رئيسيسياسة عربية

مقاتلو المعارضة السورية يخلون بلدتين في ضواحي دمشق وفقاً لاتفاق مع الحكومة

قال سكان ومقاتلون في صفوف المعارضة إن المئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم غادروا بلدتين كانتا تخضعان لسيطرة المعارضة على الأطراف الشمالية لدمشق وفقا لاتفاق مع الحكومة التي تدفع معارضيها لمناطق يسيطرون عليها بعيداً عن العاصمة.
وجاء الإخلاء بعد أن حدد الجيش لقادة البلدتين – وهما الهامة وقدسيا – مهلة لإخراج مئات عدة من المقاتلين من البلدتين أو التعرض لهجوم شامل. وكانت البلدتان تتمتعان بهدوء نسبي وفقا لاتفاقات هدنة محلية.
وتقول الحكومة إن اتفاقات العفو المشابهة نموذج قابل للتنفيذ لإحلال الأمن والسلام بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب الأهلية لكن معارضيها يقولون إنها تجبر المقاتلين السنة وأسرهم على ترك منازلهم في بلداتهم مما قد يخلق واقعاً ديموغرافياً جديداً ويصعد التوترات الطائفية.
وقال أحد السكان إن 14 حافلة غادرت البلدتين وعلى متنها نحو 400 مقاتل وأسرهم بما يجعل إجمالي عدد من تم إجلاؤهم يزيد عن ألفي شخص على مدى يومين لنقلهم لمناطق أخرى خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا.
وقال يوسف الحسناوي وهو ساكن وعضو في مجلس المعارضة المحلي إن النظام لم يمنحهم خيارات فقد قال لهم غادروا أو نفتح عليكم أبواب الجحيم.

«تشريد قسري»
صعد الجيش في الأيام الأخيرة من قصفه على الغوطة الشرقية وهي منطقة فيها مزارع ومدن تمتد شمال شرقي دمشق وتخضع لسيطرة المعارضة منذ بدء الانتفاضة في 2011.
كما قصف النظام بلا هوادة مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين في الغوطة الغربية على مدى الشهرين الماضيين في إطار مساعي الجيش لطرد مقاتلي المعارضة منه.
وانتقدت الأمم المتحدة اتفاقات إخلاء البلدات والمدن الذي تقول إنها أرست سابقة مقلقة لإعادة توطين المدنيين قسرا من المناطق المحاصرة التي استخدم فيها التجويع كسلاح لإجبار المقاتلين على الاستسلام.
وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر إن الحكومة أرادت من الأمم المتحدة الإشراف على عمليات الإجلاء في قدسيا لترى بنفسها كيف تساهم اتفاقات الهدنة المحلية في تهدئة النقاط الساخنة حول العاصمة.
وقال حيدر إن الأمم المتحدة لم ترغب في المشاركة ولم تستبعدها دمشق وأضاف أن الحكومة أرادت وجودهم على الأقل كشهود على تنفيذ ما وصفه بالنموذج القابل للتنفيذ لإحلال الأمن والسلام.
ويقول المعارضون لعمليات الإخلاء إن علويين وعائلات للمسلحين الشيعة المدعومين من إيران ويحاربون في صف الجيش يحلون محلهم في المناطق ذات الأغلبية السنية.
وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض ومقره تركيا إن عمليات التشريد القسرية تهدف لتغيير التوزيع السكاني بدعم كامل ممن وصفهم بقوات الاحتلال الإيرانية والروسية.
وتقع بلدتا الهامة وقدسيا على طريق استراتيجي متجه نحو الحدود اللبنانية التي تقول المعارضة إن حزب الله المتحالف مع الجيش السوري يريد تعزيز وجوده فيها لتأمين إمدادات من الأسلحة والقوات إلى دمشق.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق