دولياترئيسي

إدانات دولية واسعة لعملية الدهس في مدينة نيس جنوب فرنسا

توالت ردود الأفعال المدينة لعملية الدهس المروعة التي صدمت مدينة نيس في منطقة الريفييرا جنوب فرنسا، والتي راح ضحيتها 84 شخصاً على الأقل أثناء احتشادهم في جادة “بروميناد ديزانغليه” لمشاهدة الألعاب النارية احتفالا بالعيد الوطني الفرنسي.

صدرت العديد من الإدانات وردود الفعل المستنكرة لعملية الدهس التي شهدتها مدينة نيس على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب فرنسا.

بريطانيا مصدومة
ففي لندن، عبرت الحكومة البريطانية الجديدة عن «صدمتها» إزاء الاعتداء «المروع» مؤكدة أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الوضع وأن حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية.
وأكدت رئاسة الوزراء البريطانية أنها «مصدومة وقلقة» إزاء ما شهدته المدينة الساحلية الفرنسية حيث اندفع سائق شاحنة وسط جمع من الناس كانوا محتشدين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني.
وقال متحدث باسم تيريزا ماي إن «رئيسة الوزراء تتابع تطورات الوضع في نيس. نحن مصدومون وقلقون إزاء ما جرى هناك. أفكارنا مع أولئك الذي أصابهم هذا الحادث المروع الذين وقع في يوم احتفال وطني».
وتابع «نحن جاهزون لمساعدة أي مواطن بريطاني ولدعم شركائنا الفرنسيين».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية «نحن على اتصال بالسلطات المحلية ونحاول الحصول على مزيد من المعلومات» بشأن الاعتداء.
وأضاف متوجهاً إلى الرعايا البريطانيين «إذا كنتم في المنطقة، اتبعوا تعليمات السلطات الفرنسية».

أوباما يعلن التضامن مع أقدم حلفاء اميركا
وأدان الرئيس الاميركي باراك أوباما بشدة «ما يبدو أنه اعتداء إرهابي مروع»، وقال أوباما في بيان «نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء».
وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة، مشيراً إلى أنه أمر مساعديه بالاتصال بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية.
وقال إن واشنطن مستعدة لتقديم «كل مساعدة يمكن أن يحتاجوا إليها لإجراء التحقيق حول هذا الاعتداء وسوق المسؤولين عنه أمام القضاء».
وأضاف أن «أفكارنا وصلواتنا مع عائلات وأقارب أولئك الذين قتلوا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الكثر».
وتابع بيان الرئيس الأميركي «في هذا الرابع عشر من تموز (يوليو) (العيد الوطني الفرنسي)، نتذكر (…) قيمنا الديموقراطية التي جعلت من فرنسا مصدر إلهام للعالم أجمع».
وأضاف «نعلم أن قيم الجمهورية الفرنسية ستستمر طويلاً بعد هذه الخسارة المأسوية والمدمرة في الأرواح».
أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي شارك قبل ساعات من وقوع المجزرة في العرض العسكري الذي أقيم بباريس احتفالاً بالعيد الوطني الفرنسي، فقال في بيان إن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب الفرنسيين في هذه الأوقات العصيبة».
وأضاف أن «الاعتداء المروع في نيس اليوم هو اعتداء ضد أشخاص أبرياء خلال يوم يحتفل بالحرية والمساواة والأخوة».

مرشحا الرئاسة الأميركية يدينان الاعتداء
من جهتها أعربت المرشحة الديموقراطية إلى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز عن قلقها من نقص التعاون بين وكالات الاستخبارات الأميركية والأوروبية.
وقالت إن «إحدى المشاكل في أوروبا» هي أن دول القارة العجوز «لا تتشاطر المعلومات» بالقدر الكافي.
وأضافت وزيرة الخارجية السابقة «من هنا أعتقد أننا بحاجة إلى دبلوماسية قوية (…) لتجنب وقوع اعتداءات في المستقبل».
أما منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي قرر إثر المجزرة إرجاء الإعلان عن اسم مرشحه لمنصب نائب الرئيس والذي كان مقرراً الإعلان عنه في نيويورك الجمعة، فقال عبر الشبكة التلفزيونية نفسها تعليقاً على «الاعتداء المروع» الذي أدمى المدينة الساحلية الفرنسية إن الإرهاب «خرج عن السيطرة» في فرنسا وسائر أنحاء العالم.
وحمل الملياردير المثير للجدل المسؤولية عن هذا الأمر للرئيس باراك أوباما الذي «يرفض تسمية» المشكلة باسمها أي «استخدام مصطلح الإسلام الراديكالي».

مجلس الأمن: «الإرهاب يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين»
أدان مجلس الأمن الدولي «بأشد الحزم الاعتداء الإرهابي الهمجي والجبان» في بيان صدر بالإجماع، حيث قالت الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن إنها تعرب عن «تعاطفها العميق وتقدم تعازيها» لعائلات الضحايا وللحكومة الفرنسية.
وجدد مجلس الأمن التأكيد على أن «الإرهاب بكل أشكاله يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين».
وأضاف أن «كل عمل إرهابي هو عمل إجرامي وغير مبرر»، مجدداً التأكيد على «ضرورة أن تكافح كل الدول» التهديد الإرهابي «بجميع السبل» في إطار القوانين الدولية.
ولفت البيان إلى أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن «تشير أيضاً إلى ضرورة أن يلاحق أمام القضاء المسؤولون عن أي عمل إرهابي».

الاعتداء يلقي بظلاله على قمة أوروبا – آسيا
وهيمن الاعتداء على افتتاح أعمال قمة أوروبا – آسيا التي تنعقد مرة كل عامين وتحيي الذكرى العشرين لانطلاقها، ويفترض أن تكون مكاناً لتعزيز التعاون في منطقة أوراسيا، وكانت مناقشة جهود مكافحة الإرهاب على جدول الأعمال، لكنها اتخذت طابعاً أكثر إلحاحاً بعد الاعتداء.
وشارك قادة وممثلون عن حكومات من إيرلندا إلى إندونيسيا في دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا في افتتاح القمة في العاصمة المنغولية أولان باتور.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك «من المفارقة المفجعة أن المستهدفين في هذا الهجوم كانوا أشخاصاً يحتفلون بالحرية والمساواة والأخوة».
وأضاف «اليوم نحن جميعاً، أوروبا وآسيا، نقف متحدين مع الشعب الفرنسي وحكومته. ندين هذه المأساة ونواصل حربنا ضد العنف المتطرف والكراهية».
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن «الإرهاب الجبان الذي يحصد الأبرياء لا يمكن التسامح معه»، بحسب وكالة جيجي برس. كما أدان رئيس الوزراء الصيني لي كه شيانغ الهجوم وأعرب عن تعاطفه مع الضحايا.
وقتل أربعة وثمانون شخصاً على الأقل مساء الخميس في مدينة نيس في جنوب فرنسا في اعتداء نفذه سائق شاحنة دهس جمعاً من الناس كانوا محتشدين في جادة بروميناد ديزانغليه السياحية المطلة على البحر المتوسط لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق