متفرقاتمدن

موسكو «تنفض» شوارعها!

قررت سلطات موسكو أن ترمم بالكامل أكثر من 50 شارعاً تشهد حركة نشطة في وسط العاصمة التاريخي الذي تحول الى ورشة بناء فعلية في خضم الصيف.

ويحاول المشاة شق طريقهم بين أكوام الرمل والحفر والأسياج.
وتندرج هذه الأعمال في إطار مشروع كبير بقيمة 126 مليار روبل (1،98 مليار دولار) يحمل اسم «شارعي» يقضي الهدف منه تجديد حوالي مئتي شارع في خلال ثلاث سنوات.
وتعتد البلدية بانها تنفذ «أكبر خطة تأهيل في التاريخ الحديث للمدينة» من شأنها أن تغير صورة العاصمة الروسية المعروفة بزحمات السير الخانقة. وتشمل هذه الخطة توسيع الأرصفة وزيادة المسالك المخصصة للدراجات الهوائية.
غير أن العاصمة التي تعيش فيها 15 مليون نسمة راحت تخسر بائعيها وفنانيها المتجولين بحيث أن البعض يعتبر أنها على وشك أن تفقد طابعها المميز.
لكن مصدر الاستياء الرئيسي حتى الآن هو المشاكل الناجمة عن ورش العمل التي تفاقم من زحمات السير أو تعكر على المشاة تنقلاتهم.
ويحاول فلاديمير مولتشانوف (19 عاماً) التكيف مع الوضع قائلاً «تتحول المدينة وتزداد جمالاً».
ويؤكد ماكسيم لاجفيينكو وهو خبير معلوماتي في الثامنة والعشرين من العمر أن «الشوارع التي أنجزت هي رائعة بالفعل، فالوسط التاريخي هو أيضاً للمشاة ولراكبي الدراجات الهوائية».
وتفيد شركة «ستريلكا» للتخطيط الحضري التي توفر المشورة للسلطات، إن ثلاثة أرباع سكان موسكو يؤيدون أعمال الترميم الحالية.
ويوضح أليكسي موراتوف المستشار المعتمد في هذا المكتب لوكالة فرانس برس «لم تجر أي أعمال تجديد حضري منذ دورة الألعاب الأولمبية في موسكو سنة 1980 وينبغي فعل الكثير».
وقد انتخب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين لولاية ثانية في العام 2013 متغلباً على خصمه أليكسي نافالني بفضل حملة متمحورة على تحسين نوعية العيش في العاصمة الروسية التي تعد مدينة غنية لكنها تعاني من زحمات سير خانقة وتلوث شديد.
وقد استثمرت السلطات البلدية مبالغ طائلة في البنى التحتية للطرقات ولوسائل النقل العام ومولت خصوصاً مشروع تشييد خط قطارات جديد يربط الضواحي من المتوقع تدشينه هذا الخريف.
ويتهم سيرغي سوبيانين بانتهاز هذه المشاريع لمفاقمة الفساد وأيضاً بإبعاد البائعين والفنانين المتجولين من مشهد الحياة اليومية في موسكو.

«هذا شارعنا»
في شارع أربات الذي يعد من أكثر الشوارع استقطاباً للسياح في موسكو، يروي الموسيقي سيرغي سادوف أنه تعرض للتوقيف العام الماضي عندما كان يعزف على الغيتار واتهم بـ «الإخلال بالأمن العام»، شأنه في ذلك شأن فناني شارع آخرين تمت مصادرة آلاتهم.
ويأسف قائلاً «تعج مكاتب البلدية بالآلات الموسيقية واللوحات الفنية وهم يشيدون كل هذه المسالك المخصصة للمشاة لكن ليس فيها أحد».
ويؤكد فنان الشارع إياكوف بولونف أن 130 زميلاً له نجحوا في إقناع السلطات بجعلهم يتمركزون في مواقع محددة في آربات بعد أشهر من المفاوضات.
ويتساءل فلاديمير دوسوتويف الذي يرسم لوحات لأشخاص في الشارع الشهير منذ أكثر من 30 عاماً «لم علينا الذهاب؟ فهذا شارعنا».
وبحسب فناني الشوارع، بات عليهم دمج كل نشاطاتهم في الفعاليات التي ترعاها البلدية، مثل «مهرجان المربى» و«مهرجان المثلجات».
وفي مقابلة أجريت مع المهندس المعماري الروسي أوجين إيسي على موقع «أوبن روسيا» التابع للمعارضة، قال هذا الأخير «يتم التخلي عن الأجواء الأصيلة للحياة العامة لتحل محلها قطع زينة».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق