متفرقاتمدن

الشانزليزيه تمشي «راجلة» على خطى الملك لويس الرابع عشر

تتنفس جادة الشانزليزيه التي تسكن قلب العاصمة الفرنسية باريس وتعد أجمل جادة في العالم، أول أحد من كل شهر من دون سيارات لتعود إلى المهمة التي أرادها لها الملك لويس الرابع عشر (1661- 1715) وهي أن تكون مكاناً للنزهات.

المشاة يبسطون سيطرتهم على أجمل جادة في العالم، جادة الشانزليزيه التي تسكن قلب العاصمة الفرنسية باريس، اعتباراً من امس الأحد، وأول أحد من كل شهر بقرار من عمدة باريس الاشتراكية آن هيدالغو.
وتعود الجادة بذلك إلى المهمة التي أرادها لها ملك فرنسا لويس الرابع عشر، وهي أن تكون مكانا للنزهات، وتقول آن هيدالغو رئيسة بلدية باريس التي تطلق منذ انتخابها في العام 2014 المبادرات الرامية إلى تقليص حركة السير في العاصمة «أنها أجمل جادة في العالم، وعلينا أن نجعلها أكثر جمالاً».
وتضيف في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية «حين نمشي في الجادة من دون زحمة السيارات نراها في حلة مختلفة».

للسياح ولسكان باريس كذلك
وإذا كانت الجادة تجذب السياح الأجانب بكثرة، إلا أن البلدية ترغب في جعلها أيضاً مقصداً لسكان باريس ومكاناً يشعرون أنه مساحة لهم.
ولذا، ستقفل الجادة في أول يوم أحد من كل شهر من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الثامنة مساء أمام حركة السيارات، على أن يمدد هذا الوقت ليغطي اليوم كله لاحقاً.
ويقول كريستوف نادوفكسي المسؤول في البلدية أن أيام الأحد الأولى التي سيبدأ فيها تطبيق الإجراء ستكون بمثابة اختبار لهذا التوجه.
وستكون الجادة مفتوحة للمشاة فقط، لمن يرغبون في التنزه فيها، بحسب المسؤول الذي يرى أن «جعل أجمل جادات العالم متاحة للتنزه مشياً هو شكل مختلف من أشكال الاستفادة منها».
وسيكون بإمكان راكبي الدراجات الهوائية أن يستفيدوا من هذه الأيام أيضاً، وهي «خطوة في الاتجاه الصحيح» من شأنها أن تعزز التوجه الرامي إلى تشجيع استخدام الدراجات في التنقل، بحسب شارل ماغين رئيس جميعة «باري أو سيل» الذي يأسف لأن مبادرات تشجيع الدراجات الأخرى لم «تتقدم بسرعة» في باريس.
وتأتي هذه المبادرة في سياق سعي السلطات المحلية في العاصمة الفرنسية للحد من زحمة السيارات وحظر المركبات المسببة للتلوث فيها.

خطوة أولى ضد التلوث
في السابع والعشرين من أيلول (سبتمبر) 2015، طبق «يوم من دون سيارات» في عدد من أحياء باريس. وبحسب مرصد «إيرباريف» المعني بقياس نقاوة الهواء في العاصمة «انحسر مستوى أكسيد الأزوت بين 20 % و40 %» في ذلك اليوم.
ويضاف هذا اليوم الذي سيطبق مجددا في الخريف إلى حظر السيارات في بعض الأحياء الأحد في إطار مبادرة «باريس تتنفس».
ومن ضمن هذا التوجه أيضا تأتي مبادرة إقفال جادة الشانزليزيه أمام حركة السيارات مرة كل شهر.
صممت جادة الشانزليزيه في العام 1670، على يد أندريه لو نوتر مهندس الحدائق لدى الملك لويس الرابع عشر، لتكون مكاناً لنزهات الباريسيين.

أجمل جادة في العالم
وهي أصبحت اليوم جادة كبيرة من أشهر جادات العالم يقصدها يومياً 300 ألف شخص، منهم 190 ألفاً يعملون في متاجرها ومؤسساتها، إضافة إلى الزوار الباريسيين والأجانب، يقول إدوار ليفيبفر المندوب العام لجمعية الشانزليزيه التي تضم تجارها.
وتقام كبرى الاحتفالات الباريسية في هذه الجادة، من الاحتفالات بنتائج كأس العالم لكرة القدم، إلى الاستعراضات المقامة في العيد الوطني الفرنسي في الرابع عشر من تموز (يوليو) إلى احتفالات رأس السنة.
إضافة إلى ذلك، تجذب الجادة الزوار والمتنزهين بمواقعها الثقافية والترفيهية ومطاعمها وصالات السينما ومعارضها، ولا تزيد نسبة من يقصدونها للتسوق عن 23 %، بحسب ليفيبفر.
تدرس السلطات المحلية مشروعاً للجادة ينتظر أن ينفذ في العام 2025. ولا يستبعد المسؤولون أن تصبح الجادة يوماً ما خالية تماماً وبشكل دائم من حركة السيارات، أو على الأقل أن تصبح حركة المركبات فيها حكراً على مركبات النقل العام، الأمر الذي يخفض بشكل كبير زحمة السير فيها وطغيان حركة السيارات على حركة المشاة وراكبي الدراجات.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق