أبرز الأخبارسياسة عربية

القوات العراقية تتوغل في الموصل للمرة الأولى والعبادي يدعو داعش للاستسلام

قال قائد قوة إن القوات العراقية اخترقت دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية في ضاحية شرقية بالموصل يوم الاثنين لتأخذ المعركة إلى معقل المتشددين داخل حدود المدينة للمرة الأولى.
وجاء القتال بعد أسبوعين من تقدم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة التي أخلت المناطق المحيطة بالموصل من المتشددين في المراحل المبكرة من أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي أطاح صدام حسين في 2003.
وقال قادة إن المعركة لاستعادة المدينة آخر معقل للتنظيم المتشدد في العراق قد تستغرق أشهراً.
وتقدمت قوات من وحدة مكافحة الإرهاب في الجيش صوب جوجالي وهي منطقة صناعية على المشارف الشرقية.
وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب اللواء عبد الغني الأسدي للتلفزيون الرسمي إن قواته وصلت إلى مشارف حي الكرامة داخل المدينة.
وشاهد مراسل لرويترز في قرية بزواية أعمدة من الدخان ترتفع من منطقة مشيدة على بعد بضعة كيلومترات قال أحد القادة إنها نتيجة الاشتباكات الدائرة داخل حي الكرامة.
وقال مصدر مخابراتي من قوات البشمركة الكردية إنه تلقى تقريراً يقول إن سبعة من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في حي عدن المقابل للكرامة وإنه جرى تدمير مركبتين أيضاً.
وذكر التلفزيون الرسمي العراقي أن هناك اشتباكات أيضاً داخل المدينة بين مقاتلي التنظيم وسكان المدينة الذين انتفضوا ضدهم.
وقال المصدر المخابراتي الكردي إن «عناصر المقاومة» هذه فتحت النار على وحدة شرطة تابعة للدولة الإسلامية في حي الانتصار جنوبي الكرامة وإن المقاتلين المسلحين انتشروا في الشوارع عبر المدينة خوفاً من الانتفاضة في ما يبدو.
ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من التقرير. وتأمل الحكومة وحلفاؤها الأميركيون أن تساعد انتفاضة داخل المدينة في تخفيف قبضة المقاتلين على المدينة التي احتلوها في 2014 وأعلنوا منها دولة الخلافة.
وستكون المعارك المقبلة في مدينة لا تزال موطناً لنحو 1،5 مليون شخص أكثر تعقيدا من استعادة السيطرة في الآونة الأخيرة على قرى مسيحية وسنية وبلدات خارج المدينة والتي خلت تقريباً من سكانها.
والموصل أكبر بكثير من أي مدينة أخرى تحت سيطرة التنظيم وحذرت الأمم المتحدة من أنه في أسوأ الحالات فإن مليونا من سكانها قد ينزحون بشكل مفاجىء الأمر الذي سيستلزم أكبر عملية إغاثة إنسانية.

«إما يستسلمون أو يموتون»
وبدأت قوات الأمن العراقية ومقاتلو البشمركة الكردية الهجوم في 17 تشرين الأول (اكتوبر) بدعم جوي وبري من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
وقال الميجر جنرال روبرت جونز البريطاني نائب قائد وحدة الاستراتيجية والدعم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية لرويترز «إنهم يحققون تقدماً متأنياً. يسيرون وفقاً لجدولهم».
والسيطرة على الموصل ستكون هزيمة فعلية للمتشددين في الجانب الذي يقع بالأراضي العراقية من دولة «الخلافة» التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل عامين.
ويخوض المعركة ضدهم 50 ألف جندي عراقي وشرطي ومقاتل من البشمركة بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. كما انضم أيضاً آلاف من المقاتلين الشيعة الذين تدعمهم إيران إلى الحملة غربي المدينة قبل يومين.
وعبر زعيم أكبر فصيل شيعي عراقي تدعمه إيران عن أمله يوم الاثنين في ألا يطول أمد معركة الموصل وألا تكون للمعركة آثار مدمرة مثل المعركة التي تخوضها فصائل شيعية متحالفة في مدينة حلب السورية.
وقال هادي العامري قائد منظمة بدر للصحفيين في الزرقاء جنوبي الموصل «نخشى أن تتحول الموصل إلى حلب أخرى لكننا نأمل ألا يحدث ذلك».

سياسات الأرض المحروقة
يرد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على الحملة التي بدأت قبل أسبوعين بهجمات انتحارية بسيارات ملغومة ونشر القناصة وإطلاق قذائف المورتر.
وقال التنظيم يوم الاثنين إنه نفذ عملية انتحارية ضد قافلة مشتركة للجيش والفصائل الشيعية جنوبي الموصل. ولم يذكر تقديرات للخسائر.
ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة وقرويون تحدثوا لرويترز إن المتشددين أشعلوا النار في آبار نفط لتغطية تحركاتهم ونقلوا آلاف المدنيين من القرى إلى الموصل لاستخدامهم دروعا بشرية.
كما أضرموا النار في النفط ليكون ستاراً من الدخان الأمر الذي تسبب في اختناق المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «سياسات الأرض المحروقة التي ينفذها أعضاء الدولة الإسلامية المتقهقرون لها تأثير صحي فوري على المدنيين كما قد يكون لها آثار بيئية وصحية على المدى البعيد».
ولم تذكر الأطراف المتحاربة تقديرات للخسائر في صفوفها أو صفوف المدنيين. ويقول كل طرف إنه قتل المئات من خصومه.
ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية إلى الاستسلام. وفي كلمة بثها التلفزيون الحكومي، ظهر العبادي بالزي العسكري وقال «لا خيار أمامهم. أما أن يستسلموا أو أن يموتوا».
وفي الوقت ذاته تتقدم وحدات الجيش من الجنوب.
وقال العبادي، القائد العام للقوات المسلحة العراقية: «سنحاصر داعش من جميع الزوايا وان شاء الله سنقطع رأس الأفعى. لن يجدوا طريقاً للفرار».
ويقول إيان بانيل مراسل بي بي سي الذي يرافق قوات مكافحة الإرهاب على مشارف الموصل إن تقدم القوات شهد بعض المقاومة الاثنين.
وقال إن القافلة استهدفتها سيارات ملغومة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
واستعادت وحدات من الجيش العراقي بعض القرى إلى شرق وشمال وجنوب الموصل الاثنين، حسبما قال الجيش العراقي.
ودخل المئات من أفراد وحدة مكافحة الإرهاب قرية بزواية، وهي آخر قرية قبل حدود المدينة، بعد شنهم هجوما فجر الإثنين.
وقال إيان بانيل، مراسل بي بي سي المرافق للقوات، إنها واجهت بعض المقاومة والاستهداف بسيارات مفخخة.
وفي هذه الاثناء تتقدم وحدات من الفرقة التاسعة نحو الموصل من جهة الجنوب.
وكان الجيش قد أعلن بدء عملية استعادة «الضفة اليسارية» من الموصل، في إشارة إلى الجهة الشرقية من نهر دجلة، الذي يخترق المدينة من الشمال إلى الجنوب.
وقال مراسل بي بي سي إن الهجوم على قرية بزواية التي تبعد حوالي 3 كم عن الموصل بدأ في ساعة مبكرة من يوم الإثنين.
وتقدم مئات الجنود في عربات مصفحة ودبابات وجرافات نحو القرية، تساندهم طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وأعلن قائد عملية «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير يارالله دخول بزواية ورفع العلم العراقي فيها.
وقال المراسل إن مجموعة من أفراد الجيش تقوم بفحص أجزاء مختلفة من ضواحي الموصل، بينما تعد القيادة خطة للعملية المقبلة.
وقال ضابط برتبة عالية لوكالة أسوشييتد برس إنهم يخططون لدخول ضواحي المدينة في ساعة متأخرة الإثنين، بينما قال آخر لوكالة أنباء رويترز إن القتال وصل إلى ضاحية الكرامة، لكن الجنرال عبدالوهاب الساعدي نفى دخول الكرامة، في حين أكد التحرك نحو ضاحية كوكجلي الصناعية.
وكان الاعتقاد السائد أن وحدات مكافحة الإرهاب ستنتظر وصول الجيش والحلفاء الآخرين قبل التحرك نحو ضواحي الموصل.
وكان الفريق الركن يارالله قد أعلن في وقت سابق أن الفرقة التاسعة بسطت سيطرتها على قرية علاك.
واستولت وحدات تابعة للجيش على عدد آخر من القرى جنوب شرق وشمال الموصل.
ويشارك في العمليات حوالي 50 ألفاً من قوات الأمن وافراد البشمركه الكردية ورجال العشائر السنة ومسلحون شيعة.
وسقطت الموصل في يد التنظيم في حزيران (يونيو) 2014، واختار زعيمه أبو بكر البغدادي مسجداً في المدينة لإعلان قيام ما وصفه بـ «دولة الخلافة».
وقبل بدء عملية الموصل يوم 17 تشرين الأول (اكتوبر)، كان يعتقد أن ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف من مسلحي التنظيم في المدينة، إضافة إلى نحو 1،5 مليون مدني.
وفر من المدينة نحو 17700 شخص من سكانها حتى الآن، ووفقاً لأسوأ تقديرات الأمم المتحدة قد يفر من المدينة نحو 700 ألف شخص.

رويترز/بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق