الاقتصادمفكرة الأسبوع

فشل اجتماع الدوحة وسط توتر سعودي – ايراني واسعار النفط تسجل تراجعاً كبيراً

وسط توتر بين السعودية وايران، فشل ممثلو الدول المنتجة للنفط المجتمعين بالعاصمة القطرية الدوحة الأحد بالتوصل إلى اتفاق لتجميد الإنتاج بهدف إرساءالاستقرار في الأسواق العالمية ودعم الأسعار المتدنية بفعل فائض في العرض، وعلى الاثر سجلت اسعار النفط تراجعا كبيرا صباح اليوم الاثنين.

لم يتمكن ممثلو دول منتجة للنفط التوصل لاتفاق مساء الأحد في الدوحة لبحث تجميد الانتاج بغية إرساء الاستقرار في الأسواق العالمية  ودعم الاسعار المتدنية بفعل الفائض في العرض، على ما أعلن وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة.
وقال الوزير في ختام مشاورات استمرت ست ساعات، أن المسؤولين من نحو 15 دولة، بينها أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أبرزهم السعودية، ودول من خارج المنظمة أبرزها روسيا، بحاجة إلى «المزيد من الوقت».
وأضاف أنه لم يتم تحديد أي تاريخ لعقد اجتماع جديد.
ومنعت الخلافات بين ايران التي اعلنت في اللحظة الاخيرة تغيبها عن الاجتماع، والسعودية هذه المشاورات من تحقيق اي نتيجة.
وكان وزراء مشاركون في المفاوضات أعربوا في وقت سابق الأحد عن تأييدهم اقتراحا لتجميد الإنتاج حتى تشرين الأول (أكتوبر)، بهدف إرساء الاستقرار في الأسواق ودعم الأسعار المتدنية بفعل الفائض في العرض.
وعقد اجتماع الدوحة بعد نحو شهرين من اتفاق السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر على تجمد الإنتاج عند مستويات كانون الثاني (يناير)، بشرط التزام المنتجين الكبار الآخرين، وأبرزهم إيران، بالأمر نفسه.
وغداة فشل اجتماع الدوحة، سجلت اسعار النفط تراجعاً كبيراً صباح الاثنين في آسيا، وتراجع سعر الذهب الاسود اكثر من ستين بالمئة منذ منتصف 2014 عندما كان سعر البرميل يبلغ حوالى مئة دولار، وذلك بسبب فائض كبير في الانتاج يعجز الطلب العالمي عن امتصاصه نظرا لتباطؤ الاقتصاد.
وبعد ان وصلت في شباط (فبراير) الى ادنى مستوى منذ 13 عاماً، سجلت الاسعار تحسناً مع انتظار المستثمرين لنتائج اجتماع 18 دولة منتجة من اعضاء وغير اعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك).
وحوالي الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش، خسر سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم ايار (مايو) 2،02 دولار، اي نحو خمسة بالمئة ليبلغ 38،34 دولار في المبادلات الالكترونية في آسيا.
اما برميل برنت النفط المرجعي الاوروبي لبحر الشمال، تسليم حزيران (يونيو) فقد خسر 1،97 دولار (نحو 4،55 بالمئة) الى 41،13 دولار (اكرر.. 41،13 دولار).

الحصص السعودية من الاسواق
وقال برنارد او المحلل في مجموعة «آي جي ماركيتس» ان «الامال التي علقت على اجتماع الدوحة كانت كبيرة». واضاف ان «آسيا ستشهد بداية اسبوع سيئة»، موضحاً ان «اسعار المواد الاولية ستتراجع وهذا سيؤثر على سوق الاسهم وخصوصاً في قطاع الطاقة».
وفتحت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 3،10 بالمئة الاثنين، مثل بورصة هونغ كونغ التي خسرت 1،21 بالمئة.
وقال اي مورس المحلل في مجموعة سيتيغروب، لوكالة الانباء بلومبرغ نيوز ان «مفاوضات نهاية الاسبوع تثبت ان الحكومة السعودية وكما قال ولي ولي عهد المملكة، لا تريد خسارة حصص في السوق».
واضاف «انها تخشى ان يستمر توجه الاسواق الى الانخفاض طويلاً. وفي هذا النوع من الاسواق، اذا تمت خسارة حصص من السوق فمن الصعب جداً استعادتها».
وكان ولي ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان صرح في مقابلة مع وكالة بلومبرغ الاثنين الماضي ان المملكة ستجمد مستوى انتاجها من النفط اذا التزم كبار المنتجين وضمنهم ايران بذلك.
وتريد ايران من جهتها، الاستفادة من الفرع الجزئي للعقوبات الدولية عنها بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في منتصف كانون الثاني (يناير) لزيادة انتاجها وصادراتها واستعادة حصصها من الاسواق.
من جهته، قال الوزير القطري رداً على سؤال عن احتمال ان يؤثر هذا الاجتماع سلباً على الاسواق ان «عوامل عدة تؤثر على الاسعار»، مؤكداً ان اسس السوق «ايجابية».
ورداً على سؤال عما اذا كانت ايران في صلب المشاورات، قال «بالتأكيد، تجميد الانتاج سيكون اكثر فاعلية اذا شارك فيه منتجون كبار بمن فيهم ايران». واوضح ان «هذا الامر سيساعد في اعادة التوازن الى السوق» مع تأكيده «احترام موقف» طهران.
وكان وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنكنه صرح عند اعلانه عدم مشاركة ايران في اللقاء ان «اجتماع الدوحة هو للجهات التي تريد المشاركة في خطة تجميد الانتاج (…) لكن بما انه ليس من المقرر ان توقع ايران على هذه الخطة فان حضور ممثل عنها الى الاجتماع ليس ضرورياً».
واضاف في تصريحاته هذه السبت ان «ايران لا تتخلى باي شكل عن حصتها في الانتاج»، في اشارة الى مستوى انتاج وتصدير النفط قبل فرض العقوبات الدولية.
وعقد اجتماع الدوحة بعد نحو شهرين من اتفاق السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر على تجميد الانتاج عند مستويات كانون الثاني (يناير)، بشرط التزام المنتجين الكبار الآخرين، وابرزهم ايران، بالامر نفسه.
وضخت دول اوبك 32،25 مليون برميل من النفط يومياً في آذار (مارس) جاء نحو ثلثها من السعودية، مقابل معدل 31،85 مليون برميل يومياً في 2015.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق