رئيسيسياسة عربية

ارتفاع حصيلة قتلى تفجير الكرادة الشرقية الى 250

كان نظام صدام حسين نظاماً قاسياً، وقاتلاً في كثير من الاحيان. وقاد صدام العراق الى سلسلة من الحروب الكارثية وتسبب في فرض عقوبات دولية قاسية على ابناء شعبه.

ولكن بعد 13 سنة من الفوضى، يبدو العالم الذي كان سائداً قبل التاسع من نيسان (ابريل) 2013 بالنسبة الى الكثيرين من العراقيين عالماً اكثر امناً وهدوءاً ومن ذلك الذي يعيشون فيه اليوم. فلم ير العراقيون يوماً واحداً من السلام منذ انهيار النظام القديم.
اما في ما يخص الديمقراطية، فيعتقد كثيرون ممن تحدثت اليهم ان نظام المحاصصة الطائفية الذي يقود البلاد منذ عام 2003 لا أمل فيه. ويقول هؤلاء إنه على الاقل كان هناك امن ونظام في ظل صدام.
تأمل البعض في ان تتحسن الأمور عقب النصر الذي حققته القوات العراقية على تنظيم «الدولة الاسلامية» في الفلوجة، ولكن التفجير الذي استهدف الكرادة الشرقية في ساعات الاحد الاولى قضى على هذا الأمل.
قالت الحكومة العراقية إن حصيلة قتلى التفجير الانتحاري الذي استهدف سوقاً مكتظة بالمتبضعين ليلة السبت في حي الكرادة الشرقية في العاصمة بغداد ارتفع الى 250.
وكانت شاحنة محملة بالمتفجرات قد انفجرت اثناء قيام الناس بالتبضع استعداداً لعيد الفطر.
وتبنى التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الاسلامية» مسؤولية التفجير، وقال إن منفذه شخص اسمه «ابو مها العراقي».
وكانت الحصيلة السابقة للقتلى 165 قتيلاً. وما زال العراق في حالة حداد على قتلى التفجير.
ووقع التفجير بعد مضي اسبوع واحد على نجاح القوات العراقية في استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار من ايدي تنظيم «الدولة الاسلامية».
وقالت تقارير إن الشاحنة المحملة بالمتفجرات اوقفت مقابل مركز هادي التجاري في الكرادة.
وتسبب الانفجار الهائل في اندلاع حرائق شملت المنطقة بأسرها، ومن شدة الدمار الذي خلفته لم يتضح مدى حجم الهجوم الا بعد مضي ايام.
واصيب العشرات في التفجير، ولكن معظم المصابين اخرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج.
وتقول وزارة الصحة العراقية إن المصابين بجروح خطيرة جرى ارسالهم الى خارج البلاد دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وتعرضت الحكومة العراقية لانتقادات لاذعة، وقوبل رئيسها حيدر العبادي بالشتائم عند زيارته لموقع الحادث.
وقدم وزير الداخلية محمد الغبان استقالته من منصبه يوم الثلاثاء، ولكن رئيس الحكومة لم يقبلها بعد.
وقال الغبان إن الشاحنة التي استخدمت في الهجوم قدمت من محافظة ديالى شمال شرقي العاصمة، وانحى باللائمة في تمكنها من الوصول الى هدفها على ضعف الاتصالات بين القوات الامنية المختلفة المكلفة بتأمين بغداد.
وكان الغبان قال لوكالة رويترز في مقابلة اجرتها معه الشهر الماضي إن موجة الهجمات التي تتعرض لها بغداد لن تنتهي ما لم يتم اصلاح الخلل في جهاز الامن العراقي.

بي بي سي
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق