رئيسيسياسة عربية

اجتماع دولي اليوم في فيينا لبحث الفوضى في ليبيا في ظل تقدم «داعش»

يلتقي وزراء خارجية من دول اوروبية والولايات المتحدة ودول جوار ليبيا اليوم الاثنين في فيينا لبحث الفوضى في هذا البلد الذي يعاني من انقسامات سياسية ومن تنامي الخطر الجهادي.

ويعقد هذا الاجتماع في وقت حرج بينما وسع تنظيم الدولة الاسلامية مؤخراً نفوذه الى غرب مدينة سرت الليبية التي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) 2015. كما ان حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت برعاية الامم المتحدة تجد صعوبة في بسط نفوذها بعد اكثر من شهر ونصف على تولي مهامها في طرابلس.
واعلن وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني الذي يترأس الاجتماع مع نظيره الاميركي جون كيري، خلال زيارة قام بها مؤخراً الى تونس ان الاجتماع سيضم «الجهات الرئيسية» الاقليمية والدولية بهدف دعم «عملية ارساء الاستقرار» في ليبيا.
وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية اثر هجمات شنها الاسبوع الماضي على تجمعات لقوات حكومة الوفاق الوطني، من السيطرة على منطقة ابو قرين الاستراتيجية التي تبعد حوالي 130 كلم غرب مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) الخاضعة لسيطرته منذ حزيران (يونيو) 2015. وهي اول مرة ينجح الجهاديون في السيطرة على منطقة تقع الى الغرب من قواعدهم في سرت.
واستفاد تنظيم الدولة الاسلامية من الخلافات السياسية والفراغ الامني في ليبيا ليقيم معاقل له في هذا البلد، مشكلاً خطراً مباشراً على دول الجوار وعلى اوروبا.

اعادة توحيد الصفوف
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان وزراء الخارجية سيبحثون خلال الاجتماع «الدعم الدولي للحكومة الجديدة وسيركزون على المسائل الامنية».
واعلن مسؤولون ودبلوماسيون اميركيون الخميس ان الولايات المتحدة على استعداد لتخفيف الحظر الذي فرضته الامم المتحدة على تصدير الاسلحة الى ليبيا منذ اندلاع الثورة ضد نظام معمر القذافي عام 2011، وذلك بهدف مساعدة حكومة الوفاق الوطني الليبية على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
كما ان الحرب ضد الجهاديين هي في صلب معركة اخرى تجري بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وقوات موالية للفريق اول ركن خليفة حفتر، تدعم حكومة موازية مقرها في شرق البلاد.
وتتسابق السلطتان الليبيتان في الشرق والغرب على خوض معركة تحرير مدينة سرت بشكل منفرد، واعلنت كل منهما حلول «ساعة الصفر» في خطوة قد تهدد نتائج اي عمل عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الايطالي نيكولا لاتوري لوكالة فرانس برس ان «السباق» لتحرير سرت «خطأ (…) ولم يعد من الممكن ان نقبل بهذا الانقسام».
وهو يرى ان اجتماع فيينا سيكون فرصة لتوحيد الصفوف حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في ليبيا، ومن الممكن ان يفضي الى وضع اسس لتحرك مشترك.
ورات كلاوديا غازيني المحللة في مجموعة الازمات الدولية ان «عملية عسكرية لتحرير سرت تتطلب تنسيقاً اكبر للقوات الامنية لاسباب تكتيكية وسياسية في آن».
ويعد تنظيم الدولة الاسلامية ما بين ثلاثة وخمسة الاف مقاتل في ليبيا وهو يسعى لاجتذاب مئات المجندين الاجانب الى هذا البلد، بحسب ما افادت مصادر فرنسية واميركية.

تحديات سياسية
كما سيسعى المشاركون في الاجتماع لتقديم المزيد من الدعم لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، في وقت تواجه صعوبات كثيرة ابرزها فرض سلطتها في بلد يعاني من انقسامات كثيرة.
ونجحت حكومة السراج منذ دخولها الى طرابلس في نهاية اذار (مارس) في بسط سلطتها في العاصمة وضم الفصائل المسلحة في غرب البلاد.
وهي لا تزال تأمل في انضمام الحكومة الموازية التي تتخذ مقرها في شرق البلاد وتطالب بحصول سلطات طرابلس على ثقة البرلمان الذي فشل مرات عدة في التصويت على الثقة.
ويعول الغربيون على حكومة الوفاق لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية ووقف تدفق المهاجرين من السواحل الليبية التي تبعد 300 كلم فقط عن السواحل الايطالية.
وخلص تقرير برلماني بريطاني مؤخراً الى ان العملية البحرية للاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب المهاجرين قبالة السواحل الليبية تشكل «فشلاً» ولا تساهم إلا في تشجيع المهربين على تغيير استراتيجيتهم.
وتتجه الانظار مرة جديدة الى طرابلس حيث جاء في التقرير انه «بدون دعم حكومة ليبية مستقرة، فان العملية لا يمكنها جمع المعلومات الضرورية لمهاجمة المهربين».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق