بيئةتحقيق

الزراعة في ولاية المضيبي العمانية

لقد اهتم العمانيون منذ القدم بالزراعة وأدركوا أهميتها وفضلها حيث كانت تعد المصدر الوحيد للدخل فقد قاموا بشق الأفلاج وتسخير المساحات الواسعة ليجعلوا منها جناناً خضراء وبساتين غناء.

وكانت الزراعة قديماً في ولاية المضيبي في سلطنة عمان مثلها مثل باقي الولايات الأخرى تعتمد على الجهود الذاتية والإرادة والعزيمة القوية التي يتصف بها أبناء عمان، فهندسة بناء الأفلاج تثير في نفسك روعة التصميم، فتجد المياه تنساب رقراقة عبر سواقيه بفضل بديع الهندسة العمانية غير المسبوقة حيث لا تتدخل في تدفقه من قاع الأرض وحتى سطحها ووصوله إلى البساتين مضخات أو آلات بل هو فكر الإنسان العماني النابض بالحياة والأمل.
واستطاع العماني منذ القدم حفر الآبار التي تساعده على الزراعة والري، وانفتح الذهن بالعبقرية الفذة التي تميز بها فاستحدث «المنجور» لإخراج الماء من الآبار.
ويبلغ عدد الأفلاج في ولاية المضيبي 143 فلجاً منها الغيلية وأكثرها داؤدي ومن هذه الأفلاج ما هو كبير ومشهور ويتميز ببعد منابعه وغزارة مائه وسعة مساقيه في كثير من بلدات الولاية.
ومنذ مطلع النهضة الحديثة على هذه الأرض الطيبة تفجرت ينابيع الخير والنعم على عمان، فأضحت روضة غناء وجنة فيحاء حيث نالت الزراعة في هذه الولاية نصيبها الوافر من هذه الخدمات، فقد قامت الحكومة بالنهوض بالزراعة وتنميتها لما لها من دور بارز في الدخل القومي وباعتبارها ثروة من ثروات الوطن وذلك عن طريق تشجيع المزارعين على مواصلة العمل بالزراعة من خلال تقديم القروض والتسهيلات لهم وتطوير طرق الزراعة والري وإدخال الأساليب الحديثة في الحراثة والزراعة كأنشـاء البيوت المحمية وتوفير البذور والأسمدة وكيفية استعمالها مما أدى الى رفع كفاءة المزارع عملاً وإنتاجاً.
ولولاية المضيبي باع كبير في الزراعة لكثرة أفلاجها ورقعتها الزراعية الممتدة حيث حول أبناؤها سهولها وصحاريها إلى مزارع غناء منبسطة وحدائق مزهرة فاهتموا بالزراعة وتسابقوا إلى البناء فتجد هناك الكثير من المناطق والقرى والمدن امتدت رقعتها الزراعية، كما استحدثت مناطق زراعية حديثة في الولاية كوادي عندام، والقويعة، والتلول، والشويعي، والعقدة، والغبرة وغيرها.
كما اهتم أبناء الولاية بزراعة مختلف أنواع المحاصيل أهمها النخيل بأصنافها المختلفة والليمون، والفافاي، والموز، والعنب، والفرصاد، والسفرجل، والمانغو، وتشتهر بلدة «الروضة» بإنتاج أجود أنواع العنب كما تشتهر بلدتا «بعد» «ومزبر”» بزراعة السفرجل.
وتشير نتائج التعداد الزراعي إلى أن المساحة الكلية لمزارع ولاية المضيبي تبلغ حوالي 9000 فدان، حيث يبلغ  المزروع منها ما يقارب  5594 فداناً وتمثل مساحة النخيل منها حوالي 4997فداناً إي ما يقارب 552452 شجرة نخيل.
وتعــد دوائر التنمية الزراعية في «سناو» «وسمدالشأن» من المؤسسات الخدمية المهمة، حيث تقوم بتقديم العديد من الخدمات للمزارعين ومربي الماشية، وتشمل هذه الدوائر عدداً من الأقسام كـقسم الإرشاد الزراعي، والوقاية، وقسم الإحصاء، وقسم البيطرة والإنتاج الحيواني والنحل.
ويقوم قسم الإرشاد الزراعي بعمل برنامج سنوي يتضمن إقامة الندوات الإرشادية والزيارات المجانية للمزارعين وإقامة الحقول الإرشادية النموذجية، ويكون التركيز على الأصناف ذات الإنتاجية العالية والتي تتناسب مع ظروف المنطقة، وأيضاً على الطرق الزراعية التي تتناسب مع كل صنف، والأسمدة المناسبة لكل محصول وموعد وطرق إضافتها، بالإضافة الى إدخال تقنيات حديثة مثل أنظمة الري الحديثة، عن طريق نظام الدعم الذي يصل إلى 75% من القيمة الإجمالية لأنظمة الري الحديث بالإضافة إلى إقامة البيوت المحمية.
وفي مجال الوقاية هناك برنامج سنوي أيضاً يشمل العديد من البرامج التي تخدم مختلف فئات المزارعين من ضمنها، برنامج الرش الجوي والأرضي لمكافحة حشرة دوباس النخيل (المتق) كما يوجد برنامج يهدف إلى التقليل من استخدام المبيدات الكيماوية التي ظهر أثرها السيىء على البيئة والطبيعة خصوصاً عند إساءة استعمالها لذلك تم التركيز على المكافحة بالطرق الأكثر أماناً على البيئة كـأستخدام المصائد الفرمونية والمكافحة الحيوية بالإضافة إلى متابعة ظهور أسراب الجراد الصحراوي ومقاومتها في الوقت المناسب، كما أن هناك برنامج دعم معدات ومكائن الرش.
ويقوم قسم الإحصاء الزراعي بالعديد من البرامج كحصر المحاصيل التي تزرع بالمنطقة وتقدير الإنتاجية لبعض المحاصيل خصوصاً التي أدخلت إلى المنطقة حديثاً بالإضافة إلى معاينة المزارع وإصدار البطاقات الزراعية التي توضح الأنشطة المختلفة لهذه المزارع
كما يقوم قسم البيطرة والمتمثل في العيادة البيطرية بعلاج الحيوانات بالإضافة إلى التحصين ضد الأمراض الوبائية. وأما بالنسبة الى الإنتاج الحيواني فتقوم المراكز بتوجيه المزارعين إلى اتباع الأساليب الحديثة في التربية من حيث التغذية والإيواء والرعاية الصحية وذلك بإقامة الحظائر النموذجية والترشيد في استخدام الأعلاف المركزة واختيار السلالات الجيدة والاهتمام بنظافة وصحة الحيوان لضمان جودة الإنتاج.
وقد تم حديثاً  في ولاية المضيبى إدخال برنامج تربية النحل إلى مراكز التنمية الزراعية وذلك لأهمية العسل وفوائده الكثيرة حيث يتم تشجيع الشباب وتدريب المزارعين على التربية الحديثة لخلايا النحل لضمان رفع الجودة والإنتاجية. وهناك وسائل عدة لتحقيق ذلك كـــــتوفير الخلايا الحديثة وإظهار مميزاتها والسلالات التي تتناسب مع ظروف المنطقة، وتوفير نماذج للتقنيات الحديثة في تربية النحل مثل الفرازات والأقنعة وغيرها، وتعتبر الولاية من الولايات المتقدمة في إنتاج العسل.
الجدير بالذكـر أن دوائر التنمية الزراعية تقوم ببرنامج سنوي لتوزيع الشتلات المحسنة مجاناً على مزارعي الولايـة مثل الليمون والمانغو والسفرجل اليحمدي والسفرجل العماني والبرتقال والموز وكذلك فسائل النخيل حيث تمتاز هذه الشتلات بالنوعية الجيدة ذات المحصول الوافر والمبكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق