دولياتعالم

أوباما: لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم في سوريا ويجب تكثيف الجهود الدبلوماسية

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن 50 دولة تعهدت بأن تستقبل هذا العام 360 ألف لاجىء من الدول التي تمزقها الحروب والصراعات.

وقال أوباما في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن قادة العالم، ولا سيما ألمانيا وكندا، تعهدوا بمضاعفة أعداد اللاجئين الذين تستقبلهم دولهم مقارنة بالعام الماضي.
وقال أوباما: «إننا نواجه أزمة بحجم هائل».
واضطر نحو 21 مليون لاجىء للفرار من بلدانهم هرباً من الصراع والاضطهاد، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
وشُرد تسعة ملايين شخص بسبب الصراع في سوريا المستمر منذ حوالي ست سنوات، بينما فر منها أكثر من أربعة ملايين آخرين.
وأضاف الرئيس الأميركي: «لا يمكننا أن نغض الطرف أو ندير ظهورنا (عن هذه المشكلة). وإغلاق الباب في وجه هذه العائلات سيكون خيانة لأعمق القيم لدينا».
ووافقت الولايات المتحدة على استقبال 110 آلاف لاجىء جديد في السنة المالية 2017 والتي تبدأ في الأول من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل مقارنة بـ 85 ألف لاجئ توقعت استقبالهم حتى نهاية أيلول (سبتمبر) الجاري.
وجاءت تصريحات أوباما بعد يوم من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي جرى التوصل إليه بوساطة أميركية – روسية. وأحد أسباب الانهيار هو الغارة الجوية التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مطلع الأسبوع الجاري وقتلت بالخطأ، كما تقول واشنطن، جنوداً سوريين.
واستمرت التوترات يوم الاثنين حينما تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورام الكبرى لضربة جوية بالقرب من مدينة حلب، وفقاً لشهود عيان، وأسفرت عن تدمير 18 شاحنة تابعة للأمم المتحدة وقتلت نحو 20 مدنياً.
وردت الأمم المتحدة على الهجوم بوقف جميع المساعدات للمناطق السورية.
وتضمن إعلان الرئيس الأميركي أيضاً تعهداً من بعض الدول بزيادة مساهماتها المالية للمنظمات الإنسانية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة عن مستويات عام 2015 بقيمة 4،5 مليار دولار.
وتعهدت هذه الدول أيضا بالمساعدة في تمويل المدارس لنحو مليون طفل لاجىء بالإضافة إلى المساعدة في توفير فرص عمل قانونية لمليون لاجىء.
ودعا أوباما في خطابه الثامن والأخير في الأمم المتحدة كرئيس للولايات المتحدة إلى ما وصفه بـ «تصحيح المسار» للتأكد من أن التطرف والعنف لن يدفعا الدول نحو مزيد من الانقسام. وقال ان الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لانهاء الحرب المستمرة في سوريا وقال لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم. ويجب تكثيف الجهود الدبلوماسية.
وقال: «إننا معاً الآن يجب علينا أن نفتح قلوبنا ونبذل مزيداً من الجهود لمساعدة اللاجئين الذين هم في حاجة ماسة إلى مأوى».
وأكد أوباما أنه يجب على الدول الغنية التي لديها موارد أن تفعل المزيد لمساعدة اللاجئين، دون أن يذكر الولايات المتحدة بشكل مباشر.
وفيما بدت أنها ملاحظة ساخرة من دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، قال أوباما إن «العالم صغير جداً بالنسبة الينا لنكون قادرين ببساطة على بناء جدار ومنع (التطرف) من التأثير على مجتمعاتنا».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب عن قلقه بشأن الصراع في سوريا، مؤكداً على أنه «لا يوجد حل عسكري» لهذا الصراع.
وقال في آخر كلمة له أمام الجمعية العامة كأمين عام للأمم المتحدة إن «فجوات عدم الثقة تفصل المواطنين عن قادتهم، والمتطرفون يدفعون الناس إلى (الاختيار بين) معسكرين نحن وهم».
وأضاف: «الأرض تهاجمنا بأمواج بحار عاتية وحرارة قياسية وعواصف شديدة، والخطر (أصبح) هو سمة الحياة للكثير من الناس».

بي بي سي
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق