رئيسيسياسة عربية

عدد من قادة العالم يحضرون جنازة شمعون بيريس

يحضر عدد كبير من قادة العالم جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ورئيس الدولة شمعون بيريس، الذي توفي الأربعاء عن 93 عاماً.

ويحضر مراسم الجنازة في القدس أكثر شخصيات العالم قوة الجمعة، ومن بينهم رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما.
وكان بيريس قد نقل إلى المستشفى قبل أسبوعين بعد إصابته بجلطة، واضطر الأطباء إلى إدخاله في غيبوبة حينها لمنع وصول النزيف إلى دماغه. وساءت حالته الصحية أخيراً.
وقبل رئاسته للدولة، شغل بيريس مناصب عدة خلال سبعة عقود شملت منصب رئاسة الحكومة ثلاث مرات. كما عمل وزيراً للخارجية والمالية في حكومات متعاقبة.
وفي عام 1994 مُنح بيريس جائزة نوبل للسلام مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الراحل اسحق رابين عقب توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين.
وكان بيريس صرح في إحدى المناسبات بأن «الفلسطينيين هم أقرب جيراننا. وأرى أنهم يمكن أن يكونوا أقرب أصدقائنا».
وتوفي بيريس في المستشفى بالقرب من تل أبيب في وقت مبكر من الأربعاء، وحوله أفراد عائلته.
وأدخل وحدة العناية المركزة في مركز «شيبا» الطبي بعد أن تعرض لجلطة كبيرة في 13 أيلول (سبتمبر) الجاري.
ونعى الرئيس الأميركي باراك أوباما بيريس ووصفه بأنه «صديقه العزيز».
وقال في بيان إن بيريس «كان يهتدي برؤية للكرامة الإنسانية والتقدم، وكان يدرك أن الناس ذوي النوايا الحسنة يمكنهم المضي قدماً معاً».
ومن بين قادة العالم الآخرين الذين سيحضرون الجنازة، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، والرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، ورئيس الوزراء الأسترالي، مالكوم تيرنبول، والرئيس المكسيكي إنريك بينا نيتو.
وأرسل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خطاب عزاء إلى أسرة بيريس، «معبراً عن أسفه وحزنه».
وليس من الواضح إن كان عباس سيحضر الجنازة.
لم يكن والدا بيريس يهوديين متشددين، لكن بيريس درس التلمود في صغره على يد جده، وأصبح ملتزماً دينياً.
وفي عام 1934، انتقلت الأسرة إلى فلسطين، التي كانت تقع تحت الانتداب البريطاني آنذاك، لتلحق بالأب الذي كان قد هاجر قبل عامين، واستقرت في تل أبيب.
وتخرج بيريس في مدرسة الزراعة، وعمل في المستعمرات الزراعية (الكيبوتز). وانخرط في العمل السياسي وكان في سن 18 عاماً عند انتخابه سكرتيرا للحركة العمالية الصهيونية.
وفي عام 1947، عينه رئيس وزراء المؤسس لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، في منصب المسؤولية عن الأفراد وصفقات الأسلحة في الميليشيات الصهيونية التي عُرفت باسم «الهاغاناه»، وكانت نواة الجيش الإسرائيلي لاحقاً.
واستطاع بيريس إبرام صفقة مع فرنسا لإمداد الدولة الوليدة بطائرات ميراج المقاتلة، وكذلك تأسيس منشأة نووية سرية في ديمونة.
وانتُخب بيريس عضوا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيسيت) عام 1959، عن حزب ماباي، الذي انبثقت عنه الحركة العمالية الحديثة في إسرائيل. وعُين آنذاك نائباً لوزير الدفاع.
واستقال لاحقاً عام 1965 بعد الاشارة اليه في سياق تحقيق اعيد فتحه في عملية «سوزانا»، وهي خطة إسرائيلية لقصف أهداف بريطانية وأميركية في مصر عام 1954 في محاولة للتأثير على بريطانيا لعدم سحب قواتها من سيناء.
وكشفت مراجعة التحقيق الأصلي عن عدم اتساق الشهادات. وغادر كل من بيريس وبن غوريون حزب ماباي لتأسيس حزب جديد.
كان بيريس وزيراً للدفاع في عام 1976 حينما حول مختطفون فلسطينيون طائرة من إسرائيل إلى عنتيبي في أوغندا، وأشرف على عملية إنقاذ ناجحة لأكثر من 100 رهينة.
وبعد أن كان في السابق أحد أنصار بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، أصبح بيريس لاحقاً أحد دعاة السلام البارزين، بل ومتحدث عادة عن الحاجة لقبول تنازلات أمام المطالب الفلسطينية بالحق في الأراضي.
واستمر بيريس في أداء دور بارز على الساحة السياسية حتى سن الشيخوخة، وكان ذلك في أغلب الأحيان من خلال مركز بيريس للسلام غير الحكومي، والذي يشجع على تحسين العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال في تصريح له عام 2013 إنه «لا يوجد بديل للسلام، وليس هناك اي معني للحرب».
وشغل بيريس منصب رئيس البلاد لمدة سبعة أعوام، حتى استقال عام 2014، وكان آنذلك أكبر الرؤساء سناً في العالم.

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق