أبرز الأخباردوليات

هولاند لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا اليسار يشيد واليمين يعتبره فشلاً

اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة متلفزة مساء الخميس انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة في انتخابات 2017.
وقال هولاند (62 عاما) في كلمته من قصر الاليزيه «انا واع للمخاطر التي يمكن ان تنجم عن خطوة من قبلي لن تلقى التفافاً واسعاً حولها. لذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية».
وكان هولاند انتخب رئيساً عام 2012 بمواجهة نيكولا ساركوزي، وهو بات الرئيس الاول الذي يرفض الترشح لولاية ثانية منذ العام 1958.
واعطت اخر استطلاعات للرأي هولاند اقل من عشرة بالمئة من نوايا التصويت خلال الدورة الرئاسية الاولى. وساهم تردده بالاعلان عن نيته الترشح او عدم الترشح في تحفيز مرشحين يساريين على الاعلان عن ترشحهم.
وكان الرئيس الاشتراكي هولاند واجه معارضة شديدة حتى داخل معسكره خصوصاً مطلع العام الحالي بسبب مشروع اصلاح قانون العمل ما دفع الاف المتظاهرين الى النزول الى الشارع احتجاجاً.
وتخللت ولاية هولاند عمليات عسكرية عدة في مالي وافريقيا الوسطى والعراق وسوريا، الا انها شهدت ايضاً اسوأ هجمات ارتكبت في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية ادت الى مقتل 238 شخصاً.
واهتزت الطبقة السياسية الفرنسية مساء الخميس لقرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة. وفي الوقت الذي أشاد فيه اليسار بالقرار، لا سيما كوادر الحزب الاشتراكي الحاكم، وجه اليمين المعارض انتقادات لولاية هولاند، واعتبر أن القرار جاء نتيجة فشلها.
وتتواصل ردود الفعل حول إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية 2017. وهي المرة الأولى في الجمهورية الفرنسية الخامسة التي لا يترشح فيها رئيس فرنسي لولاية ثانية.
وأشاد رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس بقرار الرئيس فرانسوا هولاند عدم الترشح لولاية رئاسية ثانية في 2017، معتبراً إياه «قرار رجل دولة». وقدمت استطلاعات الرأي مؤخراً فالس على أنه أكثر شعبية لدى الفرنسيين من الرئيس هولاند، وأنه بإمكانه أن ينافس مرشح اليمين فرانسوا فيون في الانتخابات المقبلة.
واعتبر وزير التربية الأسبق بنوا هامون، المحسوب على جناح أقصى اليسار في الحزب الاشتراكي والمعروف بخلافه مع هولاند وحكومته منذ مدة، أن رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس ومحيطه لعبوا دوراً كبيراً في دفع الرئيس الفرنسي لاتخاذ مثل هذا القرار.
ومن جهته، رحب رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم جون كريستوف كامبديلي بقرار الرئيس الفرنسي، واعتبر أنه جاء لـ «حماية حصيلته»، فيما حيا آرنو مونتبورغ القرار «الحكيم» لهولاند، معتبراً أنه يساعد اليسار على «تحضير مستقبله».
ومونتبورغ هو وزير الاقتصاد السابق، ومحسوب على أقصى اليسار أيضاً في الحزب الاشتراكي، وكان من الوزراء الذين انسحبوا من الحكومة عندما كان يرأسها جان مارك آيرولت لاختلافه الشديد حول السياسات الحكومية.

فرصة اليسار
ويبسط قرار الرئيس فرانسوا هولاند للحزب الاشتراكي واليسار الفرنسي الطريق لاستجماع قواه والدخول في مرحلة جديدة، ببرنامج سياسي قوي، يحمل كل الإمكانيات التي بمقدورها منافسة البرنامج السياسي لمرشح اليمين فرانسوا فيون.
هذا، مع اختيار الشخصية السياسية المناسبة التي تتوفر على الطاقة والقوة الكافيتين لشرح وتفسير هذا المشروع للفرنسيين، وإقناعهم بجدواه وبالتالي التصويت لصالحه.
وأتى قرار الرئيس الفرنسي أيضاً في هذا الاتجاه، كما عبر عن ذلك هو بنفسه، حيث صب القرار أيضاً في منحى جمع شمل اليسار، ومنحه قوة جديدة نظراً للمرحلة الصعبة التي يمر بها، والتي أثرت كثيرا على شعبيته أمام يمين قوي ترشحه كل استطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

اليمين المعارض يرد بقوة
وكان رد فعل اليمين الفرنسي المعارض على قرار الرئيس هولاند قوياً، واعتبر أحد كوادره أن قرار هولاند هو «اعتراف رهيب بفشل ولايته التي مثلت تراجعاً كبيراً بالنسبة الى فرنسا»، يقول برنار أكويي على تويتر.
واعتبر حزب «الجبهة الوطنية»، وهو ممثل اليمين المتطرف في فرنسا، أن رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس يتقاسم مع الرئيس فرانسوا هولاند الحصيلة الضعيفة لولايته الرئاسية، محاولاً بذلك قطع الطريق مبكراً على فالس الذي يتمتع بشعبية كبيرة وسط اليسار.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق