حوار

جهاد ازعور: المصارف ستتمكن من ادارة الازمة

«المصارف اللبنانية وجدت الوسائل التي مكنتها من العمل والصمود في اسوأ مراحل عدم الاستقرار». مقابلة اجريت مع جهاد ازعور وزير المالية السابق الذي اكد ايضاً «الناس يميلون الى اعتبار القانون (اميركيون ضد حزب الله) كقضية داخلية فيما هو ضد ارادة كل اللاعبين اللبنانيين».

ما هو تأثير التفجير الذي استهدف بنك لبنان والمهجر على الوضع المالي والاقتصادي؟
من المبكر جداً ومن الصعوبة بمكان التمكن من تحديد تأثير هذا الانفجار على الوضع العام. وكل شيء يتوقف على معرفة ما اذا كان هذا الحدث فردياً ام انه بداية مسلسل تفجيرات. فاذا اعتمدنا السيناريو رقم واحد يمكننا القول ان هذا الحدث هو بالطبع سيء على مستويات عدة ولكنه ليس مميتاً: لبنان كان بمعزل عن تصعيد امني. في بداية فصل الصيف وفي وقت كنا نأمل بانطلاقة استثنائية، نوشك ان نرى فصل الصيف وقد ضرب على الصعيد السياحي. وفي رأيي ان اي عمل مخل بالامن يؤثر على الثقة وبالتالي على كل الوضع المالي والاقتصادي. واذا اتجهنا نحو تصعيد على الصعيد الامني، تفسد كل الامور. وامل الا يحدث ذلك. هذا الاعتداء يأتي بعد تصعيد كلامي لحزب الله ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامه. ولذلك فان البعض يربط بين الانفجار وحزب الله، ولكنني اعتقد شخصياً انه من غير المفيد التستر على هذا التصعيد.
لنعد الى القانون الاميركي ضد تمويل حزب الله، فتطبيق بنوده الن يزعزع استقرار القطاع المصرفي ويهرّب رؤوس الاموال؟
يجب الا نضيع الهدف. الناس يميلون الى اعتبار هذا القانون قضية داخلية فيما هو وضع ضد ارادة كل اللاعبين اللبنانيين. القانون اقر منذ بضعة اشهر وصادق عليه رئيس الولايات المتحدة منذ ستة اشهر. وما يفاجئني ان بعض اللبنانيين انتبهوا اليوم اليه وخصوصاً حزب الله. لبنان من جهته قام بمحاولات عدة لتخفيف وطأة بدء العمل به. لذلك لا افهم معنى هذا التصعيد الحالي ضد حاكم مصرف لبنان وضد المصارف. هذه الضغوط المتصاعدة غير مفهومة بالنسبة الى حدث نراه مقبلاً منذ ستة لشهر. يجب اليوم اجراء حوار على الصعيد الداخلي لدراسة الوسائل الممكنة لتطبيق هذا القانون باقل انعكاسات ممكنة. حزب الله اعلن قبل ستة اشهر ان هذا القانون لا يؤثر عليه ولا يعنيه. فاما انه اساء فهمه، واما راهن على انه لن يطبق. يجب عدم تحويل ضغوط مفروضة من الخارج الى مصدر لمشاكل داخلية. هذه القضية يجب تسويتها بالحوار وليس بالانقسام.
ما هي رسالتك الى اللبنانيين الذين يخافون حالياً على اموالهم؟ هل ان القطاع المصرفي في خطر كما يردد البعض؟
لا يمكننا تسوية هذه القضية الا عبر المؤسسات القضائية والتقنية. الاضطراب المالي والاقتصادي لا يقف عند حدود نخبة من رجال المال او المصارف. انه يمس كل المواطنين. وعلينا اذاً ان نكون واعين وتجنب ذلك بأي ثمن. الدول التي تحوط بنا كلها في وضع حرب والمنطقة يحكمها الدم والنار فليس مفيداً زيادة الضغوط، بل على العكس يجب الحفاظ على لبنان. ولا ننس ان لبنان اجتاز ازمات مماثلة عدة. لقد شهدنا كل انواع الازمات والقطاع المصرفي وجد كل الوسائل ليحمي نفسه ويتكيف معها. ولا ننس انه في العام 2011 مثلاً عندما اشتعلت الحرب في سوريا اتخذت تدابير عدة من قبل الولايات المتحدة الاميركية لوقف كل التعامل بين البلدين. ولكن المصارف اللبنانية وجدت الوسائل للعمل والصمود في اسوأ مراحل عدم الاستقرار. لنكن واضحين: ليست المصارف اللبنانية التي قررت اغلاق بعض الحسابات. فهي لم تفعل سوى الاستجابة مرغمة للتعليمات الاميركية.

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق