دولياتعالم

انتخابات أميركا… كلينتون وترامب في ميزان دول الخليج

تتوجه أنظار العالم، اليوم الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة الأميركية التي ستشهد ما يصفها البعض باحدى أقوى منافسات الانتخابات الرئاسية الأميركية بل وأكثرها جدلاً بين المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون، ممثلة الديمقراطيين في البلاد.

مخطئ من يظن أن الانتخابات الأميركية شأن داخلي بحت أو أن أيا كان الرئيس فإن سياسات الولايات المتحدة، وبالتحديد السياسة الخارجية لها لن تتغير، وخصوصاً في ما يتعلق بملفات وقضايا حساسة بالنسبة الى الخليج تحديداً أو في ما يتعلق بالإسلام والمسلمين بشكل أكثر عمومية.
إلا أن أكثر التصريحات التي لفتت انتباه العالم بشكل عام، كانت لترامب حول الإسلام ودعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، الأكثر الذي فجر انتقادات واسعة يمكن القول بأنها صبت في مصلحة كلينتون التي استغلت ذلك بصورة يراها البعض ذكية عبر إحضار والد جندي أميركي قتل في العراق خلال اجتماع للديمقراطيين باعتبار أنه أحد الأشخاص الذين يريد ترامب إخراجه وعائلته من أميركا، مؤكدة على أن المسلمين جزء من النسيج الاجتماعي الأميركي، متهما ترامب بـ «الاتجار بالإجحاف وبجنون الاضطهاد».
وأثارت هذه الدعوات لترامب جدلاً واسعاً بين أوساط شخصيات ورجال أعمال ومسؤولين كبار في الخليج وفي السعودية والإمارات بالتحديد، حيث انتقد الأمير ورجل الأعمال السعودي، الوليد بن طلال، الملياردير، دونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، داعياً إياه للانسحاب، وذلك بعد دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية متذرعاً بالأمن والحماية، حيث قال الأمير السعودي: «أنت عار ليس فقط على الحزب الجمهوري بل على كل أميركا، انسحب من سباق الرئاسة الأميركية فلن تفوز أبداً».
وفي الإمارات، علق خلف أحمد الحبتور، رئيس مجموعة الحبتور، لـ CNN قائلاً: «اعتقدت، وما زالت أعتقد، أن أميركا تفتقر إلى قيادة قوية، ولكن عندما يرافق القوة الجهل والخداع، يُنتج ذلك مزيجاً ساماً يُهدد الولايات المتحدة وعالمنا».
واحدى أبرز القضايا التي أثارت علامات استفهام عديدة هي تصريحات دونالد ترامب عن طلب مبالغ مالية من المملكة العربية السعودية مقابل ما وصفها بـ «خدمات الدفاع عن المملكة» أو ما يُعرف بـ «الخوة» في حين لم تسلم كلينتون من انتقادات أثارها ترامب محملاً إياها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في العراق وليبيا.
وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك ليصّرح بأنه في حال وصل إلى البيت الأبيض، قد يُوقف شراء النفط من المملكة العربية السعودية وحلفاء عرب آخرين، ما لم تلتزم بالمشاركة بقوات برية في المعركة ضد «داعش» أو «تعوّض بشكل كبير» واشنطن لمكافحتها الجماعة المسلحة، التي تهدد استقرار الدول العربية.
وقال ترامب في تصريحات سابقة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز: «لو كانت السعودية دون عباءة الحماية الأميركية، لا أعتقد أنها كانت ستكون موجودة».

ملف سوريا
وفي الوقت الذي يركز فيه الموقف الخليجي بشكل عام والسعودي على وجه الخصوص على دور روسيا في ملف الأزمة السورية بضرورة رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد والبدء بمرحلة الانتقال السياسي، فإن موقف كلا المرشحين من موسكو يمس بصورة مباشرة السياسة الخارجية الخليجية، حيث قال ترامب إنه وفي حال اطاحة الرئيس السوري، بشار الأسد قد يؤدي ذلك إلى استبداله بشخص «أسوأ»، خلال المناظرة الرئاسية الأميركية الثالثة والأخيرة، بعد أن دعا إلى ترك روسيا للقتال في سوريا معتبراً ذلك بأنه يساعد أميركا على التخلص من الإرهابيين.
على الصعيد الآخر، فموقف كلينتون، ظهر جلياً خلال مناظراتها ضد ترامب حيث قالت: «لا تكترث روسيا لداعش. فهي مهتمة بإبقاء الأسد في السلطة». في حين دعت إلى إنشاء منطقة حظر جوي لمساعدة السوريين في الهرب، كما أنها دعمت التحقيق بالجرائم المرتكبة في حلب من قبل النظام السوري وروسيا.
صراعات مباشرة أخرى بالعراق وليبيا واليمن، وغير مباشرة أو ما يمكن تسميته بـ «الباردة» كالتوتر بين دول بالخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات من ناحية وإيران من ناحية أخرى، تبرز أهمية منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية ومن سيكون أكثر جدارة لتوليه؟
وفي الوقت الذي قدمت كلينتون نفسها على أنها ذات خبرة في هذا المجال وخصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والصورة التي انتشرت بصورة واسعة وتظهرها جالسة إلى جانب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وعدد من المسؤولين العسكريين الأميركيين في غرفة يتابعون العملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، كان ترامب قد هوجم من قبل بعض الجنرالات في الجيش وأجهزة الاستخبارات والأمن القومي الأميركي بعد تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعاً عن استعداده لإعادة وسائل الاستجواب غير التقليدية مع المشتبه بهم بقضايا إرهاب، مثل الإيهام بالغرق وغيرها، وتحذيرات من أن هناك ضباطاً قد لا يمتثلون لمثل هذه الأوامر.

الاتفاق النووي الإيراني
ملف الاتفاق النووي الإيراني والضجة الكبيرة، الذي جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات الخليجية – الإيرانية توتراً، اعتبره البعض «تخلي أميركا عن الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص» وتأكيدات مسؤولين أميركيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية، جون كيري بأن الاتفاق النووي يمنع حصول طهران على سلاح نووي ومن شأنه دعم استقرار المنطقة.

سي ان ان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق