حوار

منى فياض: «14 اذار سمحت لحزب الله بأن يأخذ لبنان رهينة»

بصفتها ناشطة دعيت منى فياض الى قصر الصنوبر للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وخلال هذا اللقاء اثارت نقطتين هما في نظرها اساسيتان: ضرورة اقامة «مناطق محمية للاجئين السوريين. وبذل المزيد من الحزم تجاه ايران وحزب الله «المسؤولين عن تدهور الوضع في لبنان بفعل تدخلهما في سوريا». معها كانت هذه المقابلة.

قابلت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ما هي الرسالة التي نقلتها اليه؟
تحدثت عن رأيي في ما يتعلق بالعلاقة بين الثقافة والسياسة، بمعنى انني اعتبر ان الافكار تمثل قوة قادرة على تغيير العالم. ولكن لكي تصبح هذه الافكار فعالة وتعطي ثمارها، على المديين القصير والمتوسط، يجب ان تدعم سياسياً. فلنتكلم عن قضية النازحين مثلاً، اشرت الى اهمية انشاء «مناطق محمية او مناطق حرة للنازحين السوريين» وهذه يجب ان تشكل اولوية. ان المجموعة الدولية تعالج هذا الملف بصورة خاطئة. فهي تتحدث عن تغيير ظروف الحياة للنازحين فيما الحل في الحقيقة في مكان اخر. يجب ان يعودوا الى ديارهم الى مناطق آمنة. وعلى صعيد اخر تمنيت ان يبدي الغرب المزيد من الحزم تجاه ايران وحزب الله المسؤولين عن تدهور الوضع في لبنان بفعل تدخلهما في سوريا.
انت تسمين السوريين نازحين وليس لاجئين. لماذا؟
السوريون جاءوا الى لبنان ليسوا كلاجئين وفق التسمية المعتمدة دولياً. لقد جاءوا دون اذن مسبق، ووضعوا البلاد امام الامر الواقع. ولذلك فمن واجب الامم المتحدة ليس الطلب الى لبنان استقبالهم الى ما لا نهاية، (فيما هو واقع تحت ازمات عديدة) بل اقامة مناطق محمية داخل سوريا. ولا يقول لنا البعض اننا عنصريون. لقد ابدينا كلبنانيين الكثير من التسامح في استقبالهم والاندماج معهم. ولا بلد في العالم قام بما قمنا به. اوروبا التي تملك الوسائل المالية واللوجستية، والبنيوية… المهمة، وتتمتع بوضع جيد، ترددت عندما توجه بضع مئات من النازحين نحوها. وعلى النازحين ايضاً ان يعترفوا بهذا الواقع ويكونوا اوفياء للبنانيين.
كيف تقومين هذه الزيارة للرئيس الفرنسي؟
انها دعم للبنان في وقت فقد اللبنانيون الامل. هذه الزيارة تثبت ان فرنسا تشعر بأنها قريبة وتقف الى جانبنا. ما ازعجني هو الحاح الصحافة على واقع ان السياسيين اللبنانيين طلبوا من الرئيس هولاند محاولة تسهيل الاستحقاق الرئاسي. من المحزن الا يأخذوا هذه المهمة على عاتقهم. لقد فضلوا العمل من اجل مصالحهم الخاصة وليس مصلحة البلد. متخلين عن واجبهم نحوه تاركين ايران وحزب الله يتقدمان في وضع ايديهما على لبنان. لقوى 14 جمهور اعطى بلا شروط وطلب فقط تحقيق شيء ما للبنان ومع ذلك سقطت هذه القوى. بالطبع الوضع لم يكن سهلاً ذلك ان شخصيات 14 اذار كانوا هدف حوادث امنية واغتيالات وتصفيات… ولكن كان بامكانهم ان يديروا الامور بشكل افضل. انا اتهم القوى الاقليمية وبالتحديد دول الخليج لانها دفعت 14 اذار الى تقديم تنازلات انقلبت الى غير مصلحة هذه القوى. بالطبع هذه الدول اليوم بدلت مواقفها من التطورات وتحاول استعادة المقود ولكن سياسيي 14 اذار لم ينجحوا في ركوب الموجة مفضلين الحفاظ على مصالحهم ومقتسمين قالب الحلوى مع حزب الله، تاركينه بالمقابل يأخذ لبنان رهينة.

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق