تقريردوليات

تقرير أميركي: غالبية الأوروبيين يربطون الهجرة بالمخاطر الإرهابية ونقص الوظائف

أظهر تقرير أجري في ثماني دول أوروبية تضم قرابة 80 بالمئة من مجمل السكان الأوروبيين ونشره معهد «بيو ريسيرتش» الأميركي، أن غالبية سكان القارة العجوز يعتقدون أن تدفق المهاجرين من شأنه أن يزيد من مخاطر وقوع اعتداءات ارهابية ويهدد الأوضاع الاقتصادية في بلدانهم. وللمفارقة بين التقرير أن هذه المخاوف متفشية في دول لم تستقبل الكثير من المهاجرين كالمجر وبولندا في حين أنها محدودة في ألمانيا مثلا التي استقبلت أعدادا قياسية من المهاجرين.
 
تعتبر غالبية من الأوروبيين أن تدفق اللاجئين إلى قارتهم يزيد من مخاطر وقوع اعتداءات وتبدي شريحة كبيرة منهم مخاوف من انعكاسات موجة الهجرة على الوظائف في بلدانهم، بحسب ما أظهر تحقيق نشره معهد «بيو ريسيرتش» الأميركي الإثنين.
وكشف التقرير أنه في ثمانية من البلدان العشرة التي شملها، وهي بلدان تمثل 80% من مجمل السكان الأوروبيين، يرى نصف الرأي العام على الأقل أن وصول طالبي اللجوء «يزيد من المخاطر الإرهابية».
وبلغت نسبة المتخوفين من اللاجئين رقماً قياسياً في المجر (76%) وبولندا (71%)، وهما بلدان استقبلا عدداً ضئيلاً نسبياً من المهاجرين، وتبنت حكومتاهما سياسة بالغة الشدة حيال اللاجئين. أما في ألمانيا التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين، فإن 61% من المواطنين أبدوا هذه المخاوف، فيما بلغت النسبة 60% في إيطاليا و52% في بريطانيا.
كما يتخوف الأوروبيون من انعكاسات تدفق المهاجرين على وضعهم الاقتصادي، ورأت نسبة كبيرة منهم في وصول اللاجئين «عبئاً» إذ اعتبرت أنهم «قد يأخذون وظائفنا ومساعداتنا ألاجتماعية بحسب التقرير. وبلغت هذه النسبة 82% في المجر و75% في بولندا و72% في اليونان و65% في ايطاليا و53% في فرنسا».
وشكلت فرنسا مفارقة بالنسبة الى بلد شهد اعتداءات دامية عام 2015، إذ أن غالبية من الفرنسيين (51%) لم تعرب عن هذا الرأي، مقابل 46% اعتبروا أن المخاطر الإرهابية ازدادت.
ويذكر أنه تم تسجيل أكثر من مليون لاجىء في اوروبا عام 2015، معظمهم فروا من الحرب في سوريا.
وأوضح معهد «بيو ريسيرتش» بصورة عامة أن «أزمة اللاجئين والخطر الإرهابي مترابطان بوضوح في ذهن العديد من الأوروبيين» مشيراً إلى أن «الارتفاع الكبير المسجل مؤخراً في عدد اللاجئين في أوروبا احتل الحيز الأكبر في الخطاب المعادي للمهاجرين الذي تتبناه أحزاب اليمين المتطرف على امتداد القارة، وفي النقاش المثير للجدل حول قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي
وتهيمن المخاوف في سبع من الدول العشر المشمولة بالدراسة. ومن الملفت أنه في ألمانيا، البلد الأول المعني بمسألة اللاجئين، فان غالبية من السكان (59%) لا تعرب عن هذه المخاوف.
من جهة أخرى يكشف التحقيق عن زيادة المشاعر السلبية لدى الأوروبيين حيال المسلمين، بما في ذلك في فرنسا حيث تعرب أقلية فقط (29%) عن هذا الرأي.
وبصورة عامة، ازداد عدد الأوروبيين الذين يعتبرون أن التنوع الثقافي والإتني أمر سيء لبلادهم. وترى غالبية أنه من المهم تقاسم عادات وتقاليد مشتركة من أجل الانتماء فعلاً إلى مجتمع وطني.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق