رئيسيسياسة عربية

الأسد وحلفاؤه يستهدفون السيطرة على كل حلب قبل تنصيب ترامب

قال مسؤول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للحكومة السورية إن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة في كانون الثاني (يناير) ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا للعملية بعد تحقيق مكاسب كبيرة في الأيام الماضية.

غير أن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أشار إلى أن المرحلة التالية من حملة حلب قد تكون أشد صعوبة مع سعي الجيش وحلفائه للسيطرة على مناطق أكثر كثافة سكانية بالمدينة.
وفقدت المعارضة أكثر من ثلث المنطقة التي تسيطر عليها في حلب في الأيام القليلة الماضية من هجوم حكومي قتل خلاله المئات وتسبب في نزوح الآلاف. وهذه واحدة من أخطر فترات الحرب بالنسبة الى المعارضة.
ومن ناحية أخرى قال مسؤول بالمعارضة إن قوات المعارضة خاضت قتالاً ضارياً لوقف تقدم القوات الحكومية لمسافة أعمق في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة يوم الثلاثاء إذ واجهت الفصائل المسلحة الموالية للأسد التي سعت لاقتحام المنطقة من الجنوب الشرقي.
ويهدد الهجوم على شرق حلب بالقضاء على أهم مركز حضري للانتفاضة على الرئيس بشار الأسد الذي يواصل بثبات هجومه منذ أكثر من عام بفضل دعم عسكري روسي وإيراني.
ومن شأن السيطرة على شرق حلب الذي يخضع للمعارضة أن يكون أكبر انتصار للأسد حتى الآن في الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف منذ ان خرج من رحم احتجاجات على حكمه قبل ست سنوات تقريباً.
وبينما تقف روسيا وإيران بقوة بجانب الأسد تقول المعارضة إن داعميها الأجانب ومن بينهم الولايات المتحدة تركوهم يواجهون مصيرهم في منطقتهم المحاصرة في شرق حلب كبرى المدن السورية قبل الحرب.
واخترقت القوات الحكومية المدعومة من فصائل شيعية مسلحة من إيران ولبنان والعراق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من الشمال الشرقي الأسبوع الماضي. وقال المسؤول الكبير الموالي للأسد إن خطوط المعارضة انهارت بأسرع مما كان متوقعاً.
وأضاف المسؤول مكرراً جدولاً زمنياً كانت مصادر مقربة من دمشق قالت في وقت سابق إنه وضع لتخفيف مخاطر أي تحول في السياسة الأميركية تجاه الحرب في سوريا «الروس يريدون إنهاء العملية قبل استلام ترامب الحكم».
وأوضح ترامب أنه ربما يتخلى عن دعم المعارضة السورية التي حصلت على مساندة عسكرية من دول بينها الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر بل إنه قد يتعاون مع روسيا للتصدي للدولة الإسلامية في البلاد.
وقدمت الولايات المتحدة الدعم بما في ذلك الدعم العسكري لبعض الجماعات المعارضة خلال حكم الرئيس باراك أوباما غير أن المعارضة تقول دائما« إن هذا الدعم يقل كثيرا عما تحتاجه لمواجهة القوات الحكومية الأفضل منها عدة وعتادا.

الغرب «لا يستطيع فعل شيء»
وقال المسؤول بالمعارضة إن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها لا تولي اهتماماً يذكر بسوريا. وأضاف أن الأسد وحلفاءه «يحاولون استغلال الظروف الراهنة والدول الغربية للأسف لا تستطيع أن تفعل شيئاً».
ودعت فرنسا وهي أحد داعمي المعارضة إلى اجتماع فوري لمجلس الأمن لبحث الوضع في حلب.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو في بيان «نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن نوفر الوسائل الكفيلة بوقف الأعمال القتالية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق».
وعرقلت روسيا على الدوام محاولات الدول الغربية لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن ضد دمشق.
وتشير الروايات الواردة من شرق حلب إلى وضع إنساني مزر. وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 250 ألف مدني محاصرون ومعزولون عن العالم الخارجي. ويضطر الناس إلى التفتيش في القمامة بحثاً عن طعام مع نفاد إمدادات المساعدات وتعرض جميع مستشفيات شرق حلب لقصف متكرر.
وقالت خدمة الدفاع المدني التي تعمل في شرق حلب يوم الاثنين إنها على وشك استنفاد الوقود اللازم لتشغيل المعدات التي تستخدمها لانتشال الناس من تحت أنقاض المباني المقصوفة.
واضطر مقاتلو المعارضة تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي والهجمات البرية يوم الاثنين للانسحاب إلى خطوط يمكن الدفاع عنها بصورة أفضل على طول طريق سريع يمتد في وسط حلب على أمل أن يجعل ذلك من الأصعب على الحكومة تحقيق مزيد من المكاسب.
وقال مسؤول المعارضة إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من تحقيق الاستقرار على جبهات جديدة لكنهم يقاتلون لإيقاف الفصائل المسلحة الموالية للحكومة التي تسعى للتقدم من الجنوب.

معارك ضارية
قال المسؤول الذي يعمل مع جماعة الجبهة الشامية المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر «لا يوجد تقدم لكن القصف والمعارك لا تزال شديدة وخصوصاً في عزيزة… والبارحة ليلا كانت هناك حشود كبيرة للميليشيات الإيرانية في عزيزة».
وحاصرت الحكومة وحلفاؤها تدريجياً القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب هذا العام قبل أن تتخلى عن وقف لإطلاق النار لتشن هجوماً ضارياً في أيلول (سبتمبر).
وأجبر أحدث قتال الآلاف على الفرار. وعبر البعض خط الجبهة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ولجأ آخرون إلى جزء يسيطر عليه الأكراد من المدينة وفر عدد أكبر لمسافة أبعد في عمق المنطقة المتبقية تحت سيطرة المعارضة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وخدمة الدفاع المدني أن الغارات الجوية على حي باب النيرب في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وخلفت عشرات الجرحى والمفقودين. ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش السوري.
وقال الدفاع المدني إن الطائرات الحكومية شنت غاراتها بينما كان يحاول الناس الفرار من الحي راجلين فقتلت 25.
وقال مسؤول الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بالأمم المتحدة إن ما يصل إلى 16 ألف شخص نزحوا من شرق حلب.
وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أنه وفقاً للهلال الأحمر العربي السوري فإن عشرة آلاف شخص نزحوا إلى غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة وأن ما بين أربعة آلاف وستة آلاف فروا إلى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد. وتقول المعارضة إن آلافاً آخرين تحركوا لمسافة أعمق في المناطق التي لا تزال تسيطر عليها.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه لا يمكنه القول إلى متى سيظل شرق حلب متماسكاً.
وأضاف للبرلمان الأوروبي «بوضوح.. لا أستطيع أن أنفي – هذا تسارع عسكري ولا أستطيع القول إلى متى سيصمد شرق حلب».
وقالت روسيا إن التقدم الذي أحرزه الجيش في حلب غير بصورة كبيرة الوضع على الأرض مما سمح لأكثر من 80 ألف مدني بالحصول على مساعدات إنسانية بعد سنوات من استخدام الفصائل المسلحة لهم كدروع بشرية على حد قولها.
وقال الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان «تمكن الجنود السوريون من تغيير الوضع بشكل كبير خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وذلك بفضل العمليات المخططة بشكل جيد جداً وبتأن».
وأضاف «بشكل عملي حُررت تماما نصف الأراضي التي احتلها مقاتلو المعارضة في السنوات الأخيرة في الجزء الشرقي من حلب».
غير أن مسعفا في شرق حلب ذكر أن اسمه أبو العباس قال إنه يوجد «خوف شديد من إبادة جماعية».
وأضاف متحدثاً يوم الاثنين عن طريق موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت «بهذا الأسبوع غيرت ثلاث أماكن. بالملجأ عنا (عندنا) شهداء لم نستطع إخراجهم من شدة القصف».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق