دولياترئيسيسياسة عربية

فرنسا: مناظرة ثالثة مملة وتراشق كلامي بين المرشحين والصحفيين

فيون أقنع عدداً أكبر من الفرنسيين (33%) يليه آلان جوبيه (32%) ثم ساركوزي (18٪)

حاول كل مرشح من بين المرشحين السبعة الذين يتنافسون في الانتخابات التمهيدية باسم أحزاب اليمين والوسط إقناع الفرنسيين بأنه الرجل الأنسب لفرنسا في مناظرة ثالثة وأخيرة، قبل الدورة الأولى المقررة الأحد المقبل. لكن استطلاعا للرأي أظهر أن فرانسوا فيون هو الذي تحصل على ثقة الفرنسيين (33 بالمئة) يليه جوبيه (32) ثم ساركوزي (18 بالمئة).
 
لم تأت المناظرة التلفزيونية الثالثة التي جمعت مساء أمس الخميس مرشحي اليمين وأحزاب الوسط السبعة بأفكار جديدة، بل ميزها تراشق كلامي عنيف بين بعض المرشحين والصحفيين.
الهجمة الأولى جاءت من نيكولا ساركوزي عندما طلب منه مذيع القناة الفرنسية الثانية دافيد بوجاداس التعليق على تصريحات رجل الأعمال اللبناني الذي أكد بأنه سلم له شخصياً أموالاً ليبية.
فغضب الرئيس الفرنسي السابق كثيراً وخاطب بلهجة عنيفة صحفي القناة الفرنسية الثانية قائلاً له: «كيف تخول لك نفسك أن تطرح مثل هذا السؤال؟ هل نحن حقيقة في قناة تلفزيونية تابعة للقطاع العام ؟ لماذا لا تستحي وكيف يمكنك أن تعطي صداً لتصريحات جاءت من شخص أدين من طرف القضاء الفرنسي وحكم عليه بالسجن؟».
أما الهجوم الثاني، فلقد جاء من فرانسوا فيون الذي رفض الإجابة عن سؤال طرحه مذيع آخر وهو جان بيير ألكباش والذي طلب منه أن يفتح حواراً مباشراً مع منافسيه كما تم التفاهم على ذلك قبل بداية المناظرة.
لكن فرانسوا فيون رفض الاستجابة لطلب الصحفي واختار الحديث عن موضوع الصحة ومواضيع أخرى تهم الفرنسيين حسب رأيه. وفي رد عنيف على الصحفي، قال فيون: «ما يهم الفرنسيين هو كيفية إيجاد الحلول للمشاكل اليومية التي يعانون منها وكيف يمكن استرجاع الأمل للشباب وخلق فرص عمل جديدة لهم، وليس النقاش بين المرشحين كما تقترحونه أنتم الصحفيون».

المرشحون لم يحترموا قوانين اللعبة
مشادات كلامية أخرى وقعت بين المرشح برينو لومير والصحفي جان بيير ألكباش الذي أشار ضمنياً إلى وجود احتمال كبير في إقصائه خلال الدورة الأولى من الإنتخابات. فغضب لومير منتقداً «فرنسا الصحفيين والإعلام» قائلاً: «توجد فرنسا الصحفيين وفرنسا مستطلعي الآراء والمعلقين وتوجد أيضاً فرنسا الفرنسيين» أي فرنسا الناخبين الذين سيصوتون الأحد المقبل.
وبالرغم من أن ممثلي المرشحين اتفقوا حول مراعاة بعض قوانين اللعبة خلال هذه المناظرة، إلا أن المرشحين لم يحترموا هذه القوانين بكاملها وكان هدفهم إظهار أنفسهم بأنهم سياسيون أحرار لا يرضخون لعالم الإعلام ولا يؤمنون باستطلاعات الرأي.
وإلى ذلك، أخذت مواضيع السياسة الدولية قسطا كبيرا من الوقت خلال النقاش، مثل انتخاب دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة والحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» إضافة إلى المنعرج الجديد الذي أخذته تركيا بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي عرفته البلاد في شهر تموز (يوليو) الماضي.
وفيما يتعلق بفوز ترامب بالرئاسة الأميركية والتغييرات التي يريد إجراءها في السياسة الخارجية، فلقد اتفق جميع مرشحي اليمين والوسط على إعادة النظر في العلاقات بين باريس وواشطن بحيث تخدم مصالح فرنسا قبل كل شيء.

تطابق الرؤى بشأن السياسة الخارجية
وقال آلان جوبيه في هذا الخصوص:« يجب أن تراعي علاقاتنا مع الولايات المتحدة ثلاثة أهداف. أولاً أن ندافع ونحمي اقتصادنا من المنافسة الأميركية غير الشريفة، ثانياً أن نسرع في بناء دفاع أوروبي مشترك لحماية مصالح أوروبا في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم، ثالثاً المضي قدماً في سياسة التنمية المستدامة للمحافظة على البيئة ومقاومة التلوث والاحتباس الحراري.
نفس الشيء تقريباً قاله نيكولا ساركوزي في هذا الموضوع إذ دعا هو الآخر أوروبا إلى الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية أمام قوى اقتصادية كبرى أخرى كالولايات المتحدة والصين وفرض نفسها على المستوى الدولي وذلك بالقيام ببعض الإصلاحات كإصلاح مجلس الأمن الدولي وتوسيعه إلى بلدان أخرى. وعبر ساركوزي عن أمله  في أن تعود فرنسا وأوروبا بقوة إلى الساحة العالمية في غضون خمس سنوات على الأكثر.
وفيما يتعلق بالإرهاب اتفق جميع المرشحين على توفير كل الإمكانيات العسكرية اللازمة للقضاء على «داعش» حيث يتواجد، لكنهم رفضوا بالمقابل إرسال قوات فرنسية إلى الأرض في العراق أوالموصل أو سوريا، عدا برينو لومير الذي يعتقد العكس.
من ناحيته، دعا فرانسوا فيون إلى إنشاء تحالف عسكري مع روسيا لهزم الإرهاب في سوريا.

فيون هو الذي أقنع الفرنسيين أكثر
تركيا كانت أيضاً محل نقاش خلال المناظرة لا سيما بعد الإجراءات التعسفية التي اتخذها الرئيس أردوغان ضد بعض الصحفيين والقضاة ورجال الأمن والعسكريين وموظفي الدولة وضد كل شرائح المجتمع التركي بحجة أنهم موالون لفتح الله غولن. وبالنسبة لجوبيه وساركوزي، لا مكانة لأنقرة في فضاء الأتحاد الأوروبي.
مواضيع اجتماعية أخرى كانت أيضاً حاضرة خلال المناظرة، كالتعليم في فرنسا والمشاكل التي يواجهها قطاع الصحة والمتقاعدون، إضافة إلى شبح الفقر الذي أصبح يهدد حتى الفرنسيين الذين يملكون وظائف. ووعد كل مرشح بإيجاد حلول ناجعة في السنوات الخمس المقبلة.
وقبل نهاية المناظرة، حاول كل مرشح أن يقنع الفرنسيين في كلمات قليلة بأنه الرجل الأنسب لفرنسا والقادرعلى إخراجها من الأزمة التي تتخبط فيها.
لكن استطلاعاً للرأي أجرته قناة «بي إف إم» بعد المناظرة أظهر أن فرانسوا فيون هو الذي أقنع عدداً أكبر من الفرنسيين (33 بالمئة) يليه آلان جوبيه (32 بالمئة) فيما أتى نيكولا ساركوزي في المرتبة الثالثة بـ 18 بالمئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق