سياسة لبنانية

هولاند مغادراً إلى القاهرة: لفرنسا مرشح واحد للانتخابات الرئاسية هو لبنان

غادر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعيد الخامسة عصر امس، مطار رياق في البقاع، متوجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة، ومختتماً بذلك زيارة للبنان بدأها بعد ظهر السبت، والتقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري في المجلس، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الكبير، وعدداً من الشخصيات والمرجعيات الدينية في قصر الصنوبر، كما زار مخيماً للنازحين السوريين في الدلهمية يرافقه نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، مخيم الدلهمية في البقاع، متفقداً اللاجئين، مطلعاً على اوضاعهم ومستمعاً الى مطالبهم.

وأكد هولاند أن «زيارته تأتي في إطار التعبير عن المساندة والتضامن مع لبنان ومع اللاجئين والمنظمات الانسانية». وأثنى على «استضافة اللبنانيين للنازحين السوريين وتضامنهم معهم».
وتطرق الى الوضع التربوي والصحي للأولاد النازحين، فقال: «هناك الكثير من الأولاد مضطرون للعمل في عمر ثماني سنوات لإعالة اهاليهم، وهذا امر غير مقبول. ان فرنسا يجب ان تلتزم بمساندة لبنان، ولهذا السبب وضعنا مبلغ خمسين مليون يورو في تصرف لبنان والمؤسسات الإنسانية فيه لتحسين شروط الإستقبال على المستويات التعليمية والصحية ولإعطاء الأمل لهؤلاء الأولاد».
وأعلن ان «فرنسا استقبلت نحو الف نازح عام 2015، وستستقبل الفين هذه السنة وفي السنة المقبلة». وقال: «ان ما تطلبه هذه العائلات النازخة ليس السفر الى الخارج انما العودة السريعة الى ديارها، واعمار بلدها. العودة هي الأولوية وهذا ما يتمناه اللبنانيون ايضاً، انهم لا يريدون توطين هذه العائلات، اللبنانيون اظهروا كرما كبيرا في الضيافة لكنهم لا يريدون ان يروا بعد سنوات عدة المخيمات في بلدهم».
أضاف: «من مسؤوليات فرنسا ان نرى انهاء للأزمة في سوريا وعملية انتقال سياسية، وهذا ما افعله منذ اربع سنوات تقريباً، من مكافحة الإرهاب والإعلان انه لا يمكن القبول بالإبتزاز الذي يمارسه النظام السوري. يجب ان تجلس كل القوى المعنية في سوريا الى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي. وعند حلول السلام الذي هو ممكن، ستعود هذه العائلات الى بلدها، ولكن يجب مرافقة الأطفال الذين شهدوا العنف والمجازر، وهذا ما يحصل الآن، وانا احيي العمل الذي يقوم به اللبنانيون، لتنشئة وتعليم هؤلاء الأطفال الذين سيتمكنون من اعادة اعمار بلدهم عند عودتهم اليه».

ووجه رسالة الى اللاجئين والمنظمات الإنسانية واللبنانيين، بأن من واجبه الإعلان عن «مساعدة فرنسية اضافية مخصصة للاجئين للمساهمة في تخفيف العبء عنهم وايجاد الحل السياسي». وقال: «من واجبنا ايضاً ضمان الامن للبنانيين، ولذلك اعلنت بالامس عن مساعدة فرنسية للجيش، تعلمون انه كان هناك اتفاق بين المملكة العربية السعودية وفرنسا من اجل مساعدة الجيش وقد تم تعليقه، لكن فرنسا ستستمر في المطالبة بأن يستعيد هذا الإتفاق فعاليته، وبالانتظار ستقدم مساعدات عسكرية للبنان».
ورداً على سؤال عن لقائه المسؤولين اللبنانيين أمس، قال: «كان اللقاء استثنائياً، التقيت كل ممثلي الاحزاب وعبرت لهم عن موقفي وتمنياتي بان يجد اللبنانيون الحل وأن يتمكنوا من انتخاب رئيس بأسرع وقت، ووضع قانون انتخابي يمكن اللبنانيين من الانتخاب، وقلت لهم ان لفرنسا مرشحاً واحداً لهذه الإنتخابات وهو لبنان الذي يجب أن يكون المستفيد الوحيد من الحل اللبناني، ويجب تلافي التدخلات الخارجية، ولهذا لا اسمح لنفسي ان اتدخل ولكن اقول ببساطة انه من المهم للبنان والمنطقة ان ينتخب رئيس جمهورية، والإتفاق يقضي بأن يكون الرئيس مسيحيا، ومن المهم ان يكون هناك رئيس مسيحي في منطقة الشرق الاوسط».
بعد ذلك تناول هولاند الغداء مع ممثلي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الفرنسية غير الحكومية العاملة مع اللاجئين، والتقى مدربين فرنسيين في الجيش الفرنسي وجنوداً لبنانيين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق