أخبار متفرقة

عون يلعب آخر أوراقه الرئاسية… والحريري يعود قبل 28 أيلول

يلوّح العماد ميشال عون بورقة التصعيد في يد، ويرفع ورقة انتخابه رئيساً للجمهورية في جلسة 28 أيلول في اليد الثانية… يتعاطى مع هذه الجلسة على أنه «جلسة مفصلية» وكما لو أنها الجلسة الأخيرة المخصصة لانتخابه ولحسم «حظوظه وفرصه». فإذا مرت هذه الجلسة مثل سابقاتها ولم يتغيّر شيء سيكون للعماد عون كلام آخر وسيكون لكل حادث حديث.
ما زال عون يراهن على تحول في موقف الرئيس سعد الحريري لمصلحته طالما أن الحريري لم يبلغه موقفاً نهائياً ورسمياً بعدم انتخابه رئيساً للجمهورية. الحريري لم يقل حتى الآن لا نعم ولا كلا، ولم يأخذ قراره الذي يتهيّبه ويدرسه من كل جوانبه… ولكن الحريري ما عاد بإمكانه أن يظل في هذا الموقف الملتبس الذي لا يعطي عون جواباً قاطعاً، والذي يفيد أنه مستمر في ترشيح فرنجية مع اقتناعه بوصول هذا الترشيح الى طريق مسدود… كما أن عون ما عاد في وسعه الانتظار أكثر ومنح الحريري مهلاً إضافية أو أسباباً تخفيفية أو تبريرية لأن عامل الوقت صار ضاغطاً عليه من كل النواحي الشخصية والسياسية والرئاسية. فالعماد عون يلعب آخر أوراقه الرئاسية ويعلم أن هذه آخر فرصة متاحة لانتخابه في إطار «لبننة الحل»، وإذا ضاعت فإنها لن تعود مرة ثانية مع دخول المنطقة مرحلة ترتيبات جديدة بعد الانتخابات الأميركية التي ستقرر مصير الاتفاق الأميركي – الروسي حول سوريا، إما باتجاه التطوير من هدنة عسكرية الى حل سياسي، أو باتجاه السقوط واستئناف الحرب…
ينتظر العماد عون عودة الرئيس سعد الحريري قريباً وقبل جلسة 28 أيلول (سبتمبر) ويظل محتفظاً بتفاؤله حتى هذا التاريخ. وهذا التفاؤل كان كبيراً قبل شهرين وبني على حاجة الحريري للعودة الى رئاسة الحكومة، ولكنه تراجع منذ مغادرة الحريري الى الخارج وتراجع حرارة الاتصالات عبر قناة نادر الحريري وجبران باسيل من دون أن تنقطع. وأما التصعيد الذي بدأه عون كلامياً ويعد لنقله الى الشارع، فإنه يمارسه من خلفية أنه «ضغط إيجابي» لا يسيء الى الحريري بقدر ما يسهّل عليه اتخاذ قراره وتبريره ازاء وضع متجه الى أزمة كبيرة والى حال من الفوضى والانهيار. وباختصار، فإن عون يلعب عند حافة الهاوية موحياً باستعداده لقلب الطاولة، ويعمل على خلق وضع جديد يضع كل الأفرقاء أمام مسؤولياتهم ويحشر الجميع، خصوماً وحلفاء، ويؤدي الى فرض انتخابه رئيساً تلافياً لسقوط حالة الاستقرار… فالمعادلة كانت منذ ثلاث سنوات: عون أو الفراغ، وتصبح من الآن فصاعداً: عون أو الفوضى.
حركة عون الاحتجاجية، التي بدأت بالانسحاب من الحوار و«تعليقه» وبمقاطعة جلسات الحكومة و«تعطيلها»، وتتجه في خط بياني تصاعدي، تعلن أن هامش الوقت يضيق ويحشر الجميع، ليس فقط الحريري وإنما حزب الله أيضاً، وحيث أن هذه الحركة هي في مكان ما تعكس سوء تفاهم وخلاف أولويات بين عون والحزب… ولكن هذه الحركة من المشكوك أن تصل الى مبتغاها وأن ينجح عون في فرض أجندته وإيقاعه… فالتغيير في قواعد اللعبة ليس في يد عون لوحده وإنما خاضع لمعادلات وحسابات ومؤثرات داخلية وإقليمية، والاستحقاق الرئاسي ليس في يد الحريري لوحده ولا يتوقف حصراً على قراره «المحاصر» باعتراضات داخلية، خصوصاً الرئيس فؤاد السنيورة، وبرفض الحلفاء وأولهم الرئيس نبيه بري. الحريري يقف في زاوية صعبة ومحددة، وخيار تأييد عون واحد منها، ولكن أمامه خيارات أخرى أبرزها الخروج من ترشيح فرنجية للذهاب الى خيار الرئيس التوافقي… والتمديد للمجلس النيابي تمديداً تقنياً لعام يكفي لاستجماع قواه وصفوفه… وأما الذهاب الى انتخابات نيابية في ظل فراغ رئاسي وفي ظل وضعه السياسي والشعبي والمالي المضطرب، فإنه آخر الخيارات وأسوأها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق