دولياترئيسي

جولة مفاوضات ايرانية – اوروبية وعراقجي متفائل بالحل

رغم العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على ايران، ما تزال الحكومة الايرانية وفريقها النووي، يبديان قدراً من التفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق. وعدم مضي المهلة الجديدة التي تم التوصل اليها دون حسم ذلك الملف. غير ان الوفد المفاوض يتوقف مليا عند ما يعتقد انه تشدد اميركي في المطالب، والى المستوى التعجيزي. ويعتقد الوفد ان العقوبات الاخيرة ضد اشخاص وشركات تقول واشنطن ان لهم علاقة بالبرنامج النووي تندرج ضمن هذا السياق، وتتجاوزه الى محاولات” «لي الاذرع».

غير ان الوفد كجزء من المنظومة الايرانية ككل يعتقد انه ما يزال يمتلك الكثير من الاوراق التي تساعده على الاحتفاظ بثوابته، ومنها حقه في التخصيب، وبناء برنامج نووي سلمي. وحقه في ابعاد برنامجه الصاروخي عن ملف البرنامج النووي.
وفي الوقت نفسه، يسرب الوفد معلومات عن رغبة اميركية غير معلنة رسمياً في الدمج بين الملفين، وصولاً الى معالجة تضع حدا للبرنامج الايراني الطموح، والذي انتج العديد من الصواريخ متوسطة المدى بالمقاييس الايرانية، والى حد ما «الدولية».
ايران، من جهتها، تراهن على التطورات الامنية والسياسية التي تشهدها المنطقة، وتعتقد انها تمسك بالكثير من الاوراق التي تدفع واشنطن الى التفاوض معها املاً بتطويع تلك الاوراق في خدمة المشروع الاميركي. وبالتالي فهي مطمئنة لوضعها ومكانتها، وترى انه ليس صعباً التوصل الى اتفاق يقوم على مبدأ المصالح.

تفاول ايراني
في هذا السياق، اعلن نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الثلاثاء ان بلاده «متفائلة» بالتوصل الى اتفاق مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي قبل انتهاء المهلة المحددة في 24 تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال عراقجي في تصريحات صحفية في العاصمة الفرنسية باريس التي يزورها، ويلتقي مع عدد من كبار مسؤوليها «لدينا امل، نحن متفائلون». وقال ان «الخبر الجيد يتمثل بان الجانبين يتحملان المسؤولية بما فيه الكفاية للتوصل الى اتفاق».
واعتبر عراقجي العضو في الوفد الايراني المفاوض ان العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً، تتنافى و«وروح ومضمون اتفاق جنيف «المرحلي، لكنه تدارك “نحاول القيام باللازم لئلا يؤثر هذا الامر على اتفاق محتمل».
ومن المنتظر ان تستأنف ايران ومجموعة الدول الست الكبرى «الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا» مفاوضاتهما في منتصف ايلول (سبتمبر) على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة.
في الاثناء، قام وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاثنين الفائت بزيارة الى بروكسل  التقى خلالها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.

اجتماع ظريف – آشتون
واجتمع ظريف مع آشتون على غداء عمل برفقة نائبيه عباس عراقجي وماجد تخت روانشي كبيري المفاوضين الايرانيين في المحادثات النووية مع القوى العظمى.
كما عقد الوزير الايراني ايضاً لقاءات مع مسؤولين بلجيكيين قبل التوجه الى لوكسمبورغ.
ولاحقاً، توجه جواد ظريف الى ايطاليا للقاء نظيرته الايطالية فديريكا موغريني التي عينت السبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي خلفاً لكاثرين آشتون.
الى ذلك، وفي سياق مختلف في المضامين، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الرد الإيراني المحتمل على العقوبات الأميركية الجديدة قد «لا يكون ساراً».
وأبدى زعماء إيرانيون استياءهم بعد أن أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات جديدة على عدد من الشركات الإيرانية والأجنبية والمصارف وشركات الطيران لانتهاكها العقوبات المفروضة على طهران.
وتشير التقارير الى ان طهران تأخرت في تسليم وكالة الطاقة الذرية إجابات عن اسئلتها فعاجلت وزارة الخزانة الأميركية إيران برزمة عقوبات فرضتها على 25 شخصاً ومؤسسة بتهم تتراوح بين دعمهم البرنامج النووي الإيراني ومساهمتهم في تسليح قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت واشنطن إن هذه الخطوات إشارة إلى أنه لن يكون هناك تنازل عن العقوبات في الوقت الذي تجري فيه المحادثات الدولية لتخفيف العقوبات الاقتصادية مقابل موافقة إيران على كبح أنشطتها النووية.
وتقول إيران إن برنامجها النووي له أغراض مدنية فقط وتنفي مزاعم الغرب بأنها تريد تصنيع أسلحة نووية.
ويأتي التصعيد الأميركي عشية اللقاء المقرر عقده بين ممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في فيينا، تمهيدا لاستئناف جلسات المفاوضات بين مجموعة دول «خمس زائد واحد» وإيران حول ملف الاخيرة النووي. كما تأتي العقوبات الأميركية قبل أيام من صدور التقرير الفصلي لوكالة الطاقة الذرية حول برنامج إيران النووي.

رد ايران على العقوبات
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن ظريف قوله في مؤتمر صحفي إن إيران سترد على العقوبات «إذا أرتأت أنه ضروري».
وأضاف «يمكن أن نتخذ إجراءات غير سارة للجانب الآخر». ولم يذكر ظريف تفاصيل عما يمكن أن تكون عليه هذه الإجراءات.
وأضاف أن العقوبات فرضت لإرضاء «جماعات ضغط في الولايات المتحدة تعارض أي اتفاق نووي» مستخدماً تعبيراً عادة ما يستخدمه مسؤولون إيرانيون في الإشارة إلى مجموعات مصالح إسرائيلية.
ولم تتأخر وزارة الخزانة في الرد، فأعلن مساعد الوزير ديفيد كوهن، في بيان، أن «خطوة الخزانة هي ضد 25 كياناً وفرداً متورطين في توسيع برنامج إيران للانتشار «النووي»، ودعم الإرهاب في المنطقة، ومساعدة إيران على التهرب من العقوبات الدولية، وهي «خطوة» تعكس تصميمنا المستمر على التحرك ضد أي كان، وفي أي مكان، ممن يخترق العقوبات».
وقال ظريف، إنه أجرى في العاصمة البلجيكية بروكسل «مشاورات جيدة» مع منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك قبل أيام من استئناف المفاوضات النووية بين طهران والقوى الست الكبرى.
وأضاف ظريف أنه «أقرب إلى التفاؤل» بإمكانية التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني مع مجموعة خمسة زائد واحد – التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا – قبل انتهاء المهلة في  تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وقبل توجه عراقجي ضمن الوفد الإيراني في جولة أوروبية، صرح المسؤول الإيراني لوسائل إعلام محلية رسمية بأن الحديث عن بلوغ المفاوضات باباً مسدوداً «غير صحيح»، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى إجابات على قضايا أساسية مع حلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

مباحثات جدية
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن طهران أجرت أمس مباحثات وصفت بالجدية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك ضمن تحقيق تجريه المؤسسة الأممية في الشكوك التي تحوم حول قيام إيران بأبحاث عن القنبلة النووية.
وقال مندوب إيران لدى الوكالة رضا نجفي اليوم إن بلاده لم تلتزم بعد بتنفيذ كل الخطوات الخمس بشأن إجراءات الشفافية النووية التي تم الاتفاق عليها قبل ثلاثة أشهر، والذي حدد الخامس والعشرين من الشهر الماضي كآخر أجل لتنفيذ تلك الخطوات، وأضاف أن طهران نفذت ثلاثة من المعايير الخمسة.

عواصم – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق