رئيسيسياسة عربية

الجيش السوري يواصل حملة حلب ومقاتلو المعارضة يحتمون بالخنادق

قال معارضون إن الجيش السوري وحلفاءه يواصلون بدعم جوي روسي قصفا عنيفا لمواقع مقاتلي المعارضة في مدينة حلب وحولها بهدف الانتهاء من استعادة سيطرته على مدخل المدينة الجنوبي الاستراتيجي.

وقال مصدر عسكري إنه بعد إعادة فرض حصار على شرق حلب التي تخضع لسيطرة المعارضة بالتقدم في جنوب غرب المدينة يوم الأحد، يهدف الجيش وحلفاؤه الآن إلى منع مقاتلي المعارضة من إدخال تعزيزات.
وأصبحت المدينة التي كانت كبرى المدن السورية قبل الحرب أهم جبهة بالنسبة الى الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه من جهة وبالنسبة الى مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاطه.
وتعقد المعركة مساعي تطبيق وقف لإطلاق النار في سوريا بعد أكثر من خمسة أعوام على اندلاع الحرب الأهلية. وقالت روسيا والولايات المتحدة يوم الاثنين إن المحادثات بشأن هدنة تواصلت رغم أن الرئيس باراك أوباما قال إن البلدين لم يسدا «هوة» الخلافات التي تفصلهما.
لكن الأسد يعتمد على القوة الجوية الروسية في حملته للسيطرة على حلب بينما تدعم الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة- أو بعضهم- الذين يحاولون اطاحته. وانهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى الاتفاق عليه في شباط (فبراير) مع اتهام واشنطن لقوات الأسد بانتهاك الهدنة.
وتتركز المعارك الأحدث على مجمع عسكري في الراموسة سيطر عليه مقاتلو معارضة الشهر الماضي بعد تقدم جماعات مسلحة من إدلب على بعد 55 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من حلب. وكسرت سيطرتهم على المجمع حصاراً استمر شهراً لشرق حلب وهو حصار يتواصل مع استعادة الحكومة للسيطرة على المنطقة.
وقال المصدر العسكري إن الجيش وحلفاءه يعملون لتوسيع نطاق سيطرتهم قرب الكليات العسكرية في الراموسة.
وقال المصدر «الجيش يريد أن يكمل ويوسع من دائرة السيطرة حول المدينة بشكل عام ويتم الهجوم على كل النقاط التي يتواجد فيها الارهابيون بغرب حلب وجنوبه لأن هذه المنطقة هي أولوية عند الجيش باعتبار أن إدلب حاليا هي الخزان وهي المورد (للمسلحين»).
وقال قيادي من جماعة أحرار الشام القوية إن المقاتلين انسحبوا إلى خطوط دفاعية جديدة لتقليص الخسائر في ظل القصف المدفعي العنيف والقصف الجوي.
وقال أبو عمر إن الروس كثفوا قصفهم لذا فقد قرر المقاتلون الانسحاب مضيفا أن مقاتليه يحفرون خطوطاً دفاعية جديدة ستتيح لهم نصب كمائن للجنود.

تصعيد القصف
قال عضوان في مجلسي ضاحيتين يسيطر عليهما مقاتلو معارضة إنه حتى قبل تقدم الأحد فإن سيطرة الجيش قبل أسبوعين على تل أم القرع عطلت الحركة في ممر للمعارضة إلى شرق حلب وأوقفت شحنات كبيرة من الإمدادات الضرورية.
وقال محمد عارف الشرفي وهو عضو في المجلس المحلي لمحافظة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة إن الجيش يطلق النار على المدنيين وعلى أي شيء يتحرك الأمر الذي أبطأ حركة المرور لكن هذه الحركة أصيبت بالشلل التام بعد المكاسب التي حققها الجيش.
وذكر بريتا حاجي حسن رئيس مجلس بلدية شرق حلب إن الأسعار ارتفعت داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من المدينة إلى عشرة أمثالها في ظل عدم دخول إمدادات لمدة 12 يوماً بسبب الضربات الجوية الروسية وقصف الجيش السوري.
وقال اثنان من مسلحي المعارضة في منطقة الراموسة إن تصاعد القصف الروسي لخطوط إمدادهم من إدلب – مصدر أغلب تعزيزات المعارضة – كشف مواقع المعارضة في المنطقة التي لا يزالون متحصنين بها.
وقال بعض المعارضين المسلحين إن عملية في شمال سوريا بدعم من تركيا – تهدف لطرد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية – ربما حولت أيضاً وجهة مقاتلين كانوا في غياب تلك العملية سيدافعون عن حلب.
وبث التلفزيون الرسمي السوري امس الاثنين لقطات مروعة لأشلاء مهترئة ومتربة لمقاتلين معارضين في جنوب غرب حلب وللمناطق التي انتشر فيها الركام التي استعادها الجيش.
لكن مقاتلين معارضين قالوا إن تحالف جيش الفتح المؤلف في أغلبه من جماعات إسلامية يعد لهجوم مضاد وإن تعزيزات تصل لما يتوقعون أن تكون معركة طويلة.
ووقع تفجير انتحاري كبير ومعارك يوم الاثنين في جزء تسيطر عليه الحكومة من حي العامرية إلى الشمال من الراموسة حيث قالت المعارضة المسلحة إنها حققت بعض التقدم بينما قال مؤيدو الجيش إنه صد هجوماً.
وقال أبو عبدالله الشامي العضو في جماعة فيلق الشام المسلحة المعارضة إن النظام السوري لا يعرف إلا لغة القوة ويستخدم بطائراته سياسة الأرض المحروقة ثم تتقدم قواته وتسيطر على الأرض. لكن الشامي شكك في قدرة قوات الحكومة على الاحتفاظ بالسيطرة على تلك الأراضي.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق