سينما

كان 2016: «أنا دانيال بلايك» للبريطاني كان لوتش يقطف السعفة الذهبية

فاز فيلم «أنا دانيال بلايك» للبريطاني كان لوتش بالسعفة الذهبية في النسخة 69 من مهرجان كان السينمائي، وسبق أن فاز المخرج بسعفة ذهبية عام 2006 عن «تهب الرياح».

أسدل الستار مساء الاحد على مهرجان كان السينمائي الذي انطلق في 11 أيار (مايو)، في حفل قدمه الممثل الفرنسي لوران لافيت وعزف فيه الملحن اللبناني الفرنسي ابراهيم معلوف الساكسوفون.
وتميزت الدورة 69 للمهرجان بتدابير أمنية مشددة و«بتعبئة استثنائية» كما وصفها وزير الداخلية برنار كازنوف، بسبب التهديدات الإرهابية بعد ستة أشهر على اعتداءات باريس (في 13 تشرين الثاني/نوفمبر) وسبعة أسابيع على اعتداءات بروكسل (22 آذار/مارس). لكن الخوف من الإرهاب لم يثن رواد المهرجان عن المجيء بأعداد كبيرة، ولجمهور النقاد ومحبي السينما عن الاستمرار بترقب الأفلام وتحليلها ومناقشتها… ولم يمنع حتى النجمة الأميركية جوليا روبرتس من صعود مدرج قصر المهرجانات المغطى بالبساط الأحمر حافية القدمين !
وطبعت السياسة هذه الدورة إذ فاز فيلم «أنا دانيال بلايك» للمخرج البريطاني كان لوتش بالسعفة الذهبية. حمل في هذا الفيلم كان لوتش الكاميرا مجدداً وهو في الثمانين من العمر ليصب جام غضبه على نظام الخدمات الاجتماعية وهيئات العمل في بلاده عبر قصة العاطل دانيال بلايك التي هزت الكروازيت. وشارك المخرج مرارا في المسابقة الرسمية لمهرجان كان وكان قد أحرز مرة أولى عام 2006 السعفة الذهبية عن «تهب الرياح».
يضطر النجار دانيال بلايك وهو يقارب الستين من العمر إلى الانقطاع عن العمل بعد أزمة قلبية، فنتبعه في مواجهة متاهات نظام عبثي مبهم من وكالات العمل إلى هيئات الخدمات الاجتماعية، وسط مساءلات تشبه التحقيق الأمني حول صحته وورشات إعادة الإدماج المهني. وهذه الإجراءات تقسو على الرجل المنهك فهي إجبارية والتخلف عنها يهدد بقطع المنح التي يقتات منها. وفي رحلته عبر ماكينة الإدارة الجهنمية، يلقى بطل الفيلم بعض السند عند إحدى جاراته السود وهي امرأة تربي طفليها بمفردها، وكلاهما ضحيتان للنوع عينه من الظلم.
وقال كان لوتش عند تسلم الجائزة من يدي الممثل الأميركي ميل غيبسون إن الفيلم «رسالة أمل» وأن «إمكانية صنع عالم مختلف ممكنة وضرورية». وكان قد صرح خلال المؤتمر الصحفي الأسبوع الماضي بعد عرض الفيلم عن مسألة البطالة «إنها وضعية صادمة فهذه المشكلة لا تمس فقط بلادي بل كل أوروبا». وندد لوتش بمشروع «الليبيرالية الجديدة» الذي يعتمده الاتحاد الأوروبي مشيراً إلى أن هذا النظام اللا إنساني «يطاول الأشخاص الضعفاء» فمراكز العمل بالنسبة اليه «لا تساعد الناس بل تعرقل طريقهم».

جاكلين خوسيه أفضل ممثلة
ومن الفيليبين ارتفع بدوره صوت بريانتيه ميندوسا ضد الفساد، وشارك ميندوسا في مهرجان كان للمرة الثالثة وكان فاز عام 2009 بجائزة أحسن إخراج عن فيلم «كيناتاي». وميندوسا هو أحد رواد السينما المستقلة في بلاده، يرسم في فيلمه الأخير «ما روزا» لوحة اجتماعية فيها نظرة بلا رحمة على ما يدور في الأحياء الفقيرة بمانيلا. وفازت بطلة الفيلم جاكلين خوسيه بجائزة أفضل ممثلة في هذه الدورة 69 من مهرجان كان.

الجائزة الكبرى لابن كان المدلل كزافييه دولان عن «فقط نهاية العالم»
أما الجائزة الكبرى وهي ثاني أهم جوائز المهرجان فكانت من نصيب الشاب الكندي وابن كان المدلل كزافييه دولان عن فيلم «فقط نهاية العالم». وكان العبقري دولان قد أحرز رغم صغر سنه جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان العام 2014 عن فيلم «أمي» وكان في العام 2015 عضواً في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.
واستلهم دولان شريط «فقط نهاية العالم» من مسرحية تحمل العنوان عينه كتبها جان لوك لاغارس عام 1990 بعد أن علم أنه مصاب بالإيدز. فيروي الفيلم قصة كاتب مشهور ومثلي الجنس يعود إلى عائلته بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات ليخبرهم بأن أيامه صارت معدودة بسبب مرض خبيث. وقال دولان باكياً عند تسلم الجائزة إنه يصنع أفلاماً «لكي أحب ولكي يتقبلني الناس».

نصيب الأسد لـ «البائع» للإيراني أصغر فرهادي وبطله شهاب حسيني أفضل ممثل
وكان نصيب الأسد في هذه الدورة من نصيب فيلم «البائع» للايرني أصغر فرهادي إذ أحرز عنه المخرج جائزة أحسن سيناريو ونال الممثل شهاب حسيني جائزة أحسن ممثل عن دور البطولة. وأهدى حسيني الجائزة إلى الشعب الإيراني، كما قال فرهادي من جهته «لا تعرف أفلامي بزهوها لكن أتمنى أن هذه الجائزة أدخلت الفرحة على شعبي».
يعتبر فرهادي صاحب الأوسكار والسيزار والدب الذهبي من أبرع السينمائيين الإيرانيين. وهو عاد ليصور فيلمه الأخير «البائع» في بلاده، بعد أن دارت أحداث فيلمه السابق «الماضي» في فرنسا مع الممثلة برينيس بيجو والممثل الفرنسي من أصل جزائر طاهر رحيمي . وكان فيلم «الماضي» قد شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2013، ونالت بيجو في تلك النسخة جائزة أفضل ممثلة. ويستمر فرهادي مع «البائع» في تشريح العلاقات الزوجية التي صار معلماً في سبر طياتها.
البطلان عماد (شهاب حسيني) ورنا هما ممثلان في مسرح بطهران، تتعرض رنا للاعتداء الجنسي على يد مجهول في شقتهما الجديدة، ويتحول سعي زوجها إلى الانتقام من المسؤول إلى لوحة فلسفية وفنية عن مسائل الشرف والذنب والغفران.

«المتسوقة الشخصية» للفرنسي آساياس و«باكالوريا» للروماني مونجيو أحسن إخراج
بالتساوي فاز فيلم «المتسوقة الشخصية» للفرنسي أوليفييه آساياس و«باكالوريا» للروماني كريستيان مونجيو بجائزة أحسن إخراج. وكان كريستيان مونجيو قد فاز بالسعفة الذهبية مرة أولى عام 2007، ويروي «باكالوريا» تخلي أب عن كل القيم التي لقنها لابنته من أجل حلم، وهو أن يراها تدرس في جامعة إنكليزية.
أما آساياس فقد كان قد شارك عام 2014 بفيلم «سيلس ماريا» في المسابقة الرسمية لكن فيلم «المتسوقة الشخصية» فقد لاقى استياء كبيراً في صفوف النقاد هذا العام إلى حد أن دوى صفير الاستهجان في نهاية العرض المخصص للصحافيين. وتقمصت في الفيلم النجمة الأميركية كريستين ستيوارت دور مورين وهي فتاة أميركية مهنتها شراء ثياب فاخرة ومجوهرات ومختلف الأشياء لحساب شخصية من عالم الموضة في باريس. في الوقت عينه مورين متأكدة من قدرتها على فك شفرة عالم الغيب فتحاول التواصل مع أخيها التوأم المتوفى.

جائزة لجنة التحكيم للبريطانية أندريا أرنولد للمرة الثالثة
من جهتها فازت البريطانية أندريا أرنولد بجائزة لجنة التحكيم للمرة الثالثة وكانت الأخريان عام 2006 و2009. ويجمع فيلمها الفائز «العسل الأميركي» الشريط بين أفلام الرحلة وأفلام المراهقين حيث تتقفى المخرجة طواف مجموعة من الشباب يوزعون المجلات عبر الوسط الغربي الأميركي الذي تجهله الإعلانات السياحية، وسط قصص حب وسكر.
وترأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج الأسترالي جورج ميلر وشملت لجنة التحكيم ثمانية أعضاء آخرين نصفهم نساء. واختار مهرجان كان في هذه الدورة تكريم الممثل الفرنسي العظيم جان بيار ليو (72 عاماً)، وكشف المخرج فرانسوا تروفو موهبته في 1959 في فيلم «400 ضربة» ومثل ليو في العديد من أفلامه إضافة إلى أفلام جان لوك غودار ومخرجين كبار آخرين. ويمثل ليو حسب المنظمين «أسطورة كان التي حل فيها وهو في الـ 14 من العمر» وكان بمثابة «ريح الحرية التي هبت على الموجة الجديدة في الفن السابع».

مغربية تفوز بالكاميرا الذهبية
وفازت الفرنسية المغربية هدى بنيامينا عن فيلمها «الهيات» بالكاميرا الذهبية التي تسند لأفضل أول فيلم طويل، وفي عرض الفيلم في إطار تظاهرة «أسبوعي المخرجين». يروي الفيلم قصة «دنيا» التي تعيش في حي من أحياء الضواحي يعج بالإسلاميين وبكل أنواع التجارة غير الشرعية وقالت هدى بنيامينا إن فيلمها «يتجاوز قمقم الضاحية المعتاد ليسائل الإنساني والمقدس والسياسي في مجتمعنا». وكانت هدى بنيامينا قد فازت عن فيلمها «لى درب الجنة» بسيزار الفيلم القصير عام 2013. وعند تسلمها جائزة الكاميرا الذهبية أطلقت بنيامينا الزغاريد!

فرانس 24 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق