رئيسيسياسة عربية

فصائل شرق ليبيا ترى في فوز ترامب دعماً محتملاً لها

رحب حلفاء القائد العسكري الليبي خليفة حفتر الشخصية المهيمنة في شرق البلد المقسم بفوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية مراهنين على الحصول على مزيد من الدعم لموقفهم المناهض للإسلاميين.

ويقول محللون إن النتيجة قد تعزز الفصائل المؤيدة لحفتر التي لها صلات قوية بمصر ومتزايدة بروسيا في حين قد تخفف الدعم الغربي لحكومة تساندها الأمم المتحدة في طرابلس ويعارضها حفتر وحلفاؤه.
وانقسمت ليبيا إلى فصائل سياسية ومسلحة متنافسة بعد انتفاضة أطاحت معمر القذافي في 2011 ولا تزال منقسمة بشدة بين فصائل متمركزة في الشرق وأخرى في الغرب تساند كل منها حكومتين وبرلمانين متنافسين.
ووصل قادة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة إلى طرابلس في آذار (مارس). لكنهم فشلوا في أن يحلوا بشكل كامل محل الإدارة السابقة في طرابلس أو يفوزوا بتأييد صناع القرار السياسي في الشرق الذين يتهمون حكومة الوفاق الوطني بأنها مدينة بالفضل لفصائل مسلحة قريبة من الإسلاميين.
ويخوض حفتر وجيشه الوطني الليبي حملة عسكرية منذ عامين ضد إسلاميين وخصوم آخرين في بنغازي وأماكن أخرى في الشرق. ويشتبه كثيرون في أنه يسعى للهيمنة على السلطة في كامل أنحاء البلاد.
وحفتر متحالف مع برلمان وحكومة الشرق وقد سارعا بتهنئة ترامب على فوزه.
وقال طارق الجروشي عضو مجلس النواب الذي يرأس والده القوات الجوية التابعة لحفتر «نعم أؤيده وبقوة لأن توجهات ترامب والجمهوريين حازمة وحاسمة».
«نعم حيساعدنا (سيساعدنا) كثيراً حزب جمهوري فاهم حقيقة دواعش ومقدر موقف الجيش الليبي وانتصاراته».
وجاء في بيان من مجلس النواب لترامب «نأمل دعمكم… والدعوة إلى رفع الحظر على تسليح الجيش الليبي الذي يخوض حربا على الإرهاب».
وقالت كلوديا جازيني محللة شؤون ليبيا في مجموعة الأزمات الدولية إن من المرجح أن يتمخض فوز ترامب عن تراجع الدعم الأميركي لقيادة حكومة الوفاق الوطني التي تواجه صعوبات أو المجلس الرئاسي.
وأضافت «الإدارة الديمقراطية الأميركية هي إلى الآن أكبر مشجع للمجلس الرئاسي والموقف الأميركي بشأن ليبيا أملى في حقيقة الأمر التحالفات الدولية على الأقل بين الدول الغربية».
وقد يفيد ذلك حفتر الذي انتزع السلطة في أيلول (سبتمبر) على مرافىء نفطية رئيسية من جماعة منافسة متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني.

قوى إقليمية
وقال فريدريك ويري من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن من غير المحتمل حدوث تغير في السياسة الأميركية لمكافحة الإرهاب في ليبيا والتي شملت غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في معقله السابق في سرت لكن الدبلوماسية المكوكية «ومهمة متابعة إعادة بناء الحكومة الليبية وخصوصاً الأمن» قد تتقلص.
وأي خفض للمشاركة الأميركية في ليبيا قد يمنح قوى إقليمية حرية أكبر على التصرف. ففي السنوات الأخيرة حدث تقارب بين الفصائل الغربية بمن فيهم الإسلاميون وقطر وتركيا في حين اعتمدت الفصائل المنافسة لها في الشرق على دعم مصر والإمارات العربية المتحدة. كما أقام حلفاء حفتر علاقات مع روسيا التي طبعت الأوراق النقدية للفرع المنشق للبنك المركزي الليبي في شرق البلاد.
وقال ويري إن الاتجاهات السائدة في الشرق من حيث «الانفصال عن السياسة الحزبية وتشديد السيطرة على المجتمع المدني والمساجد والصحافة» انعكاس لما يحدث في مصر وإن العلاقات الوثيقة بين ترامب والسيسي قد «تؤثر بقوة على ليبيا».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول زعيم دولي يهنىء ترامب بالهاتف. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه مستعد لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل حكم ترامب.
وعبر بعض أنصار حفتر في ليبيا على فايسبوك عن أملهم في أن فوز ترامب قد يؤدي إلى حملة على إسلاميين في المنطقة.
وقال معارضون إنهم سيقاتلون للدفاع عن ثورة 2011 على الرغم من ذلك. وفي منشور جرى تبادله على نطاق واسع كتبته امرأة من مدينة مصراتة في الغرب «هم (الجيش الوطني الليبي) مدعومون من ترامب وروسيا والسيسي وحفتر ولكن نحن معنا الله».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق