دولياترئيسيسياسة عربية

البرازيل: رئيس مجلس الشيوخ يمضي قدماً في عملية إقالة روسيف متحدياً رئيس مجلس النواب

أمر رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي رينان كاليروس بمواصلة عملية إقالة الرئيسة ديلما روسيف، متجاهلاً بذلك القرار «غير المناسب» الذي أصدره رئيس مجلس النواب بالوكالة بإلغاء الجلسة التي قرر خلالها النواب في منتصف الشهر الفائت البدء بإجراءات إقالة الرئيسة.

بعد أن أبطل رئيس مجلس النواب البرازيلي بالوكالة فالدير مارينياو إجراءات مساءلة رئيسة البلاد ديلما روسيف يوم الإثنين ودعا المجلس إلى إجراء تصويت جديد، قرر رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي في اليوم ذاته المضي قدماً في إجراءات مساءلة رئيسة البلاد ديلما روسيف.
وأمر رئيس مجلس الشيوخ رينان كاليروس عصر الإثنين بمواصلة عملية إقالة روسيف، متجاهلاً بذلك القرار «غير المناسب» الذي أصدره رئيس مجلس النواب بالوكالة صباحا بإلغاء الجلسة التي قرر خلالها النواب في منتصف الشهر الفائت البدء بإجراءات إقالة الرئيسة.
وكان فالدير مارينياو ألغى صباح الإثنين التصويت الذي أجراه النواب في 17 نيسان (أبريل) على آلية إقالة الرئيسة ديلما روسيف، في قرار مفاجئ أحدث زلزالاً سياسياً خصوصاً أن دعوة كانت وجهت لأعضاء مجلس الشيوخ هذا الأسبوع للتصويت على فتح قضية إقالة روسيف رسمياً.
وقال كاليروس إنه «لا يمكن لقرار متفرد أن يفرض على قرار جماعي»، في إشارة إلى موافقة غالبية ساحقة من النواب (367 مقابل 146) في 17 نيسان (أبريل) على البدء بعملية إقالة روسيف.
وأضاف أن «قبول مثل هذا التلاعب بالديمقراطية يضعني شخصياً في موقع المشارك في تأخير العملية. ليس لرئيس مجلس الشيوخ أن يقول ما إذا كان ذلك صحيحاً أو خاطئاً، بل هذا من صلاحية الجلسة العامة لمجلس الشيوخ».
وعلى الإثر أمر كاليروس بتلاوة تقرير لجنة المساءلة في مجلس الشيوخ والمدرج على جدول الأعمال، ما أثار ردود فعل ساخطة من أعضاء مجلس الشيوخ اليساريين الذين طالبوا بإلغاء العملية.
وبعد المحاولات العبثية لاستعادة الهدوء في قاعة المجلس، أمر كاليروس بتعليق الاجتماع لمدة دقيقتين «كي يتاح لكم (الأعضاء اليساريين) أن تبكوا في سلام».
وبهذا تكون عملية إقالة الرئيسة عادت إلى سكتها ومن المفترض أن تتواصل هذه الإجراءات ما لم تتدخل المحكمة الاتحادية العليا لوقفها.
وإثر قرار رئيس مجلس الشيوخ قال رئيس المحكمة الاتحادية العليا ريكاردو ليفاندوفسكي «سأعطي الأولوية للمراجعات القانونية المتعلقة بالإقالة، مؤكداً أن الإجراءات ستحترم القوانين».
وهذه التقلبات الدراماتيكية خلال بضع ساعات شكلت زلزالاً قضائياً وسياسياً فاجأ الجميع حتى روسيف نفسها التي دعت أنصارها الذين راحوا يحتفلون بقرار إلغاء التصويت على الإقالة إلى التروي.
وقالت «أنا مثلكم علمت بالخبر عبر الهاتف المحمول. لست أعلم ماذا ستكون عليه التداعيات، أرجوكم أن تترووا (…) يجب أن نفهم ماذا يحدث».
كما دعت روسيف البرلمانيين إلى «إدارة الوضع بروية».
ومن المتوقع أن يصوت أعضاء مجلس الشيوخ الأربعاء على قرار يحتاج فقط لأكثرية بسيطة للبدء بإجراءات إقالة أول امرأة رئيسة في البرازيل وذلك بتهمة التلاعب بمالية الدولة.
وفي حال تأمين هذه الغالبية، ستنحى الزعيمة اليسارية التي تراجعت شعبيتها والمناضلة السابقة التي تعرضت للتعذيب إبان الحكم العسكري، عن السلطة لفترة أقصاها 180 يوماً في انتظار الحكم النهائي لأعضاء مجلس الشيوخ.
ويستعد حليفها السابق، نائب الرئيسة ميشال تامر (75 عاماً) لتولي الرئاسة بالوكالة.
ولا تساور أحداً الشكوك حول نتيجة التصويت الذي سيجرى الخميس. فقد أعلن حوالي خمسين من 81 عضواً في مجلس الشيوخ عزمهم على التصويت على بدء إجراءات إقالة الرئيسة التي تؤكد أنها «ضحية انقلاب برلماني» من دون أسس قانونية.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق