رئيسيسياسة عربية

مواجهة بين عباس ونتانياهو في الامم المتحدة حول الاستيطان

بدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على طرفي نقيض الخميس في الجمعية العامة للامم المتحدة وتواجها في كلمتيهما حول النزاع المستمر منذ عقود والمستوطنات في الضفة الغربية.
وتشهد اسرائيل والاراضي الفلسطينية فورة عنف منذ تشرين الاول (اكتوبر) ادت الى مقتل 230 فلسطينياً و34 اسرائيلياً، يعزوها المحللون الى احباط فلسطيني بسبب اعمال البناء الاستيطانية وانقسام القيادة الفلسطينية وعدم احراز اي تقدم في جهود السلام.
القى الرئيس الفلسطيني خطابه اولاً امام الجمعية العامة منتقدا توسع المستوطنات الاسرائيلية. وانتخب عباس رئيساً فلسطينياً قبل 11 عاماً وتقتصر سلطته حالياً على الضفة الغربية فيما تسيطر حركة حماس الاسلامية على قطاع غزة.
وقال عباس محذراً «أن ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من تنفيذ لخططها في التوسع الاستيطاني، سيقضى على ما تبقى من أمل لحل الدولتين على حدود 1967».
بعده بفترة قصيرة شغلها خطاب رئيس وزراء النروج اتى دور نتانياهو الذي ناقض مباشرة اقوال عباس في كلمته على المنصة.
وقال ان «هذا النزاع ليس حول المستوطنات او اقامة دولة فلسطينية، ولم يكن كذلك في اي وقت»، وتابع «بل انه لطالما كان حول وجود دولة يهودية».
وشدد نتانياهو على ان «جوهر النزاع يكمن في رفض الفلسطينيين المستمر الاعتراف بالدولة اليهودية اياً كانت حدودها».
كما ذكر مدن حيفا ويافا وتل ابيب في اسرائيل قائلاً «هذه هي في الحقيقة المستوطنات التي يعترض عليها» الفلسطينيون.
غير ان نتانياهو اقر بان مسألة الاستيطان «حقيقية» مشيراً الى «امكان وضرورة حلها في اطار مفاوضات الوضع النهائي».
وكان عباس اعلن انه سيتم «طرح مشروع قرار حول الاستيطان وإرهاب المستوطنين على مجلس الأمن، ونحن نقوم بمشاورات مكثفة مع الدول العربية والدول الصديقة بهذا الشأن».
كما شدد عباس على «إن الإستيطان غير شرعي جملة وتفصيلاً».

اعتراف
كما وجه نتانياهو الانتقادات الى الامم المتحدة معتبراً انها ابدت انحيازاً ضد اسرائيل لكنه اشار الى بناء بلده علاقات اكثر متانة يوماً بعد يوم مع دول في افريقيا واسيا واميركا اللاتينية تستند الى الخبرة الاسرائيلية في مكافحة الارهاب وفي التكنولوجيا.
كذلك قال الرئيس الفلسطيني «إن من يؤمن بحل الدولتين عليه أن يعترف بهما وليس بدولة واحدة».
في العام الفائت رفعت الامم المتحدة علم فلسطين للمرة الاولى في مبادرة رمزية ايدتها اغلبية اعضاء الامم المتحدة بعد انهيار مبادرة السلام الاميركية الاخيرة في 2014. وليست فلسطين عضواً كاملاً في الامم المتحدة لكنها تتمتع بصفة مراقب.
بعد انتقاد المواقف والانشطة الاسرائيلية اكد عباس «إن يدنا لا زالت ممدودة لصنع السلام» مضيفاً «إن تنكر إسرائيل لما وقعت عليه، وعدم وفائها بالتزاماتها، أدى إلى ما نحن عليه الآن حيث الجمود والطريق المسدود».
لكن اسرائيل تقول ان التحريض الفلسطيني هو ما تسبب بانطلاق موجة العنف التي تواصلت طوال العام الفائت.
في 31 اب (اغسطس) عبرت واشنطن عن «القلق الشديد» بعد اعلان اسرائيل الموافقة على بناء 463 وحدة سكنية اضافية للمستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، كما اعطي ضوءاً اخضر بمفعول رجعي لـ 179 منزلاً تم انشاؤها في مستوطنة افرايم، بحسب منظمة السلام الان.
وفي تقرير اخير دعت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، اسرائيل الى وقف بناء المستوطنات معتبرة انها تقلص احتمالات انجاز حل الدولتين، كما دعت الفلسطينيين الى التوقف عن التحريض على العنف.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق