دولياترئيسي

فرنسا: الشلل الكلي يهدد قطاعات النقل والطيران

تشهد فرنسا حملة تعبئة كبيرة للإضراب في قطاع وسائل النقل يشمل قطاع السكك الحديدية والطيران والموانىء، تسعى من خلالها نقابات العمل إلى الضغط على الحكومة للتراجع عن مشروع إصلاح قانون العمل، ما يهدد البلاد بالشلل التام هذا الأسبوع.

تتواصل الدعوات في فرنسا لإضراب في قطاع وسائل النقل الحيوي مع اقتراب بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم، في الوقت الذي تسعى فيه النقابات لزيادة الضغط على الحكومة لسحب مشروع إصلاح قانون العمل، ما ينبىء بأسبوع جديد محموم.
ويذكر أن مشروع إصلاح قانون العمل الذي يناقشه البرلمان منذ نحو 3 أشهر أدى إلى انقسام الغالبية الاشتراكية الحاكمة فيما يحاول معارضوه شل البلاد. فقد رفضت الحكومة التي لا تحظى بشعبية كبيرة تقديم تنازلات حتى الآن، ما يساهم في تصلب نقابة الكونفيدرالية العامة للعمل (سي جي تيه).
كما شهدت فرنسا على خلفية ذلك تطويقاً للمواقع النفطية ما تسبب في صعوبة التزود بالبنزين، إلا أن الوضع بدأ يتحسن بعض الشيء بعد فك الطوق عن غالبية المستودعات النفطية. لكن الوضع المضطرب استمر الأحد، إذ أن كثيراً من محطات البنزين كانت خارج الخدمة أو تواجه صعوبات.

تعبئة في وسائل النقل
وخلال هذا الأسبوع ستتركز التعبئة في وسائل النقل وفي الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية (إس إن سي إف) حيث دخلت المفاوضات الداخلية الحساسة المتعلقة بساعات عمل الموظفين مرحلة نهائية، وتقدمت النقابات التمثيلية الأربع بإشعار لتنظيم إضرابات مرشحة للاستمرار اعتباراً من مساء الثلاثاء.
وتأمل النقابات من هذا التحرك الموحد، التأثير في نتائج المفاوضات التي يفترض أن تستمر حتى 6 حزيران (يونيو)، أي قبل أيام من بدء بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم في 10 حزيران (يونيو)، التي ستتكفل الشركة الوطنية للسكك الحديدية بشكل رسمي نقل المشاركين فيها.
أما الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة، النقابة الثانية في الشركة الوطنية للسكك الحديدية، فيعتبر أن المقترحات التي قدمتها الإدارة حتى الآن «غير كافية»، على أن يتخذ قراره المقبل الاثنين. وبالنسبة إلى الشركة الوطنية للسكك الحديدية فإن التهديد بالإضراب يضاف إلى نهاية أسبوع صعب، مع اضطرابات متتالية الجمعة والأحد أثرت على آلاف الركاب.
وسيواجه سكان منطقة باريس بلبلة في وسائل النقل بعد دعوة إلى إضراب مفتوح ومطالبة بمعاودة المفاوضات السنوية حول الأجور وسحب مشروع القانون.
ويتوقع أن تطاول الاضطرابات أيضاً وسائل النقل الجوي، إذ دعت كل نقابات الطيران المدني إلى إضراب من الجمعة 3 حزيران (يونيو) إلى الأحد 5 منه، للمطالبة بمسائل داخلية. أما في الموانىء وأحواض السفن، فدعت نقابة الكونفيدرالية العامة للعمل إلى «مواصلة وتوسيع الحراك» ضد قانون العمل، مع توقف عن العمل لمدة 24 ساعة الخميس.
وهذه التعبئة غير المسبوقة منذ عام 1981 ضد حكومة يسارية، قد تؤثر على المسار البرلماني لمشروع قانون العمل الذي يفترض أن يتواصل في حزيران (يونيو) تزامناً مع البطولة الأوروبية لكرة القدم.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق