رئيسيسياسة عربية

اشتباكات بين البشمركة و«سرايا الخراساني» في محافظة ديالى العراقية

في ما يبدو انه امتداد للازمة في قضاء طوزخرماتو جنوب كركوك، افاد مصدر أمني في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرق العراق، باندلاع اشتباكات ليلة الأحد بين قوات البشمركة الكردية وسرايا الخراساني ضمن الحشد الشعبي في ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين والتي تبعد بمسافة 100 كيلومتر شمال شرق بعقوبة والتي يقطنها خليط من العرب السنة والكرد السنة والشيعة او مايعرف بالكرد الفيلية اضافة الى نسبة صغيرة من التركمان.

وهذه المنطقة من المناطق المتنازع عليها بين حكومتي المركز وإقليم كردستان.
وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم علي ورئيس منظمة بدر هادي العامري قد توصلا في وقت سابق إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين قوات البشمركة وفصائل تركمانية شيعية في الحشد الشعبي في مدينة طوز خورماتو المتنازع عليها شمالي البلاد.
واشترط الطرفان انسحاب جميع قوات الحشد والتعزيزات العسكرية الأخيرة للبشمركة من المدينة لدخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وذكر التلفزيون الرسمي العراقي أن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أوعز إلى قيادات العمليات المشتركة في القوات الأمنية العراقية باتخاذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الموقف في القضاء.
وتواصلت الاشتباكات الأحد على الرغم من جهود الوساطة التي قام بها الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس منظمة بدر هادي العامري التي يشكل مقاتلوها أحد الفصائل الرئيسية التي يتكون منها الحشد الشعبي داخل المدينة.
وقد اندلعت الاشتباكات في القضاء الواقع على بعد نحو 80 كم إلى الجنوب من مدينة كركوك في ساعة متأخرة من ليلة السبت.
وأشارت حصيلة أولية الى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، ومن المتوقع زيادة عدد ضحايا القتال، إذ يمنع القناصة تنقل السكان ونقل الجرحى والقتلى إلى المستشفيات.
ونقل مراسل بي بي سي عن مصدر أمني في القضاء قوله أن من بين القتلى ضابطاً في قوات البشمركة برتبة عميد.
وأشار المصدر نفسه إلى وصول قوة الرد السريع التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى القضاء صباح الاحد.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء أن القتال أدى إلى قطع الطريق الرابط بين العاصمة العراقية ومدينة كركوك الغنية بالنفط.
وقالت تقارير إن الاشتباكات نشبت بين فصائل تركمانية شيعية ضمن قوات الحشد الشعبي وقوات البشمركة الكردية، وإن الجانبين استخدما قذائف الهاون وقذائف الأر بي جي والأسلحة الثقيلة في القصف المتبادل في المناطق مزدحمة بالسكان.
ونشرت إحدى الميليشيات الشيعية صوراً، لم يتم التحقق من صدقيتها، تظهر ألسنة اللهب تشتعل في دبابة على الطريق الرئيسي فضلاً عن سحب الدخان الأسود ترتفع من مناطق سكنية في البلدة.
ولم تتوضح بعد الأسباب التي أدت الى اندلاع القتال بين الجانبين، بيد أن قضاء طوز خورماتو، الواقع على بعد نحو 175 كم إلى الشمال من العاصمة العراقية، غالباً ما يشهد توترات بين الجماعات الكردية والتركمانية المسلحة التي تقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، منذ طرد المسلحين التابعين للتنظيم من البلدات والقرى التي سيطروا عليها في المنطقة عام 2014.
وتسبب شجار وقع في نقطة تفتيش، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في وقوع قتال واشتباكات امتدت إلى داخل مدينة طوزخرماتو بين المقاتلين التركمان وعناصر قوات البيشمركة الكردية.
ونجم عن القتال إحراق العديد من المنازل وانقسام المدينة عرقيا إلى مناطق تركمانية وأخرى كردية، ونزوح السكان بينها بحسب هذا التقسيم الإثني.
وسبق أن وقعت فصائل الحشد الشعبي أربعة اتفاقات أمنية وعسكرية مع البشمركة لضمان عدم حدوث مواجهات بين الطرفين.
وتستعين الحكومة العراقية بقوات الحشد الشعبي، التي تضم متطوعين وميليشيات شيعية لقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات واسعة في الشمال العراقي، وبضمنها مدينة الموصل ثاني أكبر المدن في العراق.
كما تقاتل قوات البشمركة الكردية مسلحي التنظيم ذاته الذين يقفون على أبواب المناطق ذات الغالبية الكردية في إقليم كردستان في الشمال العراقي.

بي بي سي
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق