رئيسيسياسة عربية

37 قتيلاً من الامن بتفجيرين في جنوب اليمن احدهما تبناه داعش

قتل 37 عنصراً على الاقل من قوات الامن اليمنية في تفجيرين الاحد في مدينة المكلا (جنوب شرق)، احدهما انتحاري تبناه تنظيم الدولة الاسلامية هو الثاني خلال ايام، ويأتي في اعقاب طرد تنظيم القاعدة من المنطقة.
واستهدف انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً مجندين في مقر للشرطة عند اطراف المكلا مركز محافظة حضرموت، ما ادى الى مقتل 31 منهم على الاقل، قبيل اصابة مدير امن المحافظة ومقتل ستة من عناصره في تفجير عبوة ناسفة قرب مكتبه لدى عودته من مقر الشرطة.
وادى التفجير الانتحاري وسط تجمع للمجندين في مقر للشرطة بمنطقة الفوة عند الاطراف الجنوبية الغربية للمكلا، الى مقتل 31 مجنداً على الاقل واصابة 62، بحسب ما افادت مصادر طبية وكالة فرانس برس.
وكانت حصيلة اولية افادت عن مقتل 25 مجنداً واصابة 60 بجروح.
وسارع تنظيم الدولة الاسلامية الى اعلان مسؤوليته عن الهجوم.
وافاد بيان نشرته حسابات مؤيدة على مواقع التواصل، ان احد عناصره «ابو البراء الانصاري»، قام «بتفجير حزامه الناسف وسط تجمع لمرتدي عناصر الامن داخل مبنى النجدة في منطقة فوة بمدينة المكلا».
وبعيد الهجوم، اصيب مدير امن حضرموت العميد مبارك العوبثاني وقتل ستة من مرافقيه، بتفجير عبوة ناسفة قرب مكتبه، بحسب مصدر امني.
واوضح المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، ان العوبثاني كان موجوداً في مقر الشرطة بالفوة لحظة وقوع التفجير الانتحاري، وغادره بعد ذلك متوجها الى مكتبه، حيث انفجرت العبوة الناسفة لدى وصوله.
ولم تعلن اي جهة في الحال مسؤوليتها عن هذا التفجير.

الهجوم الثاني هذا الاسبوع
والهجوم الانتحاري هو الثاني هذا الاسبوع يستهدف قوات الامن في المكلا، ويعلن مسؤوليته عنه تنظيم الدولة الاسلامية.
وقد تبنى التنظيم المتطرف الخميس هجوماً على معسكر للجيش في منطقة خلف عند الاطراف الشرقية للمكلا، اودى بـ 15 جندياً على الاقل.
وفي حين قال التنظيم في حينه ان التفجير كان عبارة عن هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، اشارت مصادر عسكرية يمنية الى انه نفذ بثلاث سيارات يقودها انتحاريون، واتهمت تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنه.
والاحد، اطلق عناصر قوات الامن النار على سيارة قرب مركز عسكري في خلف، بعد الاشتباه بانها مفخخة وان سائقها انتحاري، بحسب مصدر امني اشار الى ان السائق ابتعد بسيارته ولاذ بالفرار.
ورغم تبنيه هجمات سابقاً في صنعاء وعدن، الا ان تفجير الخميس كان الاول الذي يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية في حضرموت، المحافظة التي يتمتع فيها منذ اعوام تنظيم القاعدة بنفوذ واسع، كان من اهم مظاهره سيطرته على مدينة المكلا زهاء عام.
وطردت القاعدة من المكلا ومناطق في ساحل حضرموت في 24 نيسان (ابريل)، اثر عملية واسعة للقوات الحكومية وقوات خاصة سعودية واماراتية منضوية في اطار التحالف العربي، والذي يدعم منذ آذار (مارس) 2015، القوات اليمنية في مواجهة المتمردين.
وكانت هذه العمليات الميدانية اول مرة يعلن فيها التحالف مشاركة قوات برية تابعة له في قتال الجهاديين باليمن.
كما اكدت وزارة الدفاع الاميركية ارسال عدد من الجنود الاميركيين لدعم عملية استعادة المكلا والمناطق المجاورة. وهي المرة الاولى تعلن فيها واشنطن ارسال جنود لقتال تنظيم القاعدة في اليمن، علما ان طائرات من دون طيار تابعة لها تستهدف منذ اعوام عناصره وقياداته.
وتنتهز التنظيمات الجهادية النزاع بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف، والحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتعزيز نفوذها في جنوب اليمن.
وتبنى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية عدداً من الهجمات خلال الاشهر الماضية، خصوصا في مدينة عدن. واستهدفت معظم الهجمات رموزا لسلطة الحكم، كقوات الامن او مسؤولين سياسيين.
وقوض نفوذ الجماعات المسلحة في عدن من قدرة الحكومة على فرض سلطتها في ثاني كبرى مدن البلاد، والتي سبق للرئيس هادي ان اعلنها عاصمة موقتة بعد سقوط صنعاء بيد المتمردين في ايلول (سبتمبر) 2014.
وكانت القوات الحكومية استعادت عدن واربع محافظات جنوبية اخرى، بدعم ميداني مباشر من قوات التحالف العربي، في تموز (يوليو) الماضي.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت يواصل فيه وفدا الحكومة والمتمردين مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة في الكويت، والتي يؤمل منها التوصل الى حل للنزاع الذي اودى باكثر من 6400 شخص.
ولا تزال هوة عميقة تفصل بين الطرفين خصوصا تنفيذ قرار مجلس الامن 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المدن وتسليم اسلحتهم الثقيلة. كما يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق وقف النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل 10-11 نيسان (ابريل) تمهيداً للمشاورات.
وفي مؤتمر صحافي الاحد، اعرب المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد عن «تفاؤله» بالتوصل الى حل مقرا في الوقت نفسه بوجود «نقاط صعبة».
واعتبر المبعوث ان التنازلات مطلوبة من الجانبين للوصول الى حل سياسي «واضح»، وان «الكرة الآن في ملعب المشاركين في الجلسات».
وشكل الملف اليمني احدى نقاط البحث بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الاميركي جون كيري في جدة.
واشار بيان للخارجية الاميركية الى ان الطرفين بحثا خلال لقائهما الاحد «في الحاجة الى تثبيت وقف اعمال القتالية (…) والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق