دولياتعالم

لهجة اوروبية متشددة ضد دور روسيا في سوريا وتهديد بعقوبات

شدد قادة الاتحاد الاوروبي الـ 28 الخميس لهجتهم للتنديد بدور موسكو في النزاع السوري وخصوصا قصف حلب واكدوا ان «كل الخيارات» تبقى مفتوحة بما يشمل فرض عقوبات.
وفيما دخلت الهدنة الانسانية التي اعلنت عنها روسيا في حلب في شمال سوريا حيز التنفيذ صباح الخميس، اعلن رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك ان الاوروبيين يجب ان يبقوا كل الخيارات مفتوحة.
وقال عند وصوله لحضور القمة في بروكسل انه على الاتحاد الاوروبي ان يبقي جميع الخيارات مفتوحة في التعامل مع روسيا «بما في ذلك فرض عقوبات في حال استمرت الجرائم».
واعتباراً من مساء الاربعاء لوح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برلين بالتهديد بفرض عقوبات على موسكو.
والخميس اعلن هولاند ان «كل الخيارات مفتوحة» في ظل عدم فرض هدنة دائمة.
من جهتها، دعت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاتحاد الاوروبي الى رد «قوي وموحد» على «الفظائع» التي ترتكبها روسيا في سوريا، وذلك لدى وصولها الى بروكسل حيث تشارك للمرة الاولى في قمة للاتحاد الاوروبي.
وتعرضت الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في حلب لقصف مكثف منذ 22 ايلول (سبتمبر) من قبل النظام السوري وحليفه الروسي.
ونصت مسودة اتفاق حصلت عليها وكالة فرانس برس ان كل الخيارات ممكنة «بما يشمل عقوبات اضافية تستهدف الجهات الداعمة لنظام» الرئيس السوري بشار الاسد.
وتطرق نص سابق اعتمده وزراء خارجية الدول الاعضاء مساء الاثنين الى عقوبات جديدة محتملة ضد «سوريين» يدعمون النظام . ولم تعد الاشارة الى الجنسية السورية موجودة في مسودة الاتفاق، ما يعني عملياً عدم استبعاد القمة فرض عقوبات على الروسن الداعمين الاساسيين لنظام الرئيس بشار الاسد.
وسيبحث قادة الدول الـ 28 سياستهم الطويلة المدى حول روسيا الى طاولة عشاء خلال القمة لكن الانقسامات حول مدى التشدد مع روسيا تبقى واضحة.
كما ستطرح خلال القمة مسألة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي مع حضور رئيسة الوزراء تيريزا ماي للمرة الاولى، فيما يبحث القادة ايضاً مواضيع تثير انقساما مثل ازمة الهجرة والاتفاقية التجارية المثيرة للجدل مع كندا.

وضع «غير انساني» في حلب
واكدت ميركل عند وصولها الى بروكسل ان ما يجري في حلب «بدعم من روسيا، غير انساني حيال السكان المقيمين هناك».
ودعت الى تطبيق وقف اطلاق نار «لمدة طويلة» وذلك بعدما اعلنت روسيا عن تمديد «الهدنة الانسانية» السارية في حلب منذ صباح الخميس مدة 24 ساعة.
واعلنت الامم المتحدة في وقت سابق انها تلقت وعداً من موسكو بتمديد الهدنة حتى السبت.
وتزامن توقيت دخول الهدنة في حلب حيز التنفيذ مع القمة الاوروبية، ما يعكس ربما كيف يلعب الكرملين على ورقة الانقسامات في اوروبا.
ويظهر الانقسام خصوصاً بين دول شرق اوروبا التي تتخوف من وجود روسيا قرب حدودها ودول بقيادة ايطاليا واليونان التي تتخوف من خسارة شريك تجاري مهم.
وسيصدر قادة الاتحاد الاوروبي بيانا يدينون فيه «بشدة الهجمات التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه وخصوصاً روسيا على المدنيين في حلب»، داعياً الى «وقف فوري للاعمال القتالية» للسماح بايصال المساعدات الانسانية الى المدنيين «من دون عائق».
ويفرض الاتحاد الاوروبي حالياً عقوبات اقتصادية واسعة على روسيا بسبب النزاع الاوكراني اتخذت بعد اسقاط الطائرة الماليزية فوق الاراضي الخاضعة للمتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا عام 2014.
وسيبحث القادة الاوروبيون تمديدها لستة اشهر إضافية خلال القمة المقبلة في كانون الاول (ديسمبر).
وسيبحث قادة الاتحاد الاوروبي ايضا مع رئيسة الوزراء البريطانية خططها بالنسبة الى تفعيل آلية خروج بريطانيا من الاتحاد، وكذلك اتفاقات مساعدة دول افريقية على مواجهة اسوأ ازمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
في هذا الصدد، حذر الرئيس الفرنسي الخميس تيريزا ماي من انها اذا ارادت «بريكست صعباً» فان مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي ستكون صعبة كذلك.
من جانب اخر، عرضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 خطة لفتح «حوار» مع القوى الاقليمية والتمهيد لعملية انتقال سياسي وإعادة البناء في سوريا.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق