سياسة لبنانية

الحريري متمسك بفرنجية

يؤكد الرئيس سعد الحريري لزواره في بيت الوسط أنه يجد نفسه قريباً من بعض أطراف قوى 8 آذار كالرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية كما هو قريب من حلفائه في 14 آذار، نافياً بشدة ما راج في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي عن عزمه التخلي عن ترشيح النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية. وقال في هذا الصدد: «مرشحي هو سليمان بك فرنجية وأنا متمسك به، وإذا توافر النصاب في الجلسة الانتخابية المقبلة فإن لدى سليمان بك ما يكفيه من الأصوات للفوز».

«تشريع الضرورة»
نقلت مصادرعن قريبين من بري أنه يتلمس وجود أكثرية نيابية ستوافقه في النهاية على عقد جلسة تشريع الضرورة. فالحوار الذي يقوده شخصياً ومعاونه السياسي الوزير علي حسن خليل يؤكد احتمال خروج تيار المستقبل في المرحلة المقبلة عن تعهده السابق حول أولوية بت قانون الانتخاب في أول جلسة تشريعية تلت الجلسة الأخيرة الماضية، بفعل الخلاف القائم على أكثر من مستوى بينه وبين «القوات اللبنانية» لأسباب عدة باتت معروفة، وليس أدل عليها الفتور بين الطرفين في مقاربة ملف الانتخابات البلدية والاختيارية وقضايا أُخرى.
وأضافت المصادر «إن موافقة «المستقبل»، إلى جانب موافقة جنبلاط وحزب الله وبعض الكتل النيابية يمكن أن تشكل الميثاقية المطلوبة بالحد الأدنى في ظل مشاركة نواب كتلة «لبنان الحر الموحد» ونواب مسيحيين مستقلين و«الطاشناق». لكن كل هذا سيتبدل في حال تمت الصفقة مجدداً كما حصل في الماضي مع ضم مشروع قانون استعادة الجنسية الى جدول أعمال الجلسة، مع «القوات”» والتيار الوطني الحر، إذا ما تم التفاهم على تخريجة طرح قانون الانتخاب على الجلسة بعد ربط مصيره بالتراجع عن التوصية السابقة للمجلس بأن لا قانون جديداً للانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية».
وقالت مصادر نيابية إن «المستقبل» باق على موقفه وإنه يقترح أن تنظر الهيئة العامة في البرلمان في أول جلسة تعقدها، في تقرير لجنة التواصل النيابية برئاسة مقررها النائب جورج عدوان حول قانون الانتخاب الذي يعكس التباين داخلها. ولفتت المصادر إلى أن كتلة «المستقبل» مع مناقشة هذا التقرير لكنها لن تنوب عن البرلمان في طلب استمرار مناقشته في حال تعذر الوصول إلى حد أدنى من التفاهم، لأن المجلس هو سيد نفسه ويعود إليه، بموافقة أكثرية أعضائه، حسم التباين بالنسبة إلى مواصلة البحث في القانون أو الانتقال إلى البنود الأخرى الواردة تحت عنوان «تشريع الضرورة»، خصوصاً إذا ما ارتأت أن من غير الجائز أن تبقى المراوحة، ونحن في حاجة إلى تدبير أمور المواطنين وتسيير عجلة الدولة.

الانطباعات التي عاد بها السنيورة من واشنطن
كثيرون، بفعل زحمة وضغوط المشاكل الداخلية، لم ينتبهوا لزيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى الولايات المتحدة. ولكن هذه الزيارة كانت محط اهتمام وتقويم لدى أوساط سياسية مراقبة جهدت في معرفة سبب حصولها وأهدافها وبرنامجها، وما إذا كانت حصلت بناء على دعوة أميركية أم بناء على مبادرة ذاتية، وما إذا كان السنيورة ذهب بصفته الشخصية أم ممثلاً للرئيس سعد الحريري الذي انقطعت زياراته الى واشنطن منذ خمس سنوات.
أوساط تابعت الزيارة تلخص الانطباعات الأساسية التي عاد بها السنيورة من واشنطن في النقاط الاتية:
– الجانب الأميركي أعطى أهمية قصوى لاستقرار لبنان، وسأل عن أسباب تجميد السعودية هبة الثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني (واشنطن وصفت القرار بـ «العشوائي». واختلف السنيورة مع هذا الوصف، وأسهب في شرح المبررات السعودية فيه وبعد أن طفح الكيل. وأعطى ثلاثة مسببات رئيسية له هي: القرار الأول بتخفيف الحكم على ميشال سماحة، ثانياً افتراق وزير الخارجية جبران باسيل عن القرار العربي بعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وثالثاً خطابات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وتهجمه مباشرة على السعودية ووصول أذرع الحزب الى اليمن والبحرين).
– لا تعويل على دور واشنطن في الأشهر المتبقية لأوباما تجاه لبنان وعلى رصيد هذه الإدارة. وقال إن النواب الأميركيين الديمقراطيين والجمهوريين الذين اجتمع معهم قالوا له ما معناه إن الادارة دخلت في مرحلة بدل الوقت الضائع وإن الكل «ينتظر الادارة المقبلة».
– توقعات معظم النواب من الحزبين هي في فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الرئاسة، والتي وصفوها بأنها ستكون «جيدة جداً للبنان».
وأضاف المصدر أن القيادة السعودية تدرك أن موازين القوى على الساحة اللبنانية الداخلية لا تعطي أي طرف لبناني سواء كان رئيس الحكومة، أو أي مسؤول آخر، أي هامش للتضامن مع الإجراءات السعودية والسياسات المتّخذة في المنطقة أو في لبنان بشكل خاص.

سن الفيل تختصر معارك المتن
تكاد معركة سن الفيل البلدية أن تختصر كل معارك المتن الشمالي، وتبدو المعركة الأكثر «تسييساً» وانعكاساً للواقع المسيحي الجديد. في سن الفيل، معالم المعركة ارتسمت بين تحالفين: تحالف عون – جعجع وتحالف الكتائب – المر. والمنافسة احتدمت بين لائحتين:
– الأولى يرأسها نبيل كحالة الذي ينطلق من رصيد شخصي استناداً الى تجربة ناجحة من خلال رئاسته للبلدية في السنوات الست الماضية، وحيث يعتبر من الشخصيات التي تميزت في العمل البلدي ومنها على سبيل المثال زياد حواط (جبيل) بيار الأشقر (برمانا) إدمون غاريوس (الشياح)… نبيل كحالة رئيس البلدية الحالي متحصّن بكتائبيته وبدعم ميشال المر له، (والذي تجدد خلال زيارة كحالة لـ «العمارة» خلال الأيام الماضية)، وبوجود ثلاثة أعضاء عونيين يحملون بطاقات حزبية، وأكثر من سبعة آخرين ذوي ميول عونية، يبشّر بفوزه من جديد بعد انضمام عبدو شاوول، منافسه السابق، الى قافلة الائتلاف البلدي الداعم له.
– الثانية يرأسها جوزف شاوول الذي يتباهى بأنه صاحب «اليافطة» الرسمية للتعاون العوني – القواتي.
وسياسياً، يُفهم من مسار معركة سن الفيل أن الجنرال ميشال عون يصوّب نظره على اتحاد البلديات، وسيحاول جاهداً أن يسحب «اللقمة» من فم حليفه السابق ميشال المر ممثلاً بكريمته ميرنا المر. ويُفهم أيضاً أن العلاقة مع «أبو الياس» تشوبها ثغرات كثيرة، وقد يصعب لحمها في بلديات أخرى، خصوصاً أن ساحل المتن يشكل أبرز نقاط التماس بين الفريقين. غير ان كل هذا لن يبدل سير المعركة نظراً للتأييد الكاسح لكحالة.

«أزمة أمن الدولة»: مخرج… من دون حل
يستأنف مجلس الوزراء البحث من حيث انتهت آخر جلسة له في معالجة مشكلة المديرية العامة لأمن الدولة، بعد محاولات جرت خلال الأيام الماضية لإيجاد المخارج الممكنة، وآخرها الاجتماع الذي عقد أمس بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير السياحة ميشال فرعون الذي يتابع الملف، ولكن لم يتم التوصل الى حلول.
وفي حين تشير مصادر وزارية معنيّة إلى أن النقاش قد يعود من حيث توقف، أي اقتراح بعض القوى المسيحية بتشكيل مجلس قيادة من ستة أعضاء (أي إضافة أربعة إلى جانب المدير ونائبه)، إلا أن ذلك لا يوقف الإشكالية المتعلقة بكيفية إدارة الجهاز، إذ من الممكن أن يتجدد الخلاف وهذه المرة لن يكون بين المدير ونائبه فحسب وإنما يتعداه إلى أكثر من شخص مما يعطل العمل من جديد.
مصادر أخرى تتحدث عن مخرج يقضي كتسوية مرحلية بتمرير المخصصات المطلوبة للجهاز وتلبية باقي المطالب المقدمة الى الحكومة وتأليف لجنة مصغرة مهمتها البحث في موضوع تنظيم قيادة الجهاز وهو أمر يحتاج الى وقت. وقد يفضي الحل الى الاتفاق على مشروع مرسوم يقره مجلس الوزراء وهو يحتاج الى توافق سياسي أو يفضي الى مشروع قانون يتطلب فتح مجلس النواب للتشريع. وأشارت الى أن إقرار مخصصات الجهاز اليوم يكتسب قوة إنطلاقاً من ربطها بباقي مخصصات الأجهزة الأمنية. ويمكن أن يشكل هذا الباب مدخلاً الى التشريع الذي يصر عليه الرئيس بري والذي سيكون بنداً أول على طاولة الحوار الوطني بعد غد الأربعاء.
وتجدر الإشارة الى شائعات غزت الوسط السياسي بقوة منذ أيام مفادها أن جهات تطرح  مسألة إقالة اللواء جورج قرعة لتعيين بديل عنه، حيث يتردد اسم العميد جورج خميس (رئيس فرع مخابرات بيروت سابقا، وقائد منطقة جبل لبنان العسكرية حالياً)… ولكن مصادر تؤكد أن مسألة إقالة اللواء قرعة غير مطروحة بسبب موقف الطائفة الكاثوليكية باعتبار قرعة «خطاً أحمر»…
وحسب هذه المعلومات، فإن الضغوط السياسية والإعلامية التي مورست باتجاه إيجاد حل لمشكلة «أمن الدولة» بدأت تؤتي ثمارها، ولكن الحل الجذري ليس متوافراً وأفضل ما يمكن تحقيقه هو إيجاد مخرج يكون بمثابة حل ظرفي وانتقالي…

ثلاثة وجوه
دعا سياسي ماروني بارز الى إعادة تفعيل علاقات الموارنة مع الغرب. هل يمكن الحريري أن يكون في موسكو وباريس ويذهب الرئيس فؤاد السنيورة الى واشنطن ونيويورك، فيما لا نشهد لقاءً واحداً للقادة الموارنة مع أي مسؤول دولي ولا زيارات على مستوى رفيع في أي دولة غربية؟
ويقول هذا السياسي: «للموارنة اليوم ثلاثة وجوه، يمكن الإطلالة منها على العالم الغربي، الكنيسة حيث لها بحكم الأمر الواقع وأبرشياتها علاقات دائمة مع المجتمع الغربي، لكن مشكلة الكنيسة حالياً أنها ليست فاعلة ولا تحمل مشروعاً. المركز الثاني هو قيادة الجيش التي تقدم مشروع مكافحة الإرهاب، وهو العنوان الذي يغري الغرب ويجعل منه مقبولا غربياً. وحاكمية مصرف لبنان التي تعمل أيضاً وفق المعايير الأميركية أخيراً في مكافحة الإرهاب، وهو ما سيميّزها أيضاً في الخارج. لكن هذه المواقع لا يمكن التعامل معها إلا على أساس مشروع لبناني يحمل عناوين
واضحة تتعلق بحق باللبنانيين جميعاً لا طائفة معينة».

«انفجرت… واشتعلت» بين جنبلاط والمشنوق
العلاقة بين الوزير نهاد المشنوق والنائب وليد جنبلاط توصف بأنها علاقة غير مستقرة، منذ أن أصبح المشنوق وزيراً على الأقل… ولكن لم يحصل أن خرجت هذه العلاقة التي تعاني من «حساسية ما» عن سكتها، ولم يحصل أن خرجت المشكلة الخفية الى العلن لتنفجر وتشتعل سجالات حادة واتهامات متبادلة بالفساد…
المشنوق لقي دعم وتغطية كتلة المستقبل، خصوصاً من الرئيس فؤاد السنيورة (الذي بدفاعه عن المشنوق يرد هجمات جنبلاط عن عبد المنعم يوسف أحد أبرز «رجال السنيورة ومستشاريه»)، ومن النائب جمال الجراح الذي أخذ على عاتقه تطويق زميله في دائرة البقاع الغربي النائب والوزير وائل أبو فاعور… وأما جنبلاط فإنه يراهن على حليفه الرئيس سعد الحريري القادر على ضبط المشنوق ولجم طموحاته.
السؤال الذي طرح بقوة: لماذا «انفجرت» بين جنبلاط والمشنوق على هذا النحو؟! هل في الأمر تراكمات خفية وقطب مخفية؟! أم أن الخلاف الشخصي إبن ساعته أم أنه يهدف الى تمرير رسائل سياسية؟!
الحديث جارٍ عن عاملين متداخلين: رغبة الوزير المشنوق بإحداث تغيير في مركز قيادة الشرطة القضائية (مركز أمني أساسي للطائفة الدرزية) من دون التنسيق مع جنبلاط… والعلاقة بين المشنوق ووهاب، وحيث أن المشنوق متهم بالانحياز الى وهاب «خدماتياً». وفي التفاصيل:
بدأت الحكاية حينما تحدث المشنوق مع وائل أبو فاعور على هامش إحدى جلسات مجلس الوزراء، سائلاً إياه عما إذا كان جنبلاط فعلاً ينوي تعيين بديل عن قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري. استبعد وزير الصحة الموضوع، ومع ذلك فضل أن يعود لرئيس الحزب الذي رفض الأمر كلياً، معتبراً أن فيه «لعبة».
توجس جنبلاط اكتمل بعدم متابعة الشرطة القضائية لشبكة الدعارة، ثم «تضخم» بتعيين 20 عنصراً في الشرطة القضائية من أصل 900 عنصر في قوى الأمن الداخلي وذلك بعد تدخل جنبلاط شخصياً. وما لبثت العلاقة بينهما أن اهتزت أكثر بعدما وصلت إلى آذان جنبلاط أخبار حجب الأموال عن الشرطة القضائية، حتى صار مكتب الآداب مكوّناً من 12 عنصراً.
أما عن علاقة المشنوق بالوزير السابق وئام وهاب، فوهاب صديق لوزير الداخلية منذ أكثر من عشرين عاماً، لكن جنبلاط يرى أن وهاب ينشط في الشوف، ويقدّم الكثير من الخدمات لمناصريه، مستفيداً من وجود المشنوق في الداخلية. ويقول جنبلاط إن المشنوق يمنح مناصري وهاب تراخيص بناء «تشوّه التنظيم العمراني» في الشوف، إضافة إلى توظيف أشخاص في الأجهزة الأمنية والمؤسسات التابعة للداخلية. واعتاد جنبلاط غياب أي منافس له على الساحة الدرزية في الشوف، مهما بلغ حجم شعبية هذا المنافس.
وارتفع منسوب الاستفزاز لدى رئيس اللقاء الديمقراطي بسبب وجود ابن عم وهاب، العميد المتقاعد منير شعبان، في وزارة الداخلية كمستشار للمشنوق. ويرى أن شعبان يأخذ دور قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري الذي يقول جنبلاط إنه «ضعيف». خلاصة الأمر أن رئيس الحزب الاشتراكي منزعج من قدرة وهاب على بناء شعبية في الشوف، بصرف النظر عن حجمها.
يجزم «المستقبليون» أن مدرسة رئيس اللقاء الديمقراطي واضحة القواعد: رفع السقوف مقابل مطلب يأتي لاحقاً. ولذلك، يصفون الحملة على المشنوق بأنها «افتعال» أو بالأحرى «تجليطة».

رئاسة اوجيرو
بدأ العد العكسي لخروج عبد المنعم يوسف من رئاسة هيئة «أوجيرو» بعدما اتخذ الرئيس سعد الحريري قراراً في هذا الاتجاه. ويتردد أن هناك إسمين مطروحين لخلافة يوسف أحدهما يريده الحريري والآخر يفضله السنيورة.

بروفة الانتخابات
قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد لقاء مطول عقده مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع (دام 3 ساعات وهو الأول منذ إعلان اتفاق معراب في 18 كانون الثاني): «نحن كرسنا واقعاً سياسياً فعلياً ومساراً كاملاً على الآخرين اعتياده. ولا يعتقدن أحد أن في إمكانه بعد اليوم تجاوز هذا الواقع الذي سيبقى قائما وسنعمل على ترسيخه. وعلى الآخرين اعتياد واقع سياسي جديد في الساحة المسيحية»…
وتقول أوساط عون وجعجع إن «ما بعد مصالحة معراب لن يكون كما قبلها، وليس على غير المصدقين سوى أن ينتظروا الأيام المقبلة».
ويعرب المتحمسون لتطور علاقة الرابية ـ معراب عن اعتقادهم بأن الانتخابات البلدية هي بروفة للانتخابات النيابية التي ستكون أكثر بلاغة في التعبير عن التحالف الذي سيكتسب «اللياقة البدنية» من اختبار الاستحقاق البلدي.
ويشير هؤلاء إلى أن «التيار» و«القوات» يقاربان الانتخابات البلدية من زاوية وجوب توظيفها بالدرجة الأولى لتمرين قواعد الطرفين على السلوك التحالفي، وتعويدهما على بعضهما البعض، بعد سنوات طويلة من الخصومة.

ممر الزامي
يسمع زوار العماد عون منه أن لا وجود لـ«الخطة بـ (Plan B) في حساباته مهما اشتدت الضغوطات عليه، وهو غير مستعد لتقديم أي تنازلات ولو بقي وحيداً في الساحة، علماً أنه ليس كذلك، وهو ان تمسك بالميثاقية فلأن تسلسل الأحداث زاد من قناعته بأن الرئيس العتيد للجمهورية يجب أن يتمتع بتمثيل واسع لدى المسيحيين، كما هو الحال بالنسبة الى رئيس مجلس النواب، وما سيكون عليه الوضع بالنسبة الى رئيس الحكومة في العهد الرئاسي الجديد.
ويلاحظ زوار الرابية أن العماد عون غير قلق من مسألة التهويل باكتمال نصاب الجلسة الانتخابية، ويعتبر أن النصاب القانوني هو تعبير عن تفاهم سياسي لا بد أن يكون جامعاً، ولن يكون هناك أي نصاب بالتهريب.
ويبدي «الجنرال» ثقته بعدم إمكانية تجاوز الأكثرية المسيحية المتمثلة بتفاهم «التيار – القوات» الذي يعتبر أنه بات ممراً إلزامياً لأي خطوة تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، والقفز فوق هذه الأكثرية هو قفز في المجهول.

حرب الغاء
يقول المطلعون على موقف النائب سليمان فرنجية إن الزعيم الزغرتاوي بات يشعر بأن تحالف عون – جعجع يقود ضده «حرب إلغاء» بدأت في انتخابات الرابطة المارونية، ثم انتقلت الى الانتخابات البلدية، لا سيما في البلدات والقرى خارج زغرتا التي لتيار «المردة» تأثير ضمنها في المسار الانتخابي في ظل التحالفات القائمة.
صحيح أن الوضع الانتخابي في قضاء زغرتا الزاوية لا يقلق النائب فرنجية بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع رئيس «حركة الاستقلال» السيد ميشال معوض، إلا أن ما يرد الى بنشعي من تقارير حول الضغوط التي يمارسها العونيون والقواتيون على المرشحين في الانتخابات البلدية والاتجاه الى تشكيل لوائح مقفلة في وجه «المردة»، يجعله يعتقد أن حرب إلغائه لا تحتاج الى أدلة إضافية، ما يجعله يتمسك بترشيحه في مواجهة العماد عون ويجعل «الدوز» أكثر ارتفاعاً في معرض توجيه الانتقادات الى مواقف «الجنرال» وخياراته كما فعل خلال زيارته الأخيرة لطرابلس، وفي التصريحات التي أدلى بها أمام مجموعة من الإعلاميين دردشت معه في بنشعي.
وفي قناعة النائب فرنجية أن انتخابه رئيساً للجمهورية سيحصل عاجلاً أم آجلاً بعد الالتزامات التي قطعها الرئيس الحريري له، واستمرار «الفيتو» الخارجي على العماد عون، وتأييد النائب جنبلاط والرئيس بري له.

الانتخابات النيابية حتماً
يؤكد الرئيس نبيه بري أن الانتخابات النيابية حاصلة حتماً في موعدها المقرر، استناداً الى قانون الانتخاب الذي يكون نافذاً في حينه، لافتاً الانتباه إلى أنه إذا تعذر التفاهم على قانون جديد فإن الانتخابات ستتم وفق قانون الدوحة النافذ، لكنه يشير في الوقت ذاته الى عدم فقدانه الأمل بعد من إمكانية التوصل الى التوافق على مشروع جديد.
ويوضح بري أن جزمه بإجراء الانتخابات النيابية ليس متأثراً بقرار إتمام الانتخابات البلدية، مشدداً على أنه لا يوجد رابط عضوي بينهما، «وأنا في المرة السابقة أيدت التمديد للمجلس، برغم عدم حماستي له، لسبب جوهري وحيد يعرفه الجميع ويتصل بوجوب مراعاة الاعتبار الميثاقي بعد الاعتراض الذي أبداه آنذاك ممثل مكوّن لبناني أساسي، وهو الرئيس سعد الحريري، على إجراء الانتخابات».

الاتفاق على السلة
تعتقد مصادر سياسية متابعة أن عودة الحديث عن «السلة» كشرط للاتفاق على الرئيس العتيد بعدما كان السيد حسن نصرالله قد علق المطالبة بها في حال انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، تعني عملياً أن حظوظ عون بالوصول الى قصر بعبدا بدأت تتراجع نسبياً وبات من المطلوب التفاهم على الإصلاحات التي تشير إليها «السلة» دفعة واحدة قبل الشروع بانتخاب الرئيس أو الاتفاق على اسمه في الحد الأدنى.
وتعود شخصية قيادية بالذاكرة الى ما دار في جلسة الحوار الموسع الماضية بين النائب محمد رعد والرئيس فؤاد السنيورة في حوار غير مباشر بينهما عندما طرح السنيورة خيار اعتماد نصاب الأكثرية بدلاً من الثلثين بهدف الإسراع في انتخاب الرئيس، فرد رعد عليه قائلاً: «هل تريدون الإتيان برئيس للجمهورية يمضي سنوات ولايته وهو في حوار مع القيادات السياسية عن الإصلاحات المطلوبة ولو كانت تحت سقف «اتفاق الطائف»؟ وقد فسرت الشخصية القيادية كلام رعد بأن الاتفاق على «السلة» بات يسبق الاتفاق على الرئيس».

مفارقة الانتخابات
توقفت مصادر عند مفارقة أن انتخابات 2016 تبدأ في البقاع وبعلبك – الهرمل، وللمرة الأولى في محافظة غير جبل لبنان، الأمر الذي يفتح المجال للتأويلات، إذ إن ذلك يؤدي في حال حصول أي إخلال أمني – وكم من قادر على توتير الأجواء في منطقة هي عرضة لكل شيء بوجود المسلحين المتطرفين والمتضررين من حصول أي خطوة حضارية – إلى تأجيل الانتخابات ليس في المنطقة الملتهبة إنما في كل لبنان، بدءاً من الجبل المقررة انتخاباته في 15 أيار (مايو). أما لو حصلت الانتخابات في الجبل في مرحلة أولى، فهي ستمر على خير ومن دون حادث يذكر، في رأي هذه المصادر، الأمر الذي يحتم إجراءها في بقية المحافظات، ونعود إلى النتائج التي يتخوّف منها السياسيون الساعون سراً إلى تأجيلها.

توترات
بعد تعيين العميد كميل ضاهر مديراً للمخابرات قام بأكثر من زيارة الى العماد ميشال عون في الرابية بعيداً عن الإعلام، وكانت أجواء الجلسة إيجابية، فيما لاحظ مراقبون مؤخراً انخفاض مستوى التوتر على خط الرابية – اليرزة. وفي المقابل، يزداد التوتر بين المختارة واليرزة. ولم يعرف بعد ما إذا كان هذا التوتر له علاقة بعودة فرص العماد قهوجي الرئاسية أم بمسألة تعيينات في مراكز أساسية في الجيش اللبناني تعود للطائفة الدرزية ويريد جنبلاط الاستئثار بها وأهمها هذا العام رئاسة الأركان.
وفق رزنامة الاستحقاقات، موقع رئاسة الأركان يأتي أولاً، وهو يعني بشكل مباشر النائب وليد جنبلاط. ثمة أسماء عدة في التداول، أبرزها العميد أمين بو مجاهد والعميد مروان حلاوي، إضافة إلى العميد حاتم ملاّك ودريد زهر الدين (يُحال قريباً الى التقاعد).
يُذكر أن قانون الدفاع يمنع استدعاء قائد الجيش ورئيس الأركان من الاحتياط بعد انتهاء سنوات خدمتهما الفعلية، ما يحتّم الذهاب نحو خيار تعيين بديل عن اللواء سلمان في مجلس الوزراء بالثلثين، أو تسلّم الضابط الأعلى رتبة. أما قهوجي فيبقى له سنة إضافية في الخدمة الفعلية تنتهي في أيلول (سبتمبر) 2017.
وفق أوساط متابعة، لا أحد لديه صورة شاملة عن مسار هذه الاستحقاقات ومدى ترابطها. لكن المؤكد أن لا قائد جديداً للجيش ما دام انتخاب رئيس الجمهورية لم يتم، ما يعني حكماً التمديد مجدداً لقهوجي، وهذه المرة باقتراح من المجلس العسكري المكتمل الأعضاء.

تحولات
ترى مصادر مراقبة أن خطوة إقصاء القيادي الاشتراكي هشام ناصر الدين عن ملف الانتخابات ووضعه في عهدة مفوض داخلية الحزب هادي أبو الحسن كوجه شبابي جديد، مؤشر على التحولات الداخلية في الحزب، مع أنه في تاريخ ناصر الدين الكثير من محطات الإقصاء والعودة الى صفوف العمل الحزبي.

ازمة طويلة
مصدر وزاري قارئاً في نتائج المشاركة اللبنانية في قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، وجد أن الأزمة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي مرشّحة للإستمرار فصولاً عدة، وذلك على الرغم من كل المبادرات اللبنانية، كما الوساطات التي جرت على مدى الأسبوع الماضي مع عواصم عربية بهدف الإفادة من ظروف هذه القمة لإعادة بناء جسور العلاقة مع الرياض. وبالتالي، فإن إمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة اللبنانية مع دول الخليج، لا تزال معدومة على حد قول المصدر الوزاري الذي يعتبر أن الموقف الحكومي مرتبط بعناصر داخلية عدة، أبرزها الحفاظ على التماسك والتضامن بين كل المكوّنات السياسية في مجلس الوزراء، ولذلك، فإن أي موقف أو قرار تتخذه الحكومة ليكون منسجماً مع التوجهات السعودية، ينذر بتفجير الحكومة من الداخل، نظراً لما لهذا الموقف من تداعيات خطيرة على المشهد السياسي العام في البلاد.
وأضاف المصدر أن القيادة السعودية تدرك أن موازين القوى على الساحة اللبنانية الداخلية لا تعطي أي طرف لبناني سواء كان رئيس الحكومة، أو أي مسؤول آخر، أي هامش للتضامن مع الإجراءات السعودية والسياسات المتّخذة في المنطقة أو في لبنان بشكل خاص.

الاكثر تمثيلاً
يشدد الوزير السابق كريم بقرادوني على أن «العماد ميشال عون هو الأكثر تمثيلاً عند المسيحيين وزارد تمثيلاً بتحالفه مع رئيس حزب القوات سمير جعجع. وهذا معطى سياسي جديد ومهم لا يمكن تجاهله أو القفز فوقه». وأشار الى أن «عون هو الأكثر قدرة على بناء دولة ولديه تجربة، وهو الأكثر إصلاحاً، فهو رئيس الضرورتين، ضرورة وقف الشغور وضرورة القيام بالإصلاح، ولا يمكن الخروج من هاتين الضرورتين، إما عون رئيساً أو سنبقى من دون رئيس»، موضحاً أن «لا رئاسة دون عون ولا نصاب من دون رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري».
وأكد بقرادوني أن «النصاب ليس بيد عون بل يتحمل مسؤوليته الحريري والمستقبل، والمشكلة ليست بترشيح عون بل بعدم اكتمال المستقبل، فهذا الفريق لم يقرر حتى الان انتخاب الاكثر تمثيلاً والاكثر بناء للدولة وهنا المشكلة»، متسائلاً: «من له القدرة على جمع جعجع وحزب الله؟ لا أحد، عون جمعهما وليس من السهل أن نقيضين بعيدين يتفقان على هكذا موضوع»، مشدداً على أن «عون يجمع ولا يفرق وهو أكثر رئيس توافقي». ورأى أن عون هو الرئيس القادر على التفاهم مع حزب الله وعلى إيجاد حلول عملية لمشكلة النازحين السوريين بالتفاهم مع الحكومة السورية.

لقطات
نقل عن النائب سليمان فرنجيه قوله: أنا مقتنع أن عدم مشاركتي في جلسة انتخاب الرئيس غير منطقي ويحرجني، لكن لا يمكن أن أشارك في جلسة لا يتأمن فيها النصاب وأخرج مختلفاً مع أصدقائي وحلفائي من دون انتخابي رئيساً. والتواصل دائم مع حزب الله حول الرئاسة وسواها. الحزب ملتزم مع العماد عون، وإذا لم يعد يريده رئيساً هناك فرنجية. أتفهم مرحلة الانتظار التي مرت، ولكن أكرر أن على فريقنا الجلوس معاً ووضع خطة للمستقبل. لا أحسد الحزب على موقفه، فهو محرج تجاهنا وتجاه العماد عون، ومخطئ من يعتقد ان الحزب يمون على أحد للانسحاب.
علم أن قيادة الجيش أوعزت الى كل القطع والوحدات بالاستعداد والجهوزية لتنفيذ خطة أمنية وضعت لحماية الانتخابات البلدية. وبحسب مسؤول عسكري رفيع المستوى، فإن الجيش أكد للسلطة السياسية، وللأجهزة الأمنية الأخرى، جاهزيته لتأمين إجراء الانتخابات البلدية، وأن حماية عمليات الاقتراع لن تؤثر في وحدات الجيش القتالية في السلسلة الشرقية (عرسال وجرودها ومحيطها).
زار الرئيس سعد الحريري ومن دون إعلان الرياض والتقى فيها بعض أركان القيادة السعودية للتشاور في مجمل التطورات المحلية والإقليمية، خصوصاً ما يتعلق بتطورات الأزمة والمواجهة بين السعودية وحزب الله. وقالت مصادر مطلعة إن الحريري عقد لقاء طويلا وإيجابيا مع ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.


اسرار
علم أن من أسباب صرف التيار الوطني الحر النظر عن فكرة النزول الى الشارع، تلقيه إشارة صريحة من النائب سليمان فرنجية بأنه في هذه الحال سينزل أنصاره الى الشارع وليكن ما يكون…
اهتمت أوساط بمعرفة سبب إدخال القيادي في التيار الوطني الحر الدكتور ناجي حايك على خط ملف العلاقة بين التيار والقوات اللبنانية بعدما كان النائب ابراهيم كنعان يتولى حصراً هذه المهمة.
شهود عيان رأوا منذ أيام الأسبوع الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية يتناولان طعام الغداء على طاولة واحدة (في مطعم مهنا) بحضور رجل الأعمال جيلبير شاغوري و«صديق مشترك»…
التقى الوزير جبران باسيل بمستشاري الرئيس سعد الحريري غطاس خوري ونادر الحريري مطلع الأسبوع الحالي، وتناول البحث آخر التطورات الرئاسية والحكومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق