الأسبوع الثقافيجوائز

«جائزة جان سالمه» للدكتور اميل كبا

«جائزة جان سالمه» السنوية، ذهبت هذه المرة صوب الدكتور اميل كبا، وهو الأديب والشاعر والباحث والاعلامي.. ورئيس تحرير مجلة «الحكمة»، وصاحب عشرات المؤلفات التي تتناول مختلف حقول الأدب والقضايا الأدبية.. وأقيم تكريمه في قاعة «جامعة الشرق الاوسط» في مهرجان حاشد، وتوالى على المنبر عدد من الادباء والشعراء الذين تحدثوا عن المزايا الكثيرة التي يتحلى بها المحتفى به. وأدارت الاحتفال الاديبة كارين عطاللّه.

أبدأ بكلمة صاحب الجائزة الاديب والشاعر جان سالمه الذي تساءل: «هل الدكتور كبا فعلاً بحاجة الى مثل هذا التكريم، وهو الذي كرّم ويكرّم كل يوم العشرات من المبدعين واهل الفكر في مجلة «الحكمة» الزاهرة التي يرأس هو تحريرها منذ سنوات».
ومما قاله في هذا المجال: «ان من يقرأ كتابات الدكتور كبا، او يتسنى له ان يطلّع على بعض اعماله، يدرك على الفور ان وراء هذا النتاج القيّم والدراسات الفريدة، انساناً ذا ارادة حديدية وعقل موسوعي، نذر حياته لرفعة شأن الادب واعلاء رايته، كما فتح فتحاً جديداً في تاريخ لعة الضاد».

قيثارة الحب.. وسيّد البيان
البروفسور تيسير عبّاس حميّة القى قصيدة جاء في مطلعها:
قيثارة الحب منها الشعر والادب
والناي يعزف الحاناً بها طرب
وانتهى الى القول:
حييت فيه العلى فالمجد قمته
في الشعر والحب فيه الشوق يلتهب
صاغ الهوى والندى والارز وجهته
فيه الجمال سقاه العشق والترب
أكرم به علماً وافخر به قلماً
يا شاعر الفيض فيك الوجد والادب

❊❊❊
الدكتور عبدالله فرحات اعتبر ان الدكتور اميل كبا هو: «سيد البديع والبيان ساحر الكلمة والاوزان، لم ترث ولن تورث لانك فريد الابداع… عاقرات في ذرى البحر المنائر. فكلما قررت ان تمسك القلم جنت الاشرعة في كل البحور تمخر عباب الامواج تروضها بالتفاتة وعروض وقافية».

قصيدة انطوان رعد
وبدوره، القى الشاعر انطوان رعد، قصيدة عصماء ومما جاء فيها:
عيدك اليوم يا اخي فالقوافي
هازجات ونحن في مهرجان
والتلال الخضراء رنحها الشكر
كأن التلال من خيزران
وتهادى الفؤاد تيهاً لكي يرفع يا شاعري اليك التهاني
هبة الشعر نعمة قد حباها
للاخصاء مبدع الاكوان
انت جسّدتها قصائد حب
اتراها قصائد ام غوان؟

❊❊❊
وخلص الى القول:
إن يكن عاجزاً لساني عن البوح
فقد ناب خافقي عن لساني

❊❊❊

رجل استثنائي
الكاتب والشاعر ناجي نعمان، اعتبر ان اميل كبا: «لا هو نرجسي طاووسي… ولا هو وصولي تعمشق على عباقرة مريداً، واستخلفهم تغييباً».
وخلص الى القول: «ذا رجل استثنائي، امثاله الى انقراض! ذا الرجل كلماته الجوائز، انسانيته الرسالة!
ذا الرجل لم يسع لتكريم يوماً، وان لا يليق التكريم الا بأمثاله!
ذا الرجل تكريمه الفعلي نشر كتاباته المخطوطة، وما اكثرها، حبراً عطراً على ورق المعرفة».

النهر هو زمنه
تحت عنوان «النهر» توّج المحتفى به كلمته، مشيراً الى ان «النهر هو زمني، ذاك الذي قال فيه دموقرطيس: «لا يمكننا ان نغتسل بماء فيه مرتين»، والخائض غمره بقدمين عاريتين هو انا، على غرار كل خدن من اهل القلم والفن، مرسلاً العين، انحناء، عبر ثقوب البلور، في بحث عن مجهول شيء.. لم اعرف قط ما يكون، وقد لا تعرفون».
الى ان قال: «واسأل نفسي، ليل نهار أسأل: أهذه هي حقاً صورة اهل القلم والفن مرتسمة على جدار التفكر؟
ويعجزني الجواب: فانا عندما اكتب لا احيا في الحقيقة، كحال انفرادي في الماء مأخوذاً بمجهول ذاك الشيء عبر ثقوب البلور، وما الامر الا لاني كائن توق لا مخلوق حاجة، كما في تغيير لغاستون باشلار. اكتب فما احيا، وعندما اعود مبتعداً عن النهر لاعيش، افتقد الشيء، ذاك الشيء الذي لم اعرف قط ما يكون، وقد لا تعرفون».

اسكندر داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق