رئيسيسياسة عربية

دمشق تؤكد استمرارها بمفاوضات جنيف رغم انسحاب المعارضة

دي ميستورا: «يوجد أيضاً الكثير من الاستعراض الدبلوماسي… المغادرة ثم العودة… ثم المغادرة والعودة»

اكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الخميس في براغ ان دمشق ستواصل مفاوضات السلام في جنيف برعاية الامم المتحدة حتى التوصل الى حل، وذلك رغم انسحاب وفد المعارضة. فيما اكد ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا إن محادثات جنيف ستتواصل الأسبوع المقبل واصفاً قرار المعارضة بالمغادرة  بالـ «الاستعراض الدبلوماسي».

وادلى المقداد بتصريحاته من العاصمة التشيكية في زيارة غير مسبوقة لمسؤول سوري كبير الى بلد عضو في الاتحاد الاوروبي منذ اندلاع النزاع السوري.
وصرح المقداد عقب لقائه وزير الخارجية التشيكي لوبومير زوراليك ومساعده مارتن تلابا «مجدداً اؤكد اننا سنحترم وقف الاعمال العدائية على ما تطالب الامم المتحدة».
واضاف «سنرسل المساعدات الانسانية الى سكان سوريا حيثما يحتاجون وسنواصل المفاوضات حتى التوصل الى حل».
يشار الى ان المقداد تابع دراساته العليا في جامعة تشارلز في براغ حيث نال شهادة دكتوراه في الادب الانكليزي.
والجمهورية التشيكية هي البلد الوحيد في الاتحاد الاوروبي الذي ابقى بعثته الدبلوماسية في دمشق مفتوحة، وهي تمثل حالياً مصالح دول اوروبية اخرى الى جانب الولايات المتحدة.
من جهة اخرى صرح تلابا «لطالما اكدنا ان الحل السياسي يجب ان يكون اساساً لحل النزاع في سوريا».
واضاف ان «وقف الاعمال القتالية الحالي هش لكنه سار، ومن مصلحتنا ان يتسع نطاقه ليشمل مجمل اراضي سوريا».

دي ميستورا يستأنف محادثات السلام السورية الأسبوع المقبل
وكان ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا قد اكد امس الخميس إن محادثات جنيف للسلام ستتواصل الأسبوع المقبل برغم قرار المعارضة الرئيسية المغادرة مبكراً فيما رفضه باعتباره «استعراضاً دبلوماسياً».
وقال دي ميستورا في مقابلة مع التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية إن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات في تقديرات أعلى بكثير من التقديرات السابقة للأمم المتحدة التي تراوحت بين 250 ألفاً و300 ألف.
وقال أسعد الزعبي كبير المفاوضين عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية إن كل أعضاء وفد الهيئة في محادثات السلام سيغادرون جنيف بحلول يوم الجمعة وإنه لا توجد فرصة تذكر لاستئناف المحادثات ما لم يتغير الوضع جذرياً على الأرض.
وقال دي ميستورا «يوجد أيضاً الكثير من الاستعراض الدبلوماسي وهذا طبيعي. بمعنى… اقتراح أشياء من الصعب قبولها، المغادرة ثم العودة، ثم المغادرة والعودة».
وأضاف «هذا غير مبرر بالمرة… لأن هناك لحظات يتساءل فيها المرء عما إذا كان وقف إطلاق النار متماسكاً».
ورداً على سؤال عما إذا كانت المحادثات ستتواصل قال دي ميستورا «لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار… يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية وسوف نطلب من الدول الراعية الاجتماع».
وكان المستهدف من أحدث جولة من المحادثات والتي بدأت في 13 نيسان (ابريل) التركيز على قضية الانتقال السياسي الشائكة. لكن وفد دمشق دعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ولا يبدي أي مؤشر على قبول مطالب المعارضة برحيل الرئيس بشار الأسد.
وقال دي ميستورا «رأيي أن اهتمامه هو بمحاولة البقاء في السلطة. في الظروف الحالية… الانتقال السياسي هو الحل».
وأضاف «برغم التوتر في المفاوضات… فهم يتفقون جميعا على ضرورة أن يكون هناك انتقال… هذا يعني تغييراً جذرياً».
ورداً على سؤال لتأكيد ما إذا كان «أنصار وخصوم» الأسد قد التقوا في فنادق جنيف وتحدثوا بشكل مباشر قال دي ميستورا «تعلمون أنه في كل المفاوضات، توجد مفاوضات رسمية. وهذا بالضبط السبب الذي يدفعك لتمديدها أياماً عدة، فهذا يسمح بما يسمى بالدبلوماسية غير الرسمية».
وعندما أعيد عليه السؤال بشأن ما إذا كان الجانبان قد التقيا قال دي ميستورا «كلهم يعرفون بعضهم بعضاً وكلهم سوريون. وأود أن أشعر في النهاية بأنهم يؤمنون بسوريا أيضاً».

أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق