سياسة لبنانية

«تفاهم معراب» بعد الاختبار الأول

ترددت معلومات عن احتمال عقد لقاء للعماد عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للبحث في آفاق المرحلة المقبلة عقب خوض طرفي «تفاهم معراب” تجربة الانتخابات البلدية والاختيارية بما يشمل ملفات أساسية عدة منها تقويم هذه التجربة والملف الرئاسي وملف قانون الانتخاب… وينعقد هذا اللقاء الذي سبقته لقاءات ثنائية قيادية في ظل نقاش سياسي وعملية تقويم لهذا التفاهم بعد أول اختبار واجهه في الانتخابات البلدية، ويتوزع هذا النقاش بين رأيين:
1- رأي المدافعين عن التفاهم، وحيث أن النظرة الى اختبار الانتخابات البلدية مختلفة كلياً عن القراءات المتداولة من جانب المتضررين منه. يقول هؤلاء إن التفاهم لا يزال في بداياته ولا يجوز بالتالي تحميله أكثر مما يحتمل، إلا أن أول إنجازاته هو توحيد المتضررين منه ليصيروا في خندق واحد أو مركب واحد، قد ينفجر في أي لحظة بسبب هشاشة ما يجمع بين مكوّنات هذا القالب الهجين.
ويؤكد هؤلاء أن تجربة البلديات كانت صعبة على المستوى الإداري والسياسي، لكنها ناجحة ويسهل تعميمها في استحقاقات أو مواجهات سياسية أخرى، طالما أن كلا الفريقين قدما كل الإثباتات والدلائل على التفاعل الإيجابي مع اللوائح المشتركة، من دون أن يعني ذلك أن الاستثناءات لم تحصل.
ولكن كبداية للعمل المشترك، هي خطوة ناجحة يمكن البناء عليها، والعمل على تأطيرها، خصوصاً أن الهم الأول من التحالف الانتخابي هو تخفيف المواجهات العونية – القواتية قدر الإمكان، «وهذا ما حققناه».
يضيف هؤلاء أن المحصلة النهائية للأسابيع الأربعة تعبّر عن انتصار الثنائي المسيحي، ليس ربطاً بسقف الـ 86% الذي رسمه البعض، وإنما ربطاً باضطرار الآخرين للدفاع عن معاقلهم خوفاً من اجتياح لوائح التيار والقوات. ويؤكدون أن الخريطة البلدية مختلفة كلياً عن شروط الخريطة النيابية.
ويقول المتحمسون لتفاهم معراب إنه من الخطأ الحكم على مدى نجاح التحالف أو إخفاقه قياساً الى ما أنجزه في الانتخابات البلدية حصراً، لأنها ليست في صميم المنهاج المشترك المعتمد من قبل الرابية ومعراب، لافتين الانتباه الى أن التحالف بين التيار والقوات وُلد في الأساس من أجل استعادة الحضور المسيحي الوازن في القرار على كل المستويات، وهذا ما بدأ يتحقق بشكل تراكمي، بعد التراجع والانكفاء بسبب التنفيذ الاستنسابي والانتقائي لاتفاق الطائف.
2- رأي منتقدي التفاهم استناداً الى تجربته الأولى. ويقول هؤلاء إن تفاهم معراب عملياً لم يحقق الكثير من المعجزات، وقد بدأت طلائع تساؤلات تطرح في الكواليس من قلب التفاهم بالذات حول المدى الذي سيصل إليه اتفاق الحزبين المسيحيين وتعاونهما والتزامهما مستقبلياً ببعض، خصوصاً أن الانتخابات البلدية وحدتهما في بعض المحطات وفرقتهما في أخرى، ولعل أسوأ التساؤلات هو ما يساق حول ما تريده معراب من هذا التفاهم، خصوصاً بعد الحديث الأخير لرئيس القوات الذي حشر به حليفه المسيحي في الرابية، مطالباً إياه بموقف في المستقبل في الانتخابات النيابية بينه وبين حزب الله وبأن على ميشال عون أن يختار ويحسم بين تحالفه مع القوات وتحالفه مع حزب الله، وهذا الموقف يطرح تساؤلات حول ما يريده جعجع من هذا الطرح، خصوصاً أن المؤكد وما لا لبس فيه أن تفاهم معراب قام بالأساس على خلفية ترشيح سليمان فرنجية أو على الأقل فإن ترشيح زعيم «المردة» سرّع خطواته وخطوات تبني ترشيح عون. وثمة تساؤلات أيضاً حول جدوى بعض التفاهمات البلدية بين القوات والعونيين كمثل خوض انتخابات مواجهة في جونية وبعض المناطق وإطلاق يد جبران باسيل في البترون فيما الوضع في بشري وكيفية حصول الانتخابات فيها واضح للجميع.
أما دعوة جعجع لعون للاختيار في الانتخابات النيابية فالسؤال حولها إذا سار عون بهذه الاستراتيجية ماذا سيكون عليه الوضع خارج المناطق المسيحية انتخابياً، وماذا عن الحلفاء الطاشناق والقوميين والمردة وحزب الله، وبالمقابل هل كسرت الجرة بين القوات والمستقبل، وإذا كانت مرحلة انقسام عقدي 8 و14 آذار قائمة على انقسام عمودي، فهل أصبح المشهد الجديد قائماً على الانقسام المذهبي؟
ويقول رافضوا هذا التفاهم إنه «زواج مصلحة وفق أجندتين مضمرتين ومختلفتين كلياً، ونقطة ضعفه أنه يفتقد للقواعد السياسية التي يراد منها حماية مصالح المسيحيين»…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق