أبرز الأخبارسياسة عربية

سوريا: ست دول غربية تدعو لهدنة في حلب وسط تواصل المعارك

دعت الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وكندا النظام السوري وحلفاءه إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في مدينة حلب، وتأتي هذه الدعوة في وقت تشتد فيه المعارك في المدينة التي تشهد حركة نزوح كبيرة هرباً من الحصار والقصف. ومن المتوقع أن يبحث وزيرا الخارجية الأميركي والروسي الوضع في حلب في اجتماع في هامبورغ.

دعت ست عواصم غربية بينها واشنطن وباريس الأربعاء إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في حلب، تزامناً مع تقدم كبير أحرزته قوات النظام التي تمكنت من حصر مقاتلي المعارضة في بقعة صغيرة نسبياً من الأحياء الجنوبية الشرقية.
وجاء ذلك بعد ساعات من دعوة الفصائل المعارضة في مدينة حلب إلى «هدنة إنسانية فورية» من خمسة أيام لإجلاء الجرحى والمدنيين، في وقت تجاوز عدد النازحين من الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، ثمانين ألفاً منذ بدء الهجوم عليها في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر).
وإزاء «الكارثة الإنسانية» الجارية في حلب، دعت ست عواصم غربية هي واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما وأوتاوا الأربعاء إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في المدينة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية.
وحثت الدول إيران وروسيا على «ممارسة نفوذهما» على النظام السوري للتوصل إلى ذلك.
وجاء في البيان «الأولوية الملحة القصوى هي لوقف إطلاق نار فوري يسمح للأمم المتحدة بتسليم المساعدات الإنسانية إلى سكان حلب الشرقية ومساعدة الذين فروا» منها.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء بوقف لإطلاق النار. وقال خلال مؤتمر صحافي في فيينا «ما شهدناه في الآونة الأخيرة في حلب مفجع».
وأصدرت الفصائل المقاتلة في شرق حلب بياناً الأربعاء تضمن ما أسمتها مبادرة من أربعة بنود «لإنهاء معاناة» المدنيين، تنص على «إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام» يتم خلالها «إخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج لعناية مستعجلة، ويقدر عددها بـ 500 حالة، تحت رعاية الأمم المتحدة».
وتنص المبادرة أيضاً على «إخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى منطقة ريف حلب الشمالي»، في إشارة إلى منطقة أعزاز التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
ولم تتطرق المبادرة إلى مصير المقاتلين، لكن جاء في بندها الرابع «عندما يتم تخفيف وطأة الحالة الإنسانية في مدينة حلب الشرقية، تقوم الأطراف المعنية بالتفاوض حول مستقبل المدينة».
وحققت قوات النظام إثر هجوم بدأته منتصف الشهر الماضي تقدماً ميدانياً سريعاً في شرق حلب على حساب الفصائل التي تراجعت إلى الجزء الجنوبي.
ويأتي إعلان الفصائل بعد رفضها قبل يومين أي اقتراح لإخراج مقاتليها من شرق حلب، تعليقاً على إعلان موسكو عن محادثات مع واشنطن لبحث آليات خروج المقاتلين من شرق حلب.

«انهيار حقيقي»
ولم تعقد المحادثات، وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها. ويتوقع أن يبحث وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف خلال لقاء بينهما في هامبورغ في ألمانيا الأزمة السورية.
ولا يعرف عدد المقاتلين الموجودين حالياً في شرق حلب. وقبل بدء الهجوم الأخير لقوات النظام، كانت الأمم المتحدة تقدر العدد بثمانية آلاف. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن 15 ألفاً، بينهم نحو 900 مقاتل من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً).
ميدانياً، أحرزت قوات النظام الأربعاء تقدماً سريعاً بعد تمكنها ليلاً من استعادة السيطرة على كافة أحياء حلب القديمة.
وأفاد المرصد بسيطرة قوات النظام بعد الظهر على أحياء باب النيرب والمرجة والمعادي تزامناً مع معارك عنيفة في حي الشيخ سعيد (في جنوب المدينة) حيث تحاول قوات النظام التقدم من هذا المحور أيضاً.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن «قوات النظام باتت تسيطر على مساحة تجاوزت الثمانين في المئة من الأحياء الشرقية» معتبراً أن «الوضع بدأ يدخل في مرحلة الانهيار الحقيقي بالنسبة إلى الفصائل إذ لم يعد بإمكان المقاتلين الصمود لفترة طويلة في شرق حلب».
وبحسب المرصد، قتل 48 مقاتلاً معارضاً على الأقل في أحياء حلب القديمة منذ ليل أمس.
وأوضح عبد الرحمن أن تراجع الفصائل المقاتلة يأتي تحت وابل من القصف المدفعي العنيف لقوات النظام والغارات الجوية.
ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية الذين سيطروا على الأحياء الشرقية في صيف العام 2012.
ومنذ بدء الهجوم، أحصى المرصد السوري مقتل 369 مدنياً بينهم 45 طفلاً جراء القصف والغارات على شرق حلب، فيما قتل 92 مدنياً بينهم 34 طفلاً في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
وقتل 12 مدنياً بينهم سبعة أطفال الأربعاء جراء قذائف الفصائل على غرب حلب، وفق الطبابة الشرعية في المدينة.

نزوح مستمر
ودفعت المعارك الأخيرة أكثر من ثمانين ألف مدني إلى النزوح إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد. كما نزح آلاف آخرون إلى أحياء لا تزال تحت سيطرة الفصائل.
وكان عدد السكان في شرق حلب قبل بدء هجوم الجيش أكثر من 250 ألفاً.
وشاهدت صحافية في فرانس برس في الشطر الغربي عشرات العائلات التي وصلت ليلاً إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام.
وقالت أم عبدو (30 عاماً) بعد خروجها مع زوجها وأولادها الخمسة ووالدتها وإخوتها من حي باب الحديد لفرانس برس «لم ننم وكان الوضع صعباً جداً.. كنا نعيش على أعصابنا منذ أربعة أيام».
وبين القتلى في غرب حلب ضابط روسي برتبة كولونيل هو رسلان غاليتسكي، وهو أحد أرفع الضباط الذين يقتلون في سوريا منذ بدء التدخل الروسي في أيلول (سبتمبر) 2015. وقد جرح قبل أيام في قصف مدفعي لمسلحي المعارضة في غرب حلب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية.
على صعيد آخر، استهدفت صواريخ أرض – أرض إسرائيلية فجر الأربعاء محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وهي المرة الثانية خلال ثمانية أيام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع بالقرب من دمشق من دون أن تتضح أهدافها تماماً.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق