متفرقاتمدن

عالم الليل والسهر في لندن «حزين»… انقذوا «فابريك»!

فقد قطاع السهر في لندن احد اشهر ركائزه مع اقفال ملهى «فابريك» اخيراً بقرار من السلطات المحلية اثر وفاة اثنين من رواده جراء تناولهما جرعة زائدة من المخدرات، ما يثير مخاوف لدى رواد الحياة الليلية المعروفة بصخبها في العاصمة البريطانية.

ويعرف كثر من رواد النوادي الليلية في لندن هذا الملهى الواقع خلف سوق «سميثفيلد ماركت» للحوم قرب حي لندن سيتي المالي. وقد حقق «فابريك» على مدى 17 سنة منذ انشائه سنة 1999 نجاحاً كبيراً لدرجة ان الرواد كانوا يضطرون للانتظار في طوابير طويلة قبل الدخول اليه.
لكن لم يتبق من هذا النادي الليلي اليوم الا باقات ورد ورسائل تركها رواد احزنهم القرار بتصفية هذا الملهى، ومن بينهم اوفيلي التي تأسف لنهاية «ملجأ لكل باحث عن السلام عبر الشغف بالموسيقى».
وقد صدر حكم الاقفال في حق هذا الملهى في مطلع ايلول (سبتمبر).
فبعد وفاة شابين من رواد الملهى، قرر المجلس البلدي في ايزلينتون التي يتبع لها نادي «فابريك»، سحب الترخيص من هذه المؤسسة بسبب اتهامها بالترويج لآفة المخدرات وعجز موظفيها عن مراقبة هذا الوضع.
وبفعل هذا القرار، يسود ذهول لدى رواد السهر في لندن وخارجها، حتى أن غولدي وهو منسق اسطوانات شهير يهدد بـ «إذابة» ميداليته التكريمية برتبة الامبراطورية البريطانية احتجاجاً على اقفال الملهى.

«لحظة حزينة»
وقد وصف ملهى «مينيستري اوف ساوند»، المنافس الشرس لـ «فابريك»، اقفال الملهى بأنه «يوم حزين» لعالم الليل وسط جدل بشأن احقية القرار الصادر عن المجلس البلدي المحلي.
وقد اتهمت صحيفة «ذي اندبندنت» المجلس بتدبير قرار الاقفال منذ زمن بعيد لأن «فابريك» كان بحسب الصحيفة يحقق ارباحاً طائلة غير أنه لم يكن يدر على السلطات البلدية اموالا وفيرة.
ونفى رئيس رابطة العاملين في قطاع الملاهي الليلية الان ميلر نفياً قاطعاً الاتهامات الموجهة لنادي «فابريك» بالترويج للمخدرات. وأكد لوكالة فرانس برس أن الملهى كان يعتمد معايير للسلامة هي من الافضل في القطاع.
هذا الموقف شاطرته فيونا ميشام استاذة علم الجريمة في جامعة دورهام والمسؤولة عن هيئة «ذي لوب» للوقاية من المخدرات في الملاهي الليلية والمهرجانات، فقد اوضحت أن «فابريك» كان يتحمل «مسؤولياته» بما يشمل عمليات تفتيش دقيقة للرواد وحضور افراد من الطواقم الصحية.
غير أن القضاء بالكامل على المخاطر شبه مستحيل، اذ قالت ميشام «لا يمكن تفتيش كل التجويفات في الجسم. سيكون هناك دائماً مخدرات في الملاهي الليلية، على غرار الوضع في السجون».
وتتخذ هذه المشكلة ابعاداً اكبر في لندن المصنفة عاصمة اوروبية للكوكايين وثاني اكبر المدن لناحية استهلاك مخدر الاكستاسي، وفق المرصد الاوروبي للمخدرات والادمان.
ويكفي التجول في العاصمة البريطانية خلال الليل لملاحظة هذا الوضع. ففي احد اشهر الملاهي الليلية في المدينة، لاحظ مراسل لوكالة فرانس برس وجود بائعي مخدرات امام الموقع وفي الداخل ايضاً.
لكن الان ميلر رأى ان تحميل النوادي الليلية المسؤولية عن تناول المخدرات ينطوي على «نفاق» دفع ملهى «فابريك» ثمنه. وهذا الامر قد يفقد بحسب منتقديه العاصمة البريطانية جزءاً من فرادتها كعاصمة عالمية في قطاع السهر.
كذلك فإن «فابريك» ليس حالة معزولة في هذا المجال. فخلال السنوات الثلاث الاخيرة، اقفلت حوالي عشرة من اكبر النوادي الليلية في لندن ابوابها من دون ظهور بدائل لها، بسبب التشريعات المتشددة وارتفاع اسعار الايجارات وفق الان ميلر.
غير أن الامل لا يزال قائماً بالنسبة الى رواد السهر، وهو يتمثل بالطعن القضائي المقدم من «فابريك» بدعم من هبات مقدمة من رواد الملهى ومؤيديه عبر الانترنت تحت شعار «انقذوا فابريك، انقذوا الحياة الليلية، انقذوا ثقافتنا».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق