دولياتعالم

استئناف الحوار بين حلف الاطلسي وروسيا رغم استمرار التوتر

استأنف حلف شمال الاطلسي وروسيا اللذان تضررت علاقتهما بسبب الازمة الاوكرانية، الاربعاء في بروكسل «حواراً» على مستوى السفراء فيما التوتر لا يزال على اشده وخصوصا في بحر البلطيق.
وبدأ سفراء الدول الاعضاء الـ 28 في الحلف وسفير روسيا الكسندر غروشكو لقاء في مقر الحلف في بروكسل عند الساعة 8،00 ت غ للمرة الاولى منذ حزيران (يونيو) 2014 ضمن هيئة حوار هي «مجلس حلف شمال الاطلسي-روسيا».
وكان سفراء حلف شمال الاطلسي وروسيا يجتمعون بانتظام في اطار هذه الهيئة الى حين اندلاع الازمة الاوكرانية التي اعادت الاجواء الى ما يشبه حقبة الحرب الباردة.
وسيعقد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ مؤتمراً صحافياً في ختام الاجتماع عند الساعة 10،00 ت غ.
واحتجاجاً على ضم روسيا شبه جزيرة القرم والهجوم الذي شنه الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا في ربيع 2014، علق حلف شمال الاطلسي كل تعاون عملي مع موسكو متهماً اياها بدعم المتمردين بالسلاح والعديد.
ولا يزال مستقبل شبه جزيرة القرم غير اكيد حيث يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على انه لن يتخلى عنها فيما يشدد حلف شمال الاطلسي في المقابل على عدم الاعتراف بضمها.
ونظرياً، بقيت قنوات الحوار السياسي مفتوحة لكن العلاقات بين الطرفين بقيت متوترة ولم يحصل اي تواصل منذ ذلك الحين، باستثناء بعض اللقاءات التي تبعتها تعليقات حادة، بين ستولتنبرغ ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال ستولتنبرغ الثلاثاء «اتوقع ان يعرض الروس وجهة نظرهم (…) لا نخشى الحوار بل نعتقد على العكس ان الحوار اكثر اهمية في الاوقات الصعبة والتوتر الشديد».
واضاف ان سفراء الحلف يأملون في ايجاد «آليات معززة لخفض المخاطر المرتبطة بالنشاطات العسكرية مثل تلك التي شهدناها في بحر البلطيق من حوادث خطيرة في الايام الاخيرة»، حين حلقت مقاتلات روسية فوق سفينة اميركية ثم قرب طائرة استطلاع اميركية.

جدول الاعمال
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت في موسكو «لقد قبلنا اقتراحاً من الحلف الذي كان هو من بادر الى تجميد الاتصالات واليوم يعتبر انه من الضروري اعادة الاتصالات معنا».
من جهته اعتبر آيرولت ان استئناف الحوار بين الاطلسي وروسيا «ضروري» من اجل «احراز تقدم في اتجاه المصلحة المشتركة وهي مصلحة السلام والامن».
وادرجت على جدول اعمال الاجتماع ايضاً اتفاقات مينسك الهادفة الى تسوية النزاع الاوكراني واعتماد الشفافية في المجال العسكري وكذلك الوضع في افغانستان.
وينشر حلف شمال الاطلسي الاف الجنود في افغانستان في اطار مهمة دعم للقوات المحلية في مواجهة تمرد حركة طالبان التي دعيت في المقابل الى محادثات سلام مع السلطة الافغانية.
واكد ستولتنبرغ ان «الحلف الاطلسي لا يسعى الى حرب باردة جديدة ولا يريد سباقاً جديداً الى التسلح»، وذلك رداً على انتقادات روسيا التي تتهم الحلف بتعزيز عسكري «غير مبرر اطلاقاً» في دول البلطيق منذ 18 شهراً.
وفي مواجهة الازمة الاوكرانية والقلق من المناورات الروسية التي حشدت ما يصل الى مئة الف جندي، نشر الحلف الاطلسي في الشرق طائرات قتالية وسفناً وقام بتخزين اسلحة وبعمليات تبديل للقوات في تعزيز لـ «دفاعه الجماعي» لا سابق له منذ الحرب الباردة.
واسف سفير روسيا لدى حلف شمال الاطلسي الكسندر غروشكو لان «العلاقات بين حلف الاطلسي وروسيا سيئة جداً. بالواقع ليس لدينا جدول اعمال ايجابياً» مستنكراً «منطق الردع» لدى الحلف.
من جهته قال ستولتنبرغ «انه اجراء دفاعي متوازن ورد مباشر على الموقف العدائي لروسيا الذي شهدنا عليه في اوكرانيا».
وقال دبلوماسي رداً على اسئلة وكالة فرانس برس حول النقاشات المرتقبة خلال الاجتماع «لن تكون جيدة، لكننا نتحاور على الاقل».
واعتبر ان الاجتماع هدفه «جس نبض الروس ومعرفة الى اي حد هم مستعدون للمضي في محاولة ادارة التوتر» بين الطرفين.
وفيما علق الحلف الاطلسي التعاون العملي مع روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية، شدد ستولتنبرغ على الدوام بان مجلس الاطلسي- روسيا يجب ان يبقى مفتوحا كقناة تواصل بين الطرفين.
كما استعان الغرب بمساعدة روسيا في النزاع السوري لضرب تنظيم الدولة الاسلامية.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق