رئيسيسياسة عربية

مصر: «حقوق الإنسان» محور المؤتمر الصحافي للرئيسين الفرنسي والمصري

تمحور المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان المصري والفرنسي الأحد في القاهرة حول حقوق الإنسان، واعتبر هولاند أن احترام «حقوق الإنسان هو أيضاً وسيلة لمكافحة الإرهاب»، فيما أشار السيسي إلى أن حقوق الإنسان تشمل أيضاً «الحق في التعليم والعلاج والسكن».

اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأحد في القاهرة أن احترام «حقوق الإنسان هو أيضاً وسيلة لمكافحة الإرهاب»، وذلك في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي تتهمه منظمات حقوقية بقمع المعارضة.
وقال هولاند أن مكافحة الإرهاب «تفترض حزماً ولكن أيضاً دولة، دولة قانون، هذا ما تقصده فرنسا حين تتحدث عن حقوق الإنسان. حقوق الإنسان ليست إكراها، إنها أيضاً وسيلة لمكافحة الإرهاب».
من جهته، دافع السيسي عن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان التي أصبحت محور المؤتمر الصحافي للرئيسين، مشيراً إلى الظروف التي تمر بها المنطقة ومؤكداً حرص مصر على أن تكون «دولة قانون تحترم حقوق الإنسان».
واعتبر السيسي، قائد الجيش السابق الذي قاد اطاحة الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي في 2013، أن الحديث عن تجاوزات في سجل حقوق الإنسان في عهده هو من صنع «قوى الشر التي تريد هدم مصر».
وإذ أوضح أن الرئيس الفرنسي تناول معه مسألة حقوق الإنسان خلال اجتماعهما، قال السيسي مخاطباً نظيره المصري إن «المنطقة التي نعيش فيها منطقة مضطربة جداً».
وأضاف «لا يمكن للمعايير الأوروبية (وهي) في أعلى مستويات التقدم والحضارة في المناحي كافة أن ينظر لها في الظروف التي تمر بها دول المنطقة ومن ضمنها مصر».
وأشار السيسي إلى أن حقوق الإنسان تشمل أيضاً «الحق في التعليم والعلاج والسكن».
إلا أن هولاند صرح لاحقاً بأن «حقوق الإنسان هي حرية الصحافة. حرية التعبير. أن يكون هناك نظام قضائي قادر على الإجابة على جميع الأسئلة المطروحة».
وعشية الزيارة، دان الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومنظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش «الصمت المدوي» لفرنسا إزاء «خطورة القمع الذي تتعرض له منظمات المجتمع المدني، والزيادة الهائلة في ممارسة التعذيب، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والعنف (…) غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث».
ومنذ إطاحة مرسي في تموز (يوليو) 2013، شنت السلطات المصرية حملة قمع واسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، قتل فيها أكثر من 1400 شخص كما جرى توقيف آلاف آخرين.
وشملت حملة القمع بعدها الناشطين الشباب من الحركات الداعية إلى الديمقراطية والذين أيدوا اطاحة مرسي قبل أن يعارضوا حكم السيسي.
وسئل السيسي عن قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي اختفى في مصر ثم عثر على جثته وعليها آثار تعذيب في القاهرة، الأمر الذي دفع روما إلى استدعاء سفيرها من القاهرة، فدافع بشدة عن موقف بلاده، معتبراً أن الحديث عن تجاوزات في سجل حقوق الإنسان في عهده هو من صنع «قوى الشر التي تريد هدم مصر».
وقال السيسي «نحن نتعرض لقوى شر تسعى بكل قوتها أن تهدم مصر وتعطي انطباعاً غير حقيقي عما يحدث في مصر».
واعتبر السيسي أن «ما يحدث في مصر هو محاولة لتحطيم مؤسسات الدولة، مؤسسة مؤسسة. اليوم يتم إلصاق التهم بالشرطة لإسقاطها ثم القضاء ثم البرلمان».
وأضاف «لو سقطت هذه الدولة، أنتم لا تعرفون ما الذي سيحدث للمنطقة وأوروبا».
ووصل الرئيس الفرنسي بعد ظهر الأحد إلى القاهرة لتأكيد دعمه لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي يحكم بلاده بقضبة من حديد، في زيارة دولة تستمر يومين وتركز على مسألة الأمن في الشرق الأوسط بالإضافة إلى ملفات تجارية مهمة، وهي المحطة الثانية في جولة تستمر أربعة أيام في الشرق الأوسط وتشمل لبنان ومصر والأردن.
ويرافق هولاند وفد كبير يضم نحو ثلاثين من رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى وكذلك رؤساء شركات صغيرة ومتوسطة سيشاركون في «منتدى الأعمال» المصري-الفرنسي ويحضرون توقيع اتفاقات في قطاعات مختلفة وخصوصاً في مجالات النقل والطاقة المتجددة والتدريب المهني.
وتأمل مصر بعقد صفقات استثمار لتنشيط اقتصادها المتداعي بفعل تراجع عائدات السياحة وانحسار الاستثمارات الأجنبية منذ إطاحة الرئيس الأسبق حسني مبارك في العام 2011.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق