الثانية كانت أكثر حماساً وإيجابية من الأولى، وسمحت بالحديث عن مواضيع تهم الفرنسيين عموماً ومناضلي اليسار على وجه الخصوص.
ودعا كل مرشح الناخبين إلى التصويت له يوم الأحد المقبل 22 كانون الثاني (يناير)، وهو موعد الدورة الأولى للانتخابيات التمهيدية لليسار، فيما تعهدوا برفع مستوى النقاش خلال المناظرة الثالثة والأخيرة التي ستجري يوم الخميس المقبل 19 كانون الثاني (يناير).

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق