سياسة لبنانية

العميد إدمون فاضل باقٍ مديراً للمخابرات حتى انتخاب رئيس وتعيين قائد جديد للجيش

هذه سابقة في مديرية المخابرات، أن يمدد لمدير المخابرات تكراراً ثم – بعد استنفاد سنوات خدمته العسكرية وبلوغه السقف الأعلى للخدمة العسكرية وهو 40 عاماً وإحالته الى التقاعد ـ يصار الى استدعائه من الاحتياط.
هل حصل ذلك بسبب الواقع الشاذ في الدولة حيث لا رئيس للجمهورية والتمديد المتواصل لقائد الجيش؟! أم بسبب طبيعة المرحلة التي يعطى فيها ملف الإرهاب أولوية؟! أم لصفات ومزايا يتحلى بها العميد فاضل بحيث ليس من الممكن الاستغناء عن دوره وخدماته وإيجاد بديل عنه؟! أم لكل هذه الأسباب مجتمعة؟!
وقّع وزير الدفاع سمير مقبل قرار استدعاء العميد إدمون فاضل من الاحتياط بناء على اقتراح قائد الجيش في أن يبقى فاضل في المنصب الذي يشغله حالياً، وهو مدير المخابرات في الجيش لمدة 6 أشهر جديدة. وقد عمم هذا القرار على قيادة الجيش، على أن يتم الإعلان عنه رسمياً اليوم.
بعد صدور مرسوم إحالة مدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل على التقاعد، صدر قراران عن وزير الدفاع سمير مقبل: الأول يستدعي فاضل من الاحتياط ويعيده الى الجيش، والثاني يعيّنه مجدداً مديراً للمخابرات ستة أشهر حتى نيسان (ابريل) 2016. في نيسان (ابريل) 2013 أرجىء تسريحه للمرة الأولى لشهر، ثم كرت سبحة قرارات تأجيل التسريح تباعاً، مرة كل ستة أشهر. على أن مدة الأشهر الستة الجديدة لفاضل في منصبه ليست بالضرورة أخيرة، وهي قابلة للتجديد حتماً ما لم يصر الى انتخاب رئيس للجمهورية حتى ذلك الحين.
أما أسباب بقاء العميد فاضل في مركزه فكثيرة وأبرزها:
– الخبرة التي راكمها في فترة السنوات الماضية في تولي وإدارة ملفات الإرهاب التي تتصف بالدقة والأهمية.
– إدارة الوضع في مديرية المخابرات بكل تعقيداتها وتوازناتها.
– مسألة التعاون والتنسيق بين مخابرات الجيش واستخبارات دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة في موضوع الإرهاب والتطرف.
يُنسب الى السفير الأميركي ديفيد هيل مراراً تمسكه بفاضل في منصبه، وهو ما سمعه سياسيون كثيرون، وتنظر واشنطن الى الجيش على أنه رهانها الأقوى في لبنان.
السفير هيل لا ينفي أن تعامل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مع بلاده كان مفيداً للبنان، لا سيما وأن المعلومات التي كانت تتوافر للمديرية كان يتم استثمارها على نحو جيد من دون أي تدخل من مرجعيات سياسية أو حزبية، والمستفيد الأول كانت المؤسسة العسكرية التي تمكنت من مكافحة الإرهاب وحققت المخابرات فيها إنجازات نوعية على رغم افتقارها الى معدات متطورة وحديثة تتوافر مع أجهزة أمنية لبنانية أخرى تعمل في المجال الاستخباري.
ويقارب الأميركيون دور المؤسسة العسكرية اللبنانية، ومن خلالها مديرية المخابرات كعمود فقري للوصول الى المعلومات، تبعاً لملاحظات أبرزها ثلاث:
– أنه الجيش العربي الوحيد في دائرة تمدد «الدولة الإسلامية» وسيطرتها، لم يستطع «داعش» اختراقه أو التسبب بانقسامات فيه. نجح التنظيم في اختراق الجيش العراقي بثلاث فرق في الموصل، وفكك وحدات من الجيش السوري وتسبب بألوف حالات فرار. الأمر الذي لم يمر الجيش اللبناني في امتحانه.
– خلافاً لعدد من جيوش المنطقة، أثبت الجيش اللبناني أنه جيش الدولة والمجتمع، وليس جيش النظام لصيق الحاكمين، ولا جيش طائفة. يدافع عن المؤسسات ويحافظ على الحريات، ويحمي الاستقرار والسلم الأهلي، ولا ينخرط في الأزمات السياسية أو ينحاز الى فريق دون آخر.
– أخرج الإرهاب من داخل بيروت لسنتين خلتا تمكن خلالهما من إحداث قلاقل واضطرابات وهجمات فيها، وأضحى الجيش وجها لوجه معه عند حدوده الشرقية يمنع اعتداءاته، أو محاولة ربطه أجزاء من لبنان بدولة التنظيم الإرهابي.
(شدد قائد الجيش أمام الضباط والعسكريين على «دور مديرية المخابرات التي تشكل العين الساهرة على سلامة الجيش والوطن»، منوهاً بـ «الإنجازات الكبيرة التي حققتها في مجال تفكيك الشبكات والخلايا الإرهابية وعصابات الجرائم المنظمة، ما أكسب الجيش المزيد من القوة والمناعة، وجنّب البلاد الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات».
كلام قهوجي جاء بعد حضوره ومدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل، وعدد من كبار ضباط القيادة، مناورة قتالية في منطقة حمانا، نفذتها دفعة من عناصر مديرية المخابرات، بعدما أنهوا دورة في مجال مكافحة الإرهاب والتجسس).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق